(7)

9.3K 279 19
                                    

بقلم: نهال عبد الواحد

بينما كانت جميلة تقنع زين بمعاودته لفتح مكتبه والعمل معها في المصنع كمستشار قانوني إذ قاطعهم صوت: لكن ماذا أيها الأبله؟!

فالتفت زين وجميلة ناحية مصدر الصوت فوجدا محمد والد زين.
فسأله زين على مضض: ما الذي أتى بك إلى هنا أبي؟!

فأجاب محمد بلامبالاة: أليس هذا بيت أخي؟! كأني قد تركته بالأمس فلم يتغير كثيرًا.

فقالت جميلة بعملية: تفضل عماه!
وهي تشير إلى خارج المكتب فخرج محمد وتبعه زين وجميلة وجلس الجميع.

ثم قالت: فلنحل الأمر عمي، أتمنى أن تُصدقني القول وتخبرني، بالله عليك ماذا تريد مني؟ لكن رجاءً بلا اتهامات لأبي فأنت تعلم جيدًا أنه لم يسرق إرثك يومًا، فلم إذن تعادينا حتى بعد وفاته؟!

فأجابها وهو يضع ساقًا فوق الأخرى: ربما تكوني محقة في أنه لم يسرق إرثي، لكنه سرق كل شيء، سرق محبة والدي وسرق الفتاة الوحيدة التي أحببتها.

فتابعت بهدوء: ولمَ تسميها سرقة؟! لقد كان أبي إنسانًا محبوبًا وبارًّا بوالديه لذلك أحباه، أما أمي فقد كانت جارتكم وقد أحبت أبي وأحبها، ومن حق كل إنسان أن يحب كيفما شاء ومن يريد لأن الإختيار حينها يكون لا إراديًا، لكن كل ما ذكرته ليست أسبابًا.

فتسآل بحنق وحقد واضح: لماذا تفضله عليّ؟

فأجابه زين بألم: لأنك مع كل أسفي لا تعرف كيف يكون الحب، حتى إنك لم تحبني وأنا ابنك!

فقال محمد مبررًا: تلك مخيلات في رأسك وحدك.

فرفع زين كتفيه بقلة حيلة قائلًا: ربما، لكن لم تقل حتى الآن ماذا تريد من جميلة؟

فأردفت جميلة: قبل أي شيء، إن لك حق في إرث أبي لا أنكره فلم تكن بحاجة لاختطافي أو مثل تلك الأمور.

فأجابها عمها بنفس حقده: لكني أريد نصف ما تملكين فهذا تعويض مناسب لما لاقيته من ظلم طوال حياتي.

فصاح زين: مالك أبي تذهب لنفس النقطة! أنت لم تُظلم، أنت جنيت فقط نتيجة أفعالك، لو كنت ولدًا بارًّا لأحبك أهلك، لو كنت تفكر بالآخرين لأحبتك حبيبتك، لماذا تفعل كل هذا؟ لماذا تود حتى أن تفسد بيننا؟ وكأن كوني أحب وأجد من تحبني أمرًا لا أستحقه! لأن كل ما جنيته أني ابنك وافتقدتك لكنك تركتني بلا سبب محدد وتأتي إليّ كل أمد لتذكرني بعاهتي بدلًا أن تساعدني أتخطى الأزمة، وكنت ستؤدي بي في قضية عندما جعلتني أخطف ابنة عمي ولم أدري لما أطعت أوامرك ربما لأني أردت أن أشعر برضاك عني، لكن على أية حال كان ذلك أجمل شيء حدث لي على الإطلاق لأني قابلتها وأحببتها وسأفعل كل شيء من أجلها حتى لو اضطررت للخروج للمجتمع من جديد ومواجهته.

جميلة بسعادة: حقًا؟!

فأجابها بعينين تضخان كل العشق: أجل، لأجلك أنتِ، لأجلك أنتِ سأفعل أي شيء.

(الجميلة والدميم)  By: Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن