"يا رجل اهدأ قليلا ، الامر ليس بهذا السوء" تحدث ذلك الشاب ذو الشعر الاشقر و العيون العشبية اللامعة بتوتر و هو ينظر الي صديقه الذي يسير بخطوات متثاقلة كئيبة و حوله سحابة من البؤس كـ من يتجه الي موته
نظر إليه صديقه ذو الشعر الاسود و العيون الزرقاء الداكنة التي لائمت هالة القتل التي انتشرت منه في تلك اللحظة التي خرجت الكلمات من فم
الاشقر و تحدث بنبرة دبت الرعب في قلبه
"اهدأ؟ هل طلبت مني لتوك ان اهدأ؟ انا ذاهب الي الجحيم بقدماي و انت تطلب مني ان اهدأ؟ هل جننت؟ ام هل سئمت من حياتك؟"
"الأمر ليس بهذا السوء؟ انا مجبر علي الذهاب و تحمل الجلوس لساعات علي ذلك المقعد الصلب اللعين الذي يحطم مؤخرتي كل يوم و الامتناع عن الطعام و الشراب اثناء الاستماع الي اكوام الهراء التي تخترق اذناي دون اذن غير قادر حتي علي الاتصال بالانترنت او استخدام الهاتف علي اقل تقدير و انت تقول لي الأمر ليس بهذا السوء؟ ألست تقول لي ان اقتلك بطريقة غير مباشرة؟!"
"هاها.. هذا لأنك تنظر الي الامر بالطريقة السلبية ، كن اكثر اجابية" تحدث الاشقر مرة اخري و هالة من الحيوية تحوم حوله عكس صديقه المكتئب و اكمل بنشاط "رغم ان المقعد صلب إلا ان التحدث الي الاصدقاء ينسيك الألم بينما تناول الطعام و الشراب خلسة يزيد من اللذة كلما كان المعلم اكثر صرامة في شرحه للدروس التي سيكون احدها تخصصنا يوما ما ، اما الهاتف و الانترنت فمن يحتاج الي هذة الاشياء و هو محاط بالاشخاص!
انت فقط بحاجة الي الاستمتاع بالامر و سوف تصبح المدرسة كـ النعيم بالنسبة لك.. تماما مثلي"
