" ذاك الــنــبــيــل "

499 22 9
                                    

𝐸𝑝𝑖𝑠𝑜𝑑𝑒 1

───────────

انّه الخريف... الاوراق تتساقط كأنَها ترقص علىٰ انغام موسيقى هادئه حتى تقع علي الارض و الغيوم تتحول للون الرمادي كانها تستعد لموسم الامطار و اشعةُ الشمس تودع الارصفه و الشوارع و الجميع بدأ يلبس الثياب الثقيله لحِماية انفسهم من الجو البارد و ها انا بثياب الفرو امشي علىٰ هذه الارصفه الجميله و استنشق الهواء و املئ به صدري و اتركه يذهب براحه فلربما اخذ قليلا من الالام المتراكمه بصدري

مشيت حتىٰ اصبحت واقفه امام المكتبه التي ابحث عنها، اخرجت ورقة العنوان للمره الالف لاتاكد منه و اخيرا تاكدت اني في المكان الصحيح ابتسمت بانتصار و فتحت باب المكتبه بهدوء و مع دخولي رن جرس الباب لاعلام صاحب المكتبه بزائز جديد لكن لم يظهر لي احد هممم يمكن ان يكون مشغولا بشيء ما،لم اعطي هذا اهتماما كثيرا،خلعت قبعتي و وشاحي و حملتهما بيدي و ركزت علي جمال هذه المكتبه و هدوئها، ف رائحة الاوراق و الكتب المنعشه و رائحة الحبر المميزه كانت تفوح في كل زاويه من هذه المكتبة اللّطيفه مشيت بهدوء فيها و حاولت ان اركز على سبب قدومي بين انجذابي لجمال هذه المكتبه انا هنا من اجل كتب فانجوخ بدأت بالبحث عن قسم كتب الرسم لكن لم اجد شيئا، لم ازر هذه المكتبه ابدا و نظامها يختلف عن المكاتب التي ازورها عادتنا، تنهدت بضيق و عرفت ان رحلة البحث ستطول و صاحب المحل ليس هنا ليساعد، بعد البحث الطويل لم اجد شيئا فقررت ان اغوص بلكتب و ابحث عن شيء يعجبني حتا لايذهب تعبي سدا،

مشيت حتا وصلت للرفوف الاخيره من المكتبه ثم وقفت امام رف و شعرت بوجود شخص ليس بعيدا عني نظرت اليه كان شابا بعمري يرتدي معطف رمادي طويل يصل لي ركبتيه و يخطي منطقة عنقه بشكل مثالي جدا مع سروال اسود ضيق بعض الشيء و يضع قفازاته بجيبه الايسر و يمسك بيديه قبعته و كتاب يقرأهُ بهدوء و استطيع ان ارى قميصه الابيض يظهر تحت اكمام معطفه و رائحة عطره الفاخره تصل الى هنا،و هو غاطس بقراءة الكتاب الذي بيده بعض خصلات شعره الاسود واقعه علي جبينه بدون ان يعلم حتىٰ تقع علي نظاراته الدائريه الجميله جدا التي تساعده على القراءة لم استطع التوقف عن النظر اليه لكن اظنه لاحظ نظراتي و رفع رأسه لينظر الي، ياللهي كم انا حمقاء، حاولت ان اتظاهر بلبحث عن كتاب، لكن ياللهي انه يغلق كتابه و يمشي في اتجاهي اه احسنتي تشارين الذكيه ها قد كشفتي نفسك،مع اني اعرف انه كشف امري لكن حاولت ان استمر بتمثيلي،

نظر الي ذالك الشخص الانيق و سال بصوت هادئ " اتبحثين عن كتاب معين انستي " نظرت اليه بتوتر " ابحث عن كتب الرسم سيدي " نظر للمكتبه ثم نظر الي و رد بصوت ناعم " هذا المكتب لايبيع كتبا للرسم انستي " اوه كيف يعرف هذا هل هو صاحب المتجر اممم كلا مظهره لايوحي بانه بائع عادي " اه... حقا " قلت بيأس و هو اجاب بابتسامه رقيقه " هل انتي جديده هنا انستي " ياللهي كيف عرف هذا... هل ابدوا حمقاء و ضائعه لهذا الحد " بالحقيقه نعم ... هذه اول مرة ادخل هذا المتجر و لم اجد صاحبهُ لاسأله " اجاب بنفس الهدوء " لابأس ف انا حفظت هذه المكتبه من ظهر قلب و اعرف كل كتاب هنا " نظرت للمكتبه الكبيره و اعدت النظر اليه هو حقا يبدو شخصا مهتما بلقراء " اه... حسنا اذا يبدو لي اني لن اجد ما ابحث عنه هنا ايضا " نظر لي ذالك النبيل بحذر " هل حقا تهمك تلك الكتب لهذا الحد انستي " احسست ان حالتي البائسه اصبحت تتكلم عني " ن.. نعم سيدي "

اخرج مذكرة صغيره و بدء بكتابة شيء عليها ونظر الي مجددا و هو يبتسم " الساعه 8 مساء تواجدي عند هذا العنوان و ستحصلين على كتبك " و ناولني الورقه و قبل ان استطيع شكره او ارد عليه لبس قبعته و هرع بالخروج من المكتبه ف ركضت خلفه و صرخت " شكرا جزيلا سيد... " التفت و رفع قبعته و صرخ " جي يونغ... كون جي يونغ... و انتي " بادلته الصراخ " تشارين... لي تشارين " بادلني ب ابتسامه لطيفه " حسنا انسة تشارين سعدت بمعرفتك... وداعا " و سرعان ما اختفى بين ذاك الحشد من الناس على الشارع ،

نظرت للورقه التي اعطاني اياها و كان العنوان مكتوب بخط جميل جدا و عرفت ب ان من كان يقف امامي ليس فقط رجلا وسيما يحب قراءت الكتب بل هو اكثر من هذا تنهدت بضيق و رجعت للمكتبه حتى اخذ اشيائي و اخيرا وجدت صاحب المكتبه نائم على طاوله، اذا كنت نائما ايه الكسول، رميت الكتب التي اخترتها مسبقا بقوى على المكتبه حتى اجعله يقفز من مكانه " كنت استطيع اخذها بدون ان دفع حقها و انت لم تكن ستلاحظ حتى ف اشكر ربك اني طيبة القلب سيدي " دفعت سعرها و لبست معطفي و قبعتي مجددا و خرجت من المكتبه لنرى ما يخفيه لنا هذه اليوم عزيزتي تشارين.

𝐈𝐜𝐚𝐫𝐮𝐬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن