اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
✎
اتمنا الاستماع لهذه الاغنية مع قرأة هذا الجزء
قلبت ورقة اخرى من كتاب فان كوخ و انا جالسة على نافذة غرفتني لأن والدتي عاقبتني من الخروج بعد إن تأخرت في المجيئ للمنزل ليلة امس مع انني اخبرتها انني كنت مع بارتك، تنهدت و راقبت الحقول البعيدة أحيانًا أريد ان أكون فقط حجرًا أو عشبًا في الخارج او عصفوره أو أي كائن آخر غير البشر نحن لانملك أدنى حق في الحرية دائمًا هنالك الأهل و الاقارب و العادات و طبيعة العيش التي تقيدنا بسلاسل لانرغب بها و نعيش على أساسها و تكبح كل أحلامنا و نجاحنا، الاسوء من هذا إذا قمت بكسر هذه السلاسل ستخسر عائلتك التي يتوجب عليها ان تكون مصدر سندك و سعادتك مع انها العكس تماما، دائمًا ما نقع بين اختيار أحلامنا و أهلنا، و من رأي ان الأفضل ان تختار حلمك لكن ايضًا اظن إنّها انانية كبيرة و خيار من المستحيل ان اختاره فأنا أفُضل ان يقطع رأسي على ان أكون سبب تشويه عائلتي حتى لو كان الثمن حلمي الذي اتنفسه لكن من أنا لادوس على سمعة و تعب والدي الذي بذلهما في سنوات و تحمل كل المشقات ليطعم عائلته أفضل طعام و يبني فوق رؤسهم سقفًا يحميهم، تنهدت مجددًا و قمت من على النافذة و وضعت الكتاب جانبًا و لبست قبعتي الشمسيه فاليوم لدينا عمل كثير في الحقل و لأني معاقبه يجب علي ان أساعد السيد بيل و الآخرين، نزلت بهدوء و رأيت والدي ابتسمت و قمت بتحيته " صباح الخير والدي كيف حالكَ اليوم " هو كعادته لم يكلف نفسه برد بل اكتفى بقول " اسرعي بالذهاب للحقل لاتجعليهم ينتظرونك " اجبت بهدوء " حسنا والدي " و مشيت إلى الحقل، كم احببت ان أعانقه وأقُبل رأسه و أضع راسي على فخذيه و هو يقرأ جريدته الصباحية كما اعتدت في صغري، فوالدي لم يكن هكذا في السابق كنا نلعب و نقضي كل أوقاتنا مع بعض و كان يناديني بعزيزتي تشارين أو أميرتي الصغيره و الان اتسأل إذا مازال يتذكر اسمي، قطع علاقتنا عندما أصبحت بسن البلوغ و دفعني بعيدًا عنه يومًا بعد يوم حتى أصبحنا لانتكلم إلا مره أو مرتين في الأسبوع و لا يطول الكلام لثواني و بالعاده تكون أوامر أو إرشادات يجب علي الالتزام بها لم يعد يسألني كيف حالي حتى، اشتقت إليه بشدة حتى و هو موجود أشعر أنّه بعيد جدًا الشيء الوحيد الذي بقى بيننا هو ذكرياتي معه وأنا صغيره وأنا لن انساها ابدًا ، وصلت للحقل و ركضت إلى السيد بيل و ابتسمت له باشراق " صباح الخير سيد بيل " رأني و ابتسم هو الاخر " صباح الخير انستي كيف حالكِ اليوم " من المؤسف ان السيد بيل يهتم بي أكثر من عائلتي نفسها و هو لايقربني بشيء " بخير لكن.. " صمتُ و عبست هو نظر إليّ و استغرب " لما عبستي فجاة انستي هل قلت شيء يزعجك " عبست أكثر " لما لم تأتي لاصطحابي مساء أمس لو أتيت لما تعاقبت " ضحك بشدة و ناولني سله و قفازات ", لأعلمكِ درسًا الم أخبركِ بأنها ستمطر و الان البسي قفازاتك فلدينا عمل كثير اليوم " نظرت إليه بانزعاج عرفت انه اراد معاقبتي ايضا " حسنًا حسنًا بحق الله أنتم الكبار تحبون العمل الشاق جدًا " ضحك أكثر " كلا أنا لست مثلهم أنا فقط أحب ان امازحك " عبست مجددًا " الا ترى ان مزحك ثقيلًا أحيانًا ما سيد بيل " هز براسه " كلا انتي شقية جدًا و يجب ان أعلمك بعض الدروس هي فلتسرعي السيدة بوفاري تنتظرنا "