🔅إشْراقاتٌ رَضوِيّة - خُدامُهُمْ المَلائِكة :
—
جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ : مَرضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَام فَعَادَهُ فَقَالَ : " كَيْفَ نَجِدُكَ ؟ " قَالَ : لَقِيتُ الْمَوْتَ بَعْدَكَ يُرِيدُ بِهِ مَا لَقِيَهُ مِنْ شِدَّةِ مَرَضِهِ . فَقَالَ : " كَيْفَ لَقِيتَهُ ؟ " قَالَ : شَدِيداً أَلِيماً . قَالَ : " مَا لَقِيتَهُ إِنَّمَا مَا يَبْدؤكَ بِهِ وَيُعَرِّفُكَ بَعْضَ حَالِهِ ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ : مُسْتَرِيحٌ بِالمَوْتِ ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ( بِهِ ) ، فَجَدِّد الْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَبِالْوَلَايَةِ تَكُنْ مُسْتَرِيحاً " ؛ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَذِهِ مَلَائِكَةُ رَبِّي بِالتَّحِيَّاتِ وَالتُّحَفِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ وَهُمْ قِيَامٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَأَذنْ لَهُمْ بِالْجُلُوسِ . فَقَالَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَام : " اجْلِسُوا مَلَائِكَةَ رَبِّي " . ثُمَّ قَالَ لِلْمَرِيضِ : " سَلْهُمْ أُمِرُوا بِالْقِيَامِ بِحَضْرَتِي ؟ " فَقَالَ المَرِيضُ : سَأَلْتُهُمْ فَزَعَمُوا أَنَّهُ لَوْ حَضَرَكَ كُلُّ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ لَقَامُوا لَكَ ، وَلَمْ يَسْجُدُوا حَتَّى تَأْذَنَ لَهُمْ ، هَكَذَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . ثُمَّ غَمّضَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَكَذَا شَخْصُكَ مَاثِلٌ لِي مَعَ أَشْخَاصِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِم السَّلَام وَقَضَى الرَّجُلُ .
📚 الدَّعَوَات .
—
أذِنَ الله - بِمَشِيئَتِه التّكوينِيّة فِي عَوالِم الوجُود - لِلمَلائِكةِ بِالتّنزُلِ عَلى الوجُودات النورانِيّة لِلأئِمَة الأطهَار ( عَليهم السَلام ) تَشرُفاًً بِخدمتِهم وسَعياً لِرضَاهُم ؛ لِأنّهُم "أهل بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَوضِع الرِّسالَةِ وَمُختَلَف المَلائِكَةِ وَمَهبط الوَحي" ، وحَقَّ لِمَن آمَن بَولايتِهم وعَرفَ مَقامَهُم وانتَهجَ طَرِيقتَهُم أنْ ﴿تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [1] ، وتَحضرُهم الذواتُ الطاهِرة لِمُحَمّدٍ وآلِه ( صَلوات الله عليهِم أجْمعِين ) ؛ فتَقرُّ أعينُهم ويَستبشِرون بِلقاءِ الله ورضوانه .
والله أعْلَم ،،، والحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ .
—
[1] النحل 32 .
—
#إشـراقـات_رضـوية