ذكريات تحت السقف الحجري (فصل خاص {الجزء الأول })

410 21 15
                                    

سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

-نبدأ-

لن نتحدث عن سطوع الشمس بأشعتها الدافئة التي تطل على المدينة بحياء متسللة بين أروقتها لتوقظ الناس للقيام بأعمالهم ، كلا كلا كلا سنتحدث عن رائحة القذارة ربما او ربما هذه الاجواء الكئيبة عن تلك المدينة التي لم تزرها الشمس من قبل

الجو هاديء بينما بعض العمال يقومون بنقل بضائع من عربة كبيرة تم قطعه تماما حين اقتحم ذلك الثلاثي الصاخب المكان كعادته

بعد بعض السب والمطاردة لم يفلح احد في الامساك بهم كما هي العادة وها قد انتهوا من مهمة اخرى بنجاح باهر

تكلمت ايزابيل بينما تفتح باب منزلهم : اولئك المغفلين لم يستطيعوا الامساك بنا كالعادة ، انهم اغبياء صحيح اخي ليفاي؟

لم يتكلم ليفاي بل اتجه ناحية المكنسة ليرميها على تلك الطفولية لتنظرله بملل قبل ان تخرج لسانها بغيظ طفولي

-تشه ، طفلة

قالها كالمعتاد فهي اكثر كلمة يستعملها لوصف هذه الفتاة أمامه ، لقد مضى اكثر من عام منذ انضمامها اليهم وهو بات يشعر انها فرد منهم بالفعل

انتهوا من التنظيف ليخرجوا من البيت مجددا ، اجل فهم لم يعودوا سوى للتنظيف بأمر من ليفاي والآن سيكملون تسكعهم في طرقات المدينة

توقفت ايزابيل فجأة لتنظر باتجاه آخر حين سمعت صوت بكاء أحد ما فوجدت بعض الاشخاص يتجمعون حول فتى صغير ويقومون بضربه لتتقدم منهم بغضب

-اوي انتم ، نطقت بغضب وهي  تتقدم ناحيتهم بينما نظروا هم ناحيتها بسخرية سرعان ما تحولت لخوف حين رأوا ليفاي خلفها

-لنهرب ، نطقها أحدهم قبل أن يركضوا جميعا مبتعدين عن ذلك الأشقر

-هل أنت بخير؟ قالتها ايزابيل بينما تمد يدها اليه لتساعده على النهوض ثم نطقت بمرح : ما هو اسمك أيها الوسيم؟

-ريو ، قالها ذلك الفتى بينما يجفف دموعه باحراج ، هو قد عرف من هم وشعر بالاحراج كون لقائه الأول معهم كان يبكي فيه ، أما الثلاثة لم يفكروا بهذا الأمر فبجدية من سيعاتب صبيا في الرابعة عشرة حين يبكي لأن بعض الأوغاد قد تنمروا عليه

نظر ريو اليهم بامعان فهذه هي المرة الأولى التي يراهم فيها بهذا القرب

-ماذا؟ قال ليفاي بوقاحة ليتوتر ريو أكثر ويقول بصوت منخفض : لا شيء ، كل ما في الأمر أنني أردت لقائكم دائما فأنتم مشهورون للغاية ، لطالما أردت أن أكون قويا مثلكم

خارج عن المعتادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن