اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-نبدأ-
رائحة الدماء تعبق بالمكان والهدوء يلفه من الخارج بعكس الفوضى التي تعصف بذاته الآن ، تجمد في مكانه بينما أنظاره متوقفة عند صديقه المضرج بالدماء ، توقف حركته تماماً كتوقف مرور الوقت بالنسبة له بينما قلبه ينبض بسرعة شديدة ، هل سيفق] أول صديق حقيقي له هنا ، هل كان هذا ذنبه ، صوت قوي بداخله يخبره انه كذلك وهو يعجز تماماً عن اسكاته
شعور الندم يتغلغل إليه وأفكاره السوداء تترنح بعقله وكأنها في حالة ثمالة تزيد سكرتها مع كل ثانية تمر وأنظاره مركزة على الملقى أمامه ساكناً ، رغم أنه لم يذنب بشيء لكن هذه الحقيقة باتت ضئيلة جداً أمام خوفه ، عائلته الوحيدة تنهار من أمامه وهو يشعر بأنه يغرق أكثر
-ليفاي ، أيقظه صوت ريو من غيبوبة أفكاره المظلمة لينظر باتجاههم في حين لم تستطع تعابير الصدمة الابتعاد عن وجهه ، ايزابيل التي كانت تبكي كانت تضع رأس فارلان على قدمها وهي تبعد الدماء التي لا تزال تسيل بغزارة منه ، حول نظره الى تلك الجثث الثلاث الملقاة على الأرض فازدادت صدمته لدرجة شعوره بأن قلبه سيخرج من مكانه ، الأمر مؤلم وبشدة ، وكأن عينيه لم تنل كفايتها من الألم لرؤية فارلان ساقطاً وهو مغطى بدمائه لتستعرض له تفاصيل جريمة وحشية قام بها صديقه ، هذا الأمر دفع به إلى التساؤل ، ما الذي واجهه صديقه بالضبط؟
انتفض بخفة حين وضع ريو يده على كتفه قائلاً بقلق : أرجوك اهدأ ، انه لا يزال حياً ويجب علينا انقاذه سريعاً
أعاد ليفاي سيطرته على نفسه بعد كلمات ريو ليتقدم ناحية فارلانويحمله بحرص ، هو تجنب النظر اليه وهو يحمله حتى لا يضعف أكثر وتأخذه أفكاره لهاوية سحيقة ويبدو بأن ايزابيل شاركته نفس الشعور
وقفوا أمام المنزل في حين تقدمت ايزابيل لفتحه وهم مشغولون تماماً لذا لم ينتبهوا لمن كانت تحدق بهم بصدمة ، كانت تضع يدها على فمها لتمنع صرخاتها من فضح تواجدها بالمكان وقد شقت دموعها السبيل إلى الخارج من زرقاوتيها ، فور دخولهم ركضت عائدة لمنزلها وهي تبكي ، هي لم تتوقع أن تصل الأمور لهذا الحد ، اتجهت لغرفتها مباشرة ثم أقفلت الباب وقدماها تهتزان من الخوف ، لم تتحمل الوقوف أكثر لتنزلق جالسة وظهرها الى الباب في حين ضمت ذراعيها لركبتيها ودفنت رأسها فيهما لتجهش بالبكاء بينما جسدها يرتجف ، شهقاتها التي لم تظهر بوضوح نظراً لوضعية جلوسها بدت أشبه بنحيب ضعيف يدل على قلة حيلتها ، توقفت عن البكاء بعد وقت طويل لكنها لم تستطع رفع رأسها حتى ، لكن هذا لم يدم لوقت طويل فقد رفعت رأسها سريعاً حين سمعت أصواتاً خفيفة قرب باب غرفتها ، قربت رأسها من الباب لتستمع لمحادثة والديها
أنت تقرأ
خارج عن المعتاد
Детектив / Триллер-لقد رميت الندم خلفي منذ زمن ، سأتقدم فحسب تتكرر احجية الزمن مرارا وتكرارا لكن بوجوه مختلفة ، ها قد عاد لحيث نشأ لكن الاوضاع اختلفت الآن اللعبة لن تطال ماضيه فحسب ، كلا فهم منذ ان صاروا في فريقه شبح الماضي سيطاردهم جميعا حتى وهم في ذاك المكان وكأنهم...