.. القدر

59 1 0
                                    

صباح اليوم التالي لم يكن بمقدور صاحبة الشعر الاصفر ان تأتي الى المستشفى ، لقد امضت اليلة بمقر الشرطة قصد التحيقيق معها ، لم تحاول البثة ان تجعل منصبها كشرطية اثناء مداومة العمل يؤتر على سير الامور ،و لم تكن من تسبب بالحادث اصلا لاكنها لم تحاول ايضا التملص من مسؤلية انها احدثت تقبا في جمجمة احدهم ليلة امس ، دخل عليها شرطي اعلى رثبة الى المكتب الدي امضت الليلة كاملة فيه منذ ان اقلها شرطيون اخرون من المستشفى ليلة امس ، كان امتيازا لها كشرطية ان تحضى ببعض الاحترام و تبيت في مكتب بدل الزنزانات القذرة من اشخاص اكتر قذارة ، صباح الخير ايتها العميلة ليلا ، لقد تحدث الي رأيسك اليوم و هو يوصي بك ،نأسف علا تركك هنا لاكنك تعلمين الإجراءات المتخدة في مثل هده الحالات
-(اجابته بروية ) لا عليك ايها العميد انا اتفهم الامر جيدا
-حسنا ، اذا ستخبرينني بمذا جرا
-لقد اخبرتك ليلة امس اني كنت في مناوبة عمل اقود الدراجة وسط المدينة عندما اعترض الضحية طريقي متجاوزا الاشارة الحمراء فلم اجد مهربا من الاسطضام به (قالت هذا بسرعة و بنفس واحد كأنها تريد فقط ان تنتهي من هذه الإجراءات)
-اجل لاكن ما لم استطع استيعابهم هو كيف امكنكي صدمه بقوا كافية لاحداث فجوة في رأسه ، كم كانت سرعتكي عندي ملتقى الطرق ايتها الشرطية ؟
-حسنا سأعترف لك بامر -(هنا التقطت نفسا عميقا وحاولت ان تستجمع افكارها و القوة الكافية لتبوح بها ، لم اكن مسرعة كفاية لاتسبب له بإصابة كتلك ، فالواقع كان يمكن ان لا اطألمسه مطلقا، لاكنه كان متجاوزا الشارة الحمراء ولا يضع خوذة وقاية على رأسه و فوق هدا كان مسرعا كأنه فار من شيء ما ، اول ما خطر ببالى انه لص سرق الدراجة النارية او انه فار من العدالة ،لقد كانت الطريقة الوحيدة التي استطعت ان اوقفه بها قبل ان يتسبب لاحد المارة او لنفسه بأذا
-اجل بأن تتسببي انت بهذا الاذى
-انت تفهم قصدي ايها العميد ،لم اكن اقصد إيذائه اردت فقط عرقلته ليتوقف تم ان سرعته ما تسبب له بكل دلك الاذى ،كنت امارس عملي كشرطية و حمذا لله اني لم اصب بأذى و انا الان رهن الاعتقال و اخضع لستجواب رد
اذركت الشرطية ليلا في هده اللحضة انها اصبحت تدافع عن نفسها بستماتة تم صمتت و هي لا تزال تنضر في عيني العميد ، لم يزح عينيه عنها تم قال بروية ، حسنا يمكنك الانصراف الان لاكن لا تبتعدي قد نحتاج افادتكي في اي وقت الى ان تتحسن حالة المصاب و تحضران كلاكما جلسة لنضر في قضيتكما ، لم ينتهي الامر بعد ، افرجت عنكي فقط بفعل توصية من رأيسك هو سيضمن انكي لن تغادري المدينة ،
ايا العميد انا اضمن لك اني لن ابرح مكاني ،علي الان ان اتفقد حالته اذا سمحت لي
حسنا و كوني اكتر حدرا في الطريق ايتها الشرطية .

... ...

صوت القرأن من حناجر المسمعين و القراء لم يتوقف حتى وقت متأخر من ليلة امس انه اليوم الاول من جنازة للافاطنة و سيستمر المعزون في الوفود لايام عديدة بعد ان تنتهي مراسيم العزاء بعد غد، ولا احد يعلم حتى الان اين اثنين من ابنائها ، يقول الاصغر انهم لم يصلوا بعد من السفر ، لاكن يبدو كأنه هو الاخر يحاول فقط ان يخفي جهله بمكانهما ف المعروف ان كلاهما كان يقطن بالجهة الاخرى من المدينة ،الابن البكر ترك البت من زمن و لم يعد هناك اي تواصل بينه و بين امه او اخوته و الاخر ترك والدته تحتضر و خرج مسرعا و لم يعلم احد بعدها اي خبر عنه و لا احد الان في ضرف يسمح له ببحث عن اي منهما . لقد كنت جارا جديدا على الحي لذا حضرت مع المعزين ايضا وقد سمعت اشياء كتيرا غيري تلاوة القرأن و عبارات التعزية و الترحم على روح الفقيدة ، اشياء كأن الابن البكر ترك البيت من زمن بعيد بعد ان تزوجة امه برجل نسراني سنة واحدة بعد وفاة والده ، كانت لا تزال حينها سيدة جميلة في تلاتينيات عمرها بقد لا يغفل عنه الرجال و شعر لم ينعم برأيته الكتير منهم كان احمد في سن الخامس عشرة ان ذاك ، لم يقبل ان تتزوج امه من نسراني غني اكبر منها بسنوات ، لاكنها كانت تملك نضرة اخرى للاشياء ، لن تتحمل عناء الزواج برجل كالدي سبق و توفي ، لقد احبته و أحترمته لاكن الحب و الاحترام لا يشبع بالبطن و لا يكسي البدن ، هذا ما قاله الشخص الدي إلتقيت به في المقبرة ،التقينا مرة اخرى في بيت المرحومة و لم يترك لي مجالا للجلوس في مكان اخر غير بجانبه .قال ذالك تم اضاف انا لا ألومها لقد تزوجت رجل مناسبا لها و انجبت منه يحيى و عمر الاصغر سنا تم مات بعد اثنتي عشر عام من الزواج بها ، الم اقل لك انها مرأة قوية ضحك كلانا ضحكات صغيرة محاولين اخفائها عن الاخرين ، المسكين احمد لم يرى امه منذ زمن بعيد و الان سيسمع خبر و فاتها عاجلا ام أجلا .
... ...

دكتور صباح الخير كيف هي حالت المصاب ، اخبرني ارجون انه استيقض و ان حالته بخير
- انا اسف ليس هناك شيء بوسعي القيام به الان ،لقد دخل في حالة غيبوبة و لا يعلم احد متى سيستيقض منها
-مذا ؟!؟ غيبوبة ؟!؟ تجمد الدم في عروقها لا تستطيع ان تتصور كيف ستعيش مع واقع انها تسببت في قتل احدهم يوما ما اذا لم ينجو
استطاع الدكتوب ان يرى ان حالتها هي الاخرى ليست باحسن حال ، نهض من على كرسي مكتبه و تجه صوبها ليتفحص ضغطها ،اوقفته مشيرة الى انها بخير تم تجهت صوب الباب و اختفت .

ملائكة السعير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن