-01-

613 53 146
                                    

"اهربي من ذلك الاتجاه"
هـمس بذعر و هو يتحسس وجه حسناءه و كأنـه يريد أن يحفضه جيدا حتی يتسنـی له تذكرها فِي آخر لحضاتِ حياته

لكن الفتاة تشبثت بـه بقوة تهز رأسها نافية معارضة فكرة تركه لوحده

"أ.أبا"
خرجت منها الكلمات بصعوبة تامـة و هي تشد بأظافرها الحادة علی قميصه ليشعر بالألم يغزوه٬ هي لم تـعرف أنها تؤذيه٬ و لا هو أراد أن يُشعِـرها بذلك

زاد تنفسه اِضطرابـا فور سماعه لصوت خطواتهم الخالِية من الاِنسانية تقـترب ليُخرج ورقة من جيبِه و يدُسّها في ملابسها

"أري تِلك الرسالة للشرطة٬ سيأخذونكِ إلی من يهتمّ بكِ في غيابي"
هو قـد لاحظ اِسـتغرابها ليلعن نفسه٬ كيف نسِـيَ أنها لا تفقه شيئا٬ تنهد ليبعدها عنه رغم تشبثها القوي به

"سـينيثـيا٬ تذكـرِي أننِي دائما بجانبكِ٬ انظرِي للأعلی دائما و اِعرفي أنِّي أراقبكِ من هناك"
مسح علی شعرها المتسخ بحنان ليـقبّل جبينها و فـي غفلة منها دفعها داخِل تلك الحُـفرة العميقة٬ و التِـي يخاف الدخول اِليها من يسعـوْن ورائهما

"لذيذ"
ذلك الصوتُ المفزع بلغتهم الغير مفهومة هو آخر ما سمعته سينـيثيـا  و هي ترَی جسد والدِها يؤكلُ بكلّ وحشية، كان ذلك أيضا آخر مشـهد لها لمحته قبل أن يعُمّ النورُ المكانَ

هِــي أغلقـت عينَيها الدّامعة منتضرَة مصِيرها الأسود

{صـيف 2018}
٭11/07/2018٭

"ما هذا المكان؟"
تكلّـم سـونغ جـاي و هو يبعد الأعـشاب الرّطبة من أمامِه و شرعَ فِـي تتبع الضّوء آملا الخروجَ مِن هذَا المكَـانِ الـذِي يـغلِـب عليه الظّـلام الدّامِـس

هُـوَ أدْركَ شَيئًـا وَاحِـدا إلّا و أنّـه يقبَع داخِـل كَـهف عَـميقٍ و مُخِـيف، صَـوتُ المِـياهِ الـتِي تَـقطُر مـن السّقفِ كـان يبُـثّ الرُّعبَ فِـي النَّـفسِ نَاهِـيكَ عن أعـيُـن تِـلكَ الخَـفافِـيش التِـي تَتـربّـصُه

هُـو نَـظر لِـلخلـفِ يَـتَـأكّد مِـن صـحّة وِجهَـتِهِ لـكن الفَـتحَـة الـتِي دَخَـل مِنهـا قـد أَغـلقَـت فـجأة

خــائـــف؟
أبـــدا!
هــذا ما يحـبــه المسـتكشـفـين بالضـبـط، المـغامـرة، و هـو أكـثـرهـم شـغـفا بـذلك، عـمل كـهذا يتـطلـب شجـاعة كبيـرة، هـو كان أكثر من ذلك و هذا ما جعل الناس من حوله يلقبونه بالمهووس و المجنون، هذا لم يوقفه بل شجـعه أكثر و زاده شغفا و حبا لمهنته، هو في يوم ما سيثبت لهم أن أتعابه لم تضع سـُدًا، و حتى ان لم يثبت فهو يعرف أنه استمتع بحياته و بما فعله و هو لن يندم أبدا على اختياره

غلوريوسا || Gloriosaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن