-02-

264 47 61
                                    

الكلمات التي تبقى داخلنا، لا شعور يحسسنا فيها و لا كلمات توقفها بدقة، تلك هي حقيقة مشاعرنا التي يجهلها الجميع ~

☆☆
دخل إلى مكتبه مترنح الخطوات يحاول التمسك بكل ما يأتي أمامه، ألقى الحقيبة التي أخذها من رئيسة الممرضات ليرمي بثقله على الكرسي

هو تقريبا نسي كل ما حوله، والده غائب عنه لقرابة سبعة أشهر لتعود فتاة غريبة الأطوار و تخبره بموته

أين و كيف حدث ذلك، و ان كان حقا قد مات فلم لم يتصل به أحد عند إيجاد جثمانه، هو قد أقسم ألا يترك الفتاة إلا و قد أخبرته كل شيء

أعاد قراءة وصية أبيه، و كان يلح و يؤكد عليه أن يعتني بسـينيثيـا و ألا يتركها لوحدها، حسب وصف والده فهي ملاك على هيأة انسان، هو لم يستطع قراءة بقيتها، إذ المطر قد أفسد الحبر و جعله سائلا

لم يستطع منع شهقاته من الخروج و هو يقرأ العبارات المحبة له، يخبره أنه كان وحيده في هذه الدنيا و أنه كان و سيكون فخورا به مهما فعل

بيكهيون كان قد ضم الحقيبة إلى صدره و سمح لدموعه الحارقة بالنزول، لم يبكي يوما كما فعل الآن، حتى أنه سقط من كرسيه و أسند ضهره إلى المكتب، بما أن مكتبه محاط بالبلور الشفاف فهو لم يرد أن يراه أحد على تلك الحال، هو فكر أنه حتى لا يستطيع إقامة جنازة، نظرا لعدم وجود الجثة

قلبه يؤلمه و يتآكله الندم علی اللحضات التي ضيعها دون الاستمتاع مع والده٬ شعر بالذنب لانشغاله عنه و ندم علی استقلاله بذاته عنه٬ هو فكر كيف أن البيت سيكون موحشا بالنسبة لوالده دونه٬ هو حتی عندما يزوره في المشفی يكون دائما مشغولا و لا يجد الوقت لمحادثته

ساعتين و هو على تلك الحال ليستجمع نفسه أخيرا و يستقيم، كانت قد أوشكت على منتصف الليل بالفعل، بخطوات متثاقلة هو قد حمل نفسه ليخرج لسيارته لكن صوت صراخ يصم الآذان ممزوج ببكاء قد أوقفه، هو قد ظن أنه أحد الأطفال الخائفين من الإبرة لذلك و رغم حالته ذهب نحو مصدر الصوت و دخل

كانت سينيثيا، تضع كلتا يديها على أذنيها و تصرخ بشدة و هي تبكي في نفس الوقت بينما تجلس في زاوية الغرفة

"اوه سيدي، ضننتك غادرت"
نبست فيروكا بخفوت و هي تبتعد عن طريقه بعدة خطوات، هو أومأ لها ليعيد نظره للصغيرة هناك، يفكر ماذا سيفعل معها، هل يتركها تتشرد بسبب أن والده مات بسببها كما يظن أم يجعله يرقد في سلام بتنفيذ وصيته

Baekhyun's pov

"ما بها؟"
سألت الممرضة المسؤولة عن حالتها لترتبك ملامحها للحضة و تتكلم بتلعثم

غلوريوسا || Gloriosaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن