-03-

339 46 52
                                    

اللّــسـان مــجـرم مــسجــون خلـــف الأسـنـان، أن أفـرجـت عنـه عنـد الـغضـب رمـاك فـي زنـزانة النّـدم تحـت حـكم الضمـير

~

"لا ترهقِيني، فقط أخبرِيني بما حدث"
همس بتعب و غضب طفيف في نفس الوقت و هو يخلل أصابعه بين خصلاتِـه المبعثرة بإهـمال، فمنذ أن ركـبَا السيّـارة و هـو يُـحاوِل إستـجـوابـها بلطـف لكنّـها تـأبـى الإِجـابـة عـن شـيء، صـمتـها و ملامـحها الهادئـة البـريئة إستفـزتـه إلـى آخـر حـد، فللصـبر حـدود

"أنا حقا سأبدأ بالشتم الآن"
شخر بسخرية أثناء إشاحته بوجهه عنها، يشعر أنه يحترق من الداخل الآن، يتمنى لو أنه يستطيع فصل رأسها عن جسمها، هو عندما يغضب لا يميز أمامه، ليس بالعنيف لكن فمه يتكلم دون وعي

"اللعنة إنطقِ!"
صرّ على أسـنانه و يداه تضـغطان عـلى المِقود يكاد يقـتلعه من مـكانه، هـي لم تكـن تسمـعه أصـلا، فقد خالـجها الخوف من ظلمة موقف السيارات و ظلت تلـفِتُ يـمنة و يسرة تشد على ذراع الآخر

جـفلت اِثر زمــجرة قويـة خرجـت مـنه لتتقـهقر و تلتـصق بالنافذة، فتـح الباب بقـوة و خرج ليصفقه وراءه نافثا هواءه الساخن محاولا التخلص من غضبه، يبدو أشبه بتنين هائج

فجأة خطواته قادته لجهتها ليفتح الباب و يجرها خارج السيارة، ثم عاد إلى مقعد السائق ليدعس على البنزين و يذهب تاركا إياها هناك ترمق إبتعاده بنظرات بلهـاء، هـي فقط جلسـت هناك بكل هدوء، تــنـتــظـره

Baekhyun's pov

أقود بسرعة كبيرة متوجها للمنزل و كأنني أفرغ غضبي في السيارة، أريد والدي إجلبوه لي تصرفوا مع تلك الفتاة يجب أن تتكلم، بدأت أفكر بالإبلاغ عنها بـجدّية، لم أنتبه حتى أنّني تجاوزت عدة إشارات حمراء و ها هـي الشّـرطة تلحق بي

أوقفت السيارة جانبا ليأتي أحدهم و يتفقد أوراقي و يسجل لي مخالفة، لم أهتـم كثـيرا بل كنـت أنتظـر أن ينتهي لأذهب، لكن بـعدما رحل لم أستطع التحرك قيد نـملة، أشـعر و كأنني أُصبتُ بالشّـللِ، الغصة تكوّنت في حلقي بالفعل و تلك السخونة في عيناي جعلتني أدرك أنني على وشك الانهيار

لست غاضـبا إنما منـكسرا، فـقط أريد مقابلة أبي للمرة الأخيرة، سـماع صوته للمرة الأخيرة، و إخـباره أنني لطالما أحببـته

أعلـم جيدا أنه متوفي لكـنني لازلت أحاول إقناع نفسي بأنه فقط مخـتفي في مكان ما، طوال هذين الأسبوعيـن و أنا أتمـنى كلما أغمـض عيناي أن أستيـقظ و أجد أن هذا مجـرد كابوس، لكـنه ليس كذلـك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 16, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غلوريوسا || Gloriosaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن