شمس الحي
الفصل الثالث والعشرون
أسرع زيد في ممرات المستشفى لا يدرك كيف نام عدة ساعات ... أراد ان يستحم ويغير ثيابه فحسب ولكن ما أن انتهى وجلس على الأريكة يرتشف كأسا من الشاي ... سرقه النوم ليستيقظ صباحا يكتشف أنه قد تأخر عنها .
ابتسم حين رآها تقف بتوتر أمام احد الأبواب فأسرع نحوها يفاجئها بقبلة على وجنتها وهو يهمس بأذنها :
_شمسيشعر بارتجافة جسدها وابتعادها عنه بالتأكيد هي غاضبة منه لميكن يجب ان يتركها وحيدة في المستشفى... فقال معتذرا :
_لم اقصد ان أتركك لوحدك طول الليل ... لقد نمت دون قصد ...لم تكن شمس طبيعية حين أخفضت بصرها ارضا... وقالت :
_ابي في العمليات الآن..اهتزت حدقتا زيد واقترب نحوها يريد احتضانها لكنه ابتعدت وهي تقول :
_آسفةابتسم وهو يقول :
_ما الأمر يا شمس لما تعتذرين ...
رفعت نظرها نحوه .. كانت عيناها مليئتان بالدموع وقد انطفأت شمسهما ...
ضم قبضته وهو يسألها ... :
_من أزعجك يا شمس أخبرينيارتجفت شمس وهي تنظر لنقطة خلف زيد
استدار زيد ليرى من يقف خلفه ..كان قسورة يقف وابتسامة تزين ثغره ليقول بنبرة لطيفة :
_هل تأخرت عليك حبيبتيتجمد الدم في عروقه عدة لحظات وهو ينظر لكليهما يستوعب ما سمع للتو ...
سيطر الغضب عليه فهتف بقسورة وهو يدفعه :
_لماذا تنادي شمس بحبيبتك ... إياك ان تعيدها مرة أخرىلم يكن زيد اقوى من قسورة بل كانا متكافئا القوى .. وقف قسورة بتحدي وابتسم قائلا
بكل ثقة :_شمس خطيبتي الآن ... فالتزم حدك لو سمحت
التفت زيد نحو شمس التي نظرت للأرض بحزن فهتف بها بصوت قوي :
_شمس ماذا فعلتيارتجفت شمس وهي تعود للخلف حتى اصطدم ظهرها بالحائط ...
كان وجه زيد احمرا كاللون الدم وعروق عنقه بارزة من شدة الغضب وعيناه تحولتا للون قام وكأن ظلام الليل طغى عليهما ..
أمسك ذراعها بعنف ...هتف قسورة به وهو يدفعه بغضب :
_إتركها
لكن زيد لم يتخلى عن ذراعها وأخذ يصرخ بها
_هل ما قاله صحيح يا شمس ... هل غدرت بيارتجفت شمس بين يديه فصرخ بوجهها غاضبا :
_اجيبينيهتف به قسورة غاضبا :
_ ابتعد عنها يا زيد ... لا أريد ان أثير فضيحة في المستشفىكانت دموعها تبلل وجهها لم تشأ ان تراه بهذا الشكل يوما.. مكسورا محطما ...لكن ربما هذا الأفضل لهما ... لا تريده ان يخسر كل شيء ليساعدها ....
لكنها رفعت رأسها رغما عنها ... ويا ليتها لم ترفعه لن تنسى تلك النظرة المليئة بالألم وكأنه قد طعن بقلبه للتو ... لكنه تكلم ببغض يناقض ما بداخله :
أنت تقرأ
شمس الحي
Romance#مكتملة حينما تغرُب شمس حياتنا يدقُ جرس الرحيل, فقد خبى وهج الحياة كما يخبو ضوء الشمس ودفئها, ونذبل كما تذبل أوراق الربيع وتسقط ثلوج الوحدة فى شتائنا على أجساد قد أنهكتها مصاعب الحياة وأحزانها. وإن كانت الشمس ترحل ويبقى الأمل أن ينجلى ظلام الليل, وت...