" الفصل الثالث "

19.6K 481 5
                                    

قفز من مكانه بصدمه وهو يستمع لكلام صديقه الذي وصل لمرحلة الجنون من حقده و كراهيته لعائلة الشرقاوي ليصل به الأمر ليطلب منه هذا الطلب الذي لا يتوقع أبدأ أن يفعله بكل حياته ...

في حين نظر له هو بنظرات باردة وسرعان ما نهض من مكانه بتكاسل وتوجه ناحية زجاجة المشروب وسكب منها القليل في كأسه ويرتشف منها القليل وهو يعطي ظهره لصديقه الذي لا زال على صدمته تلك ...

بينما علق الأخر نظره على الماره في ذلك الطريق أمامه الذي يطل من نافذة منزله قائلا بهدوء مخيف :
" ها إيه رأيك يا جاسر ؟ "

كز على أسنانه بغضب جارف وهو يستمع لسخرية صديقة من تلك المصيبة التي يوشك على الوقوع بها وإيقاعه أيضا ليهتف بغضب :
" انت تجننت ولا ايه ؟ في حد عاقل بالدنيا يفكر زي تفكيرك الشيطاني ده يا .. ولا أقولك حتى إسمك حرام أقولهولك علشان مش لايق عليك ... "

انهى جاسر كلماته وهو يبتسم بسخرية
في حين إلتفت هو لصديقه بكل برود قائلا :
" مممم يعني رافض إنك تساعدني ؟ "

هدر الأخر بصوت مرتفع وكأن صبره على ذلك الذي يقف أمامه قد نفذ قائلا :
" طبعا رافض ، عايزني أساعدك تخطف وحده قد امك وأضحكلك يعني ؟ يا خسارة يا صاحبي انت بقيت إنسان شرير جدا ، مش بتراعي ربنا في شغلك ولا بتعاملك مع الناس ، عايش في وهم كبير .... "

لحظات سكون احتلت المكان لبضع ثواني ليصدح بعدها صوت تكسر وتهشم كل زجاجات المشروب التي كانت تتوسط تلك الطاولة الصغيرة بفعل ثوران هائل من ذلك الذي وقف يستمع لكلام صديقه وكأن سكاكين حادة تقطع قلبه بألم ...

ليس هناك أحد يفهمه ...
جحظت عيني جاسر من ثورة صديقه تلك التي قلب بها البيت إلى حالة يرثى لها

في حين هدر هو بألم وغضب قائلا :
" انت عشت يتيم يا جاسر ؟ عشت إنك تشوف الأطفال بسنك بيتكلمو عن بباهم ومامتهم بكل حب وانت تكون بتبصلهم بقهر وحزن ؟ عشت أيام تكون مريض ومامتك مش موجودة تحضنك وتواسيك ؟ عشت أيام تقول لعمتك ماما وانت  حاسس ان الكلمة دي مش مناسبة ليها ؟ ..... "

لينهي كلامه ذلك وهو في حالة إنهيار شديدة ولم يكن يشعر بذلك الجرح الكبير الذي نتج عن تكسر الزجاج وإصابة يده بجرح أدى إلى تدفق الدماء منه بشكل كبير ....

وبسرعة توجه جاسر لعلبة الإسعافات وهو يخرج منها بعض المحتويات الأزمة وكلمات صديقه ترن بأذانه بقوة وحزن ...

********************
صباح اليوم التالي ...
صعدت درجات السلالم وهي تقطعها قطعا بعد أن علمت بأن حبيبها الثاني كان مريضا ولم يخبرها أحد لتعلم بالصدفة من أبن عمها الذي كان يحدثها قبل قليل على الهاتف وقلبها يدق أكثر كلما اقتربت من غرفته ...

وصلت أمام الغرفة وهي توشك على طرق الباب حينما وجدت زوجة عمها الجميلة تخرج وتنظر لها بغرابة من حالتها تلك ...

من رحم العشق ( كاااملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن