بصيص من اللاأمل - الفصل الأول

155 20 15
                                    

تنويه:
تشخيصات الأمراض غير حقيقية.














في حديقةٍ واسعةٍ مليئةٍ بالورودِ والكثيرِ من الأشجارِ التي أضافت لتلك الحديقة منظراً خلاباً.
فمنها أشجار التفاح التي كانت مليئة بالتفاح الأحمر الذي كان قد نضج لتوه، و أشجار البلوط التي أضافت رائحتها للحديقة يناعة وحياة، وتلك الشجرة التي بالكاد نبتت، لم يكن واضحاً ما نوعها بعد؛ ولكن ما كان واضحاً هو ذلك الشاب
الذي كان يقف أمامها و يسقيها والإبتسامة تعلو وجهه الرقيق، إنه جونغكوك، شاب طويل القامة لا يملك من الشيبِ شيئاً فهو لا يزال في الربيع من عُمره.
يمتلكُ شعراً بنياً تتخلله خصلات عسلية اللون وعيوناً واسعة كإتساع عينا طفل في السنوات الاولى من عمره، تحمل اللون الرمادي الغامق، كان يظنه البعض أسوداً إلا أنه دوماً ما يقنعهم بأن لا وجود للونِ الأسود في عالم العيون.
كان يرتدي قميصاً أسوداً وسروالاً باللون الرمادي الغامق وحذاءاً بذات لون القميص، رفع خصلة من شعره كانت قد سقطت سهواً على عينه ثم اكمل ريّ تلك النبتة وبعد الإنتهاء من ذلك دخل إلى قصره بعدما فتح حارسه تلك البوابة والذي سرعان ما انحنى مُرحِباً به.
لكن جونغكوك توجه ناحية البوابة مسرعاً بلا أن يرد عليه التحية على غير العادة مما جعل الحارس ينظر إليه من بعيد بنظرات تعجب ليقاطع جونغكوك تعجُبه بعدما أدار وجهه وبإبتسامته المعتادة:
تشانـغ! صباح الخير! سمعت بأنك ذاهب للصين لمدة إسبوعٍ لمقابلةِ زوجتك!
إحمرت وجنتا تشانغ ليجيب على جونغكوك: آهـ أجل سيدي أعتقد ذلك..
أجاب جونغكوك: سوف أشتاق إليك ياصديقي!

أكمل سيره صاعداً إلى درج طويل كان يؤدي إلى غرفته، وأمسك بمقبضِ بابه يود الدخول ليأخذ حماماً بارداً يعيد إليه إنتعاشه ولكن صوتاً عميقاً قد نادى عليه بعد أن خرج من غرفته قائلاً بنبرته الهادئة المُعتادة:
-جونغكوك-آ، هل عدت؟
إبتسم جونغكوك مفلتاً مقبض الباب ليجيب على شقيقه الذي كان يقف مقابله تماماً:
-لا لم أعد بعد!
ثُم تظاهر بالبحث عن نفسه مكملاً ببلاهة: أتساءل عن موعد عودتك يا جونغكوك-آ؟
ضحك شقيقه ملء فمه: يا لك من سخيف، حسناً كنا ننتظر قدومك..
جونغكوك مُستائِلاً: وهل هناك من ينتظرني غيرك؟
-إنها آيو إبنة عمنا وصديقنا المختل ونهو، ألن تأتي معي؟ فهُم في الأسفل.
بعد تنهيدة طويلة، أشار جونغكوك على ملابسه التي كانت متشبعة بالماء وملطخة بالطين:
أنظر إلى حالي تيهيونغ-هيونغ! علي أخذ حمامٍ باردٍ قبل مقابلتهم.
-حسناً إذاً سننتظرك هناك، والآن إسمح لي بدخول غرفتي لتبديل ملابسي فأنا أشعر بالبرد على خلافك تماماً.
جونغكوك بإهتمام مبالغ به: تيهيونغ-هيونغ! لا يجب عليك أن
تشعر بالبرد أبداً، إهتم بنفسك رجاءاً!
إبتسم تيهيونغ لشقيقه الصغير ثم دخل غرفته مغلقاً الباب وراءه.
ثُم فتح دولاب ملابسه الكبير ليبحث عن ملابس دافئة
إلى أن اختار إحداها، توقف أمام مرآته ناظراً إلى نفسه، ثُم خلع قميصاً بني اللون ليكشف عن ما كان تحته؛ جسد رياضي متناسق كلياً، عضلات يدٍ منحوتةٍ بطريقةٍ فرنسية، وعضلات معدةٍ مفصلةٍ كلوح الشوكولا لتظهر ما يسمـى بـالـ(six pack) كًما يُسمونها.
إرتدى بزة صوفية باللون القرمزي، مع سروالاً من
الجينز الأسود، ثم سرح شعره الحريري الذي كان قد تبعثر
أثناء إرتداءه لملابسه، ليعيده كما كان.
ذلك الشعر الباذنجاني الغامق الطويل المسترسل، الذي كاد
أن يصل إلى أكتافه، خالعاً عدساته الزرقاء اللاصقة ليكشف لنا عن عينيه الحقيقيتين ذوات اللون العسلي، ثُم توجه إلى الميزان ليقيس وزنه الحالي، ليكتشف بأنه قد وصل إلى السبعة والخمسون كيلو جراماً!
تعجب لوهلةٍ ثم أطلق تنهيدة قائلاً بعدها بصوتٍ متحشرجٍ يكاد يُسمع:
لقد إنخفض وزني كثيراً هذه المدة!
أعاد الميزان إلى مكانه ثم خرج من غرفته مغلقاً الباب برقةٍ كرقةِ ملامحهِ تماماً، فقد كان تيهيونغ شخصاً صغير الوجه، يمتلك أنفاً صغيراً وشفاه متوسطة الحجم مع عينان واسعتان كإتساع عينا شقيقه تماماً لكن مع إختلاف لونهما.

بصيص من اللأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن