بصيص من اللاأمل - الفصل الثاني

49 6 1
                                    

كان كل من يراهما يظن بأنهما توأمان ولكنهما كانا
يجهلان أن تايهيونغ هو الأخ الأكبر، ولكنه ليس بالفارق الكبير حقيقة، فالفرق بينهما عامين لا أكثر.
توجه إلى الصالة، كانت صالةً فخمةً ذاتَ طراز حديث، كانت تحتوي على أرائكَ ضخمةً جلدية؛ باللون الأسود مع أريكة أُخرى بنفس الحجم والنوع لكن باللوني الأسود والأبيض، حيث كان اللون الأبيض يغزو الأريكة بأكملها عدا بعض الدوائر والتموجات السوداء التي كانت تتخلله بشكل حيوي وجميل، مع ستائر سوداء اللون بقماش مخملي دافئ، مع تلك الثريا المتدلية التي كانت تحمل عدة أضواء على شكل زهور صغيرة، ليحوي كل ذلك؛ جداراً باللون الأبيض الناصع.
مشى تايهيونغ بخطواتهِ الرزينةِ الهادئةِ كالعادة، ثم جلس على أريكة بالقرب منهما، لكنه بقي صامتاً ينظر في شاشة التلفاز المغلقة.
نظرت آيو ذات الرداء الوردي إليه بتعجب لتقول له بصوتها الذي بالكاد يسمع من رقته:
تايهيونغ اوبا.. لِمَ لم يأتِ جونغكوك اوبا معك؟ أليس في المنزل؟
لم يستطع تايهيونغ سماعها فقد كان شارداً بأمرٍ ما؛ ليعيد ذلك السؤال ونهو بصوته الأجش بعد أن نهضَ من مكانه ليستقر بالقرب من اذنه تماماً: تايهيونغ هيونغ! ألم تسمعها؟
نهض تايهيونغ من مكانه مجيباً بنبرة تعجب وهو يشير بإصبعه على نفسه: أكُنتما تتحدثان إلي؟
ضحك كليهما لتقول آيو: تايهيونغ اوبا! مالذي يشغل تفكيرك؟ أأنت بخير؟
حك تايهيونغ رأسه محرجاً: اوه آيو-يآ أنا أعتذر.. أنا بخير، ما الذي كنتِ تتحدثين عنه قبل قليل ؟
-كنت أسألك عن جونغكوك اوبا؛ ولِمَ لم يأتـ..!
صمتت آيو بعدما رأت ذلك الشاب الوسيم ذو الوجه
البريء جونغكوك يتوجه ناحيتهم، واضعاً في فمه قطعة
من السكاكر ماشياً بلا مبالاة، لتتوجه إليه تلك الفتاة
صغيرة الحجم آيو قائلة له: لقد كنت أسأل عنك، أين كنت؟
تثاءب جونغكوك مجيباً: كنت استحم، وكنت اريد النوم كذلك
لكنني سمعت بأنكما أتيتما لذا....
صمتَ لوهلة ثُم وثَب بمرحٍ وبشكل مُفاجىء مُكملاً: ولكن لم أكُن أرغب بتفويت هذه المتعة علي!
رفع اصبعه مشيراً إليهم جميعاً: ما رأيكم بأن نلعب لعبة ما فأنا أشعر بالملل .
نهض ونهو من مكانه قائلاً بحماس: أجل! لنلعب لعبة جديدة!
أردف تايهيونغ هو الآخر متسائلاً: ماهي اللعبة؟
وضع ونهو اصبعه على جبهته و كأنه شخص مُفكر ليهتف بعدها قائلاً: لعبة إربح و قَبِلني!
فتح الجميع أفواههم متعجبين، لينظر لهم ونهو بخجل بعد أن
رفع يده ليحركها نافياً: آهـ لقـد فهمتم كلامي بشكل
خاطىء، ما أقصده هو قبلة على الوجنـة.
إبتسم الجميع ليقول جونغكوك: ما قوانين تلك اللعبة؟
أجاب ونهو: هممم من يفوز على الآخر يجب عليه تقبيله
كل يوم مرة واحدة ولمدة شهر واحد، ويجب ان يقسم على ذلك.
قال تايهيونغ وملامح الهلع باديةً عليه: أيجب علي تقبيلك
إن ربحت انا عليك إذاً؟ "اشار على وجنته مكملاً كلامه": وجهك مليء بالأشواك هلا حلقته اولاً من فضلك؟
أجاب ونهو بإفتخار: لن احلقه هيونغ! فأنا رجل، لست مثلكم
يا أطفال. ثُم أنك ستسعد عندما تقبلني، ولربما ستشعر بعدها أنك تريد زرع لحية بدلاً من هذا الفراغ الذي يملأ وجهك.
أنكس تايهيونغ رأسه متمتماً: لِمَ لا أشعر بالسعادة بعد سماع هذا؟
نظر جونغكوك إلى آيو بسرعة ثم تفادى النظر إليه قائلاً:
لا شك بأنني لن أتنافس معك، ثم وجَّه نظره إلى ونهو لتحمر وجنتاه ليقول بعدها: آه ما هذه اللعبة؟ أتمنى إذاً أن أربح على تايهيونغ-هيونغ حتى اقبله هو.
إبتسم تايهيونغ مجيباً: إذن سوف أتمنى الخسارة معك إن كنت واثقاً من ذلك.
غضب ونهو قائلاً بنبرة طفولية: لماذا تتهرب مني تايهيونغ-هيونغ ألا تحب قبلاتي الحارة؟
بعثر تايهيونغ شعر ونهو قائلاً له: أحلق لحيتك أولاً.
قطبت آيو جبينها لتقول متذمرة: هذا ليس عدلاً! ما هذه اللعبة؟ إنها محرجة!
ضحك جونغكوك بصوتٍ مرتفع ثم إقترب منها محنياً ظهره ليصل طولها قائلاً: أأنتِ تشعرين بالحرج؟ لقد فهمت الآن.
-ما الذي فهمته ايها الأحمق؟
أجابها: فهمت شيئاً لا شأن لكِ به.

بعد عدة ساعات من بدأ اللعبة حسمت النتائج والذي قد أنبأ
عنها الأحمق ونهو بقوله: جونغكوك أنت الفائز، يجب عليك تقبيل من هو في المرتبة الأخيرة.
كانت آيو في المرتبة الأخيرة، فلم تكُن اللعبة سوا
مكاسرةٍ بالأيدي، وهي كانت بعيدة كل البعد عن عالم المكاسرة، كان قد أخذ جونغكوك فيها
10 نقاط و تايهيونغ 9 نقاط على الرغم من انه دوماً ما يأخذ أعلى الدرجات لكنه كان يشعر بالوهن ذلك اليوم.
أما ونهو فقد أخذ 5 نقاط فقط.
توجهت جميع الأعين على آيو لترفع يدها و تلوح بها نافية:
أنا أنسحب من هذه اللعبة ..
ليقترب منها جونغكوك مسرعاً مُقبلاً إياها على وجنتها برقة، ثُم يعود إلى مكانه وإبتسامة نرجسية تعلو وجهه مُسرحاً شعره بيده مع سعلة غبية منه، لينظر إلى آيو ويبتسم بصمت بعينيه اللطيفتين، أما عن تايهيونغ فكان ينظر إلى شقيقه الطائش جونغكوك بتعجب ملتزماً بالصمت.

أعزائي المتابعين شكراً على الدعم اللي تلقيته بالفصل الأول، كنت حابة يكون العدد أكبر، لكن وجودكم لحاله اسعدني 💛

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 08, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بصيص من اللأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن