عنوان المقال: العقيدة المهدوية في عصر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)

47 4 0
                                    

  ⬅️📝 المقالات المهدوية 📝➡️
🍀 عنوان المقال: العقيدة المهدوية في عصر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
🍀 الكاتب: السيد محمد القبانجي
ـ🌿🌿🌿🌿🌿🌿
العمل على تأصيل العقيدة المهدوية:
إنَّ الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) _مشاركاً آباءه الكرام وأبناءه الأطهار (عليهم السلام)_ بذل جهداً ملحوظاً مؤطِّراً ومسوِّراً للعقيدة المهدوية، بحيث لا يبقى هناك خلل في معرفة المنهج وتشخيص المصداق بتعريف جامع مانع، وتمثَّل هذا الجهد والتحرّك من خلال عدَّة أبعاد:
التركيز على وحدة الإمامة في العقيدة المهدوية:
يتمثَّل هذا البعد في تركيز الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) على إعطاء صورة كلّية للعقيدة المهدوية ولشخص الإمام المهدي (عليه السلام) ترتبط بكلّي الإمامة والرسالة، وأنَّه حلقة ضمن سلسلة متلاحمة ومتَّصلة لا يمكن معرفة هويَّتها وسبر غورها إلَّا من خلال التحرّك لمعرفة جميع أطراف السلسة والتي تبدأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنتهي بالمهدي (عليه السلام)، وبدون هذه الحركة المعرفية الكلّية تكون المعرفة بتراء مشوَّهة بل منحرفة، وبالفعل فقد ساعدت هذه المعرفة الشوهاء والمنفصلة عن كلّي الهرم الامامي العقائدي إلى الانحراف المعرفي عن المنهج والشخص في العقيدة المهدوية، فظهرت لدينا مهدويات مدعاة تبتعد كلّ البعد عن الأُطر التي وضعها وأسَّس لها أهل البيت (عليهم السلام) من جهة المنهج، كما أنَّها لا تنسجم ولا تتشابه مع الشخصيات التي تُمثّل الشجرة العلوية والدوحة المحمّدية من جهة النسب، ولذلك نجد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ركَّز على الوحدة المهدوية مع سائر الشجرة النبوية، حيث لا يمكن لها أن تنفصل أو تختلف، فجاء تصـريحه الشـريف كما يرويه الشيخ المفيد (رحمه الله): (إذا توالت ثلاثة أسماء: محمّد وعلي والحسن، فالرابع هو القائم صلوات الله عليه وعليهم)، ليقول بوضوح: إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) هو فرع من آبائه الكرام (عليهم السلام) ومن هذه السلسلة الذهبية لا يشذُّ عنها نسباً ومنهجاً.
تعريف وتعيين الإمام المهدي (عليه السلام):
يتمحور هذا البعد في إعطاء البعد المعرفي للشخصية المهدوية الحقّة، وذلك بعدَّة أساليب:

الأُسلوب الأوَّل: التعريف النسبي له (عليه السلام):
حيث أكَّد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بصورة لا يمكن تزييفها، وحقيقة لا يمكن تحريفها، انتماء المهدي الموعود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبر سلسلة نسبية محدَّدة، تبدأ بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الفاتح وتنتهي بالوصيّ الخاتم (عليه السلام)، كما عبّر عن لسانهم (عليهم السلام): (بنا فتح الله جلَّ وعزَّ، وبنا يختم الله).
وقد تجلّى هذا الأُسلوب بكتابه عليه السلام إلى عبد الله بن جندب حينما قال: (إذا سجدت فقل: اللّهمّ إنّي أُشهدك، وأُشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك بأنَّك أنت الله ربّي، والإسلام ديني، ومحمّد نبيّي، وعلي وليّي، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والخلف الصالح صلواتك عليهم أئمّتي، بهم أتولّى ومن عدوّهم أتبرَّء).

مقالات في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن