الفصل الأول : أنهيار

731 35 9
                                    

كالغرق في اعماق المحيط ، كانت تحاول الصمود و المكافحة لتمنح رئتيها بعض الاكسجين ؛ و تحاول النجاة من كل ما يحيطها و يمنعها عن الحياة
أرادت الصراخ عاليا لعل شخص ما يسمعها ؛ و لكن كل محاولاتها فشلت .
لم تكن في محيط تغرق او حتي مختطفة ولا تستطع الأستنجاد بأحد
كانت حرة تماما ، حرة من اي قيود
و لكن روحها هنا كانت المقيدة ، كان هناك من يجلس بداخلها متحكما بكل حرف يصدر منها او انش واحد تتحركه .
كان صوتها لا يخرج حتي و لو حاولت الصراخ ، فقط يسمح لدموعها بالأنسياب معلنة استسلامها و انها لا تقدر علي الأستمرار أكثر .
مئات الافكار تتردد في عقلها كلها متشابهة و هي عن كيف تتخلص من انفاسها الخانقة تلك ؟
كانت تسعي فقط لأيجاد الطريقة التي تنهي بها كل شئ .
كانت هناك بعض الانانية في افكارها تلك ؛ هي لم تفكر في اي أحد قريب منها و ما سيحدث له نتيجة لما ستقدم عليه الان !
بيد ترتعش خوفا ، امسكت تلك العلبة البيضاء ، تعرفها جيدا
مازالت تذكر صوت الطبيب ذو الشعر الابيض و الصوت الأجش القاسي وهو ينبهها أن لا تزيد علي الجرعة المحددة لأنه ليس بجيد لها 
حسنا و ماذا تريد هي أكثر من ذلك ، أهي كافية أن تبتلع أثنتان ؟ ثلاثة ؟ خمسة ؟ علي اي حال  لم يتبقي الكثير في العلبة فلما تتركهم وحدهم من بعدها ؟ إذن جميعهم ...
ثانية .. ثانيتان .. لم يحدث شئ كما توقعت سابقا ! توقعت ان تنتهي سريعا و تحصل علي راحتها !
صوت صراخ دوي في انحاء الشقة ، أهلها علموا بأمرها ! ماذا الان ؟ حتي بعد فعلة ابنتهم تلك سيستمرون بتأنيبها ...
توقعت ما هو عكس ذلك تماما ؛ و لكن كل ما وجدته هو التأنيب و الصراخ بأنها مسببة للمشاكل ، هي فقط كانت تتوقع انه سيكون هناك أذرع مفتوحة لتضمها في وقت ضعفها هذا ؛ هذا كان ابسط ما تتمناه
     فقط عناق لروحها الضعيفة
حسنا لا تريد عناق ؛ فقط اخنقوا وحدتها بحضوركم .. ثانية .. ثانيتان.. دقيقة كاملة ! وجدت نفسها وحيدة في غرفتها مرة اخري و الجميع بالخارج لا يبالون لتلك التي كانت حياتها تنتهي منذ قليل !
فقط مشغولون بمواساة اهلها علي فعلة ابنتهم الشنيعة تلك !
احست و كأن الغرفة تدور و تتراقص ، أرتسمت ابتسامة خفيفة علي ثغرها لعلمها ان النهاية اقتربت و ان مرادها سيتحقق ...
كل ما سمعته صوت اختها و هي تسحبها للخارج :
لنذهب لشقتي انتي بحاجة للراحة الآن
حسنا هي بحاجة للراحة و لكن المفهوم يختلف تماما عن ما تريدونه انتم !
كعادتها أستسلمت و أرخت جسدها سامحة لتلك الواقفة بجانبها ان تحركها كدمية الخيوط
آخر ما تتذكره هو عند دخولها الشقة الأخري و سماع تلك النبرة مجددا ! أباها يعاتبها
أتوجد فتاة تفعل شيئا كهذا في نفسها ؟ 
هي ارادت الصراخ انها لا تحتمل المعاتبة و انها تريد من يفهم ما حدث ؛ لتبرر ما فعلته بكل هدوء و ثبات
فقط ، كنت اريد النوم قليلا ..
لتسقط جسدها غير مهتمة هل سيسقط أرضا ام علي السرير ؟
فقط اريد النوم ...
لتغلق كريستالتيها الدامعة تلك رافعة الراية البيضاء مجددا
يتبع...

For You | KIM JONGHYUN ♡☆ مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن