~الفصل الخامس و الأخير~

311 16 21
                                    


"لكن..كيف؟"
لم يستطع عفير هذه المرّة كبح نبرته عن الإرتجاف كأطرافه، و كالعادة لم يُبخل عليه في الجواب

"حجارة مباركة من المعبد مغطّاة بسحر مخصّص لطردي و هذا يثبت لي انفصامكم...أبطلتم بغبائكم و طلبكم العون من حلفائي عمل الحجارة المقدّسة...

في الواقع زارني عضو من الحاشية الملكيّة في وادي عبقر يشكوني حال بلاده...تحدّث معي بعفويّة و انكسار ظانّا أنّني بشريّ مثله فوهبته شعرا مفاده أنّني سأساعده على تخطّي أزمته التّي أرّقته...أظنّ أنّ الآلهة قرّرت عقابكم بالسّماح لي اليوم بالمشاركة في هذه المسابقة الممتعة..

حقيقةً كنت أحاول كلّ سنة اقتحام هذه الأرض قبل أن يزورني الوزير حتّى...لكن لم اليوم بالذّات؟ لأنّ الملك مصاب بمرض فتّاك، هو حرفيّا يحتضر في الخفاء، و طبعا سينال ابنه الحكم من بعده لتستمرّ لعبة الغشّ و الإستخفاف بعقولنا التّي بها تمايز في المواضيع المطروحة في الكتابات و تشابه في درجة إطراب المستمع إلى ما تستنبطه من أوضاع الدّولة التّي تبدوا لنا مستقرّة في الظّاهر..

هذه السّنة الفوز من نصيب ثور و في السّنوات القادمة سيصير من نصيب فتيات الأرستقراطيّين المخفيّات خلف ذلك السّتار خوفا لا سترة، خلف ستار لم يخفي ذنب كونهنّ بنات المتحالفين مع الملك في غفلة من الشّعب..

المستقبل سيكون زاهرا و باديتنا ستعود لتصير واحدة من رياض الجنّة على سطح الأرض و لو كانت خالية من الزّرع، عهود قطعها ثور وليّ عهدنا على الملأ فقط ليستمتع والده بالإستماع إلى هتافات الجّميع لٱبنه فينسبها إلى نفسه، لأنّه هو من كان له الفضل في تربية ابنه على أسسه الشّخصيّة جاعلا إيّاه عديم الشخصيّة ساذجا يميل مع الرّيح حيث تميل..
لكن انظروا!! أنا من أصلح البادية!!"

أشار بسبّابته إلى تلك المياه التّي غمرت بلاط القاعة و وصل مستواها إلى كعبي كلّ واحد منهم بمن فيهم ذلك الشّيخ نفسه

فجأة الصّرخات تعالت و بعثرت الفوضى صفوف المتسابقين الذّين هرع بعضهم إلى الخارج ليلوذوا بالفرار من ذلك الخراب...فالشّموع سقطت من فوق سطوح المكاتب و الغريب في الأمر أنّ المياه لم تخمدها بل زادتها تأجّجا.
أمسكت ألسنة اللّهب بالسّتائر فأضرمت فيها النّيران و المكاتب كُسرت بعد أن تغلغلت بداخلها المياه ففكّكت جزئيات خشبها و أذابتها، أمّا مفتعل الكارثة فقد اكتفى بالوقوف في مكانه مكتوف اليدين و ضحكاته أبت التوقّف عن إحداث رجّات بأرجاء القصر

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دقائق قليلة نسبيّا كانت كافية لتتلاشى أصوات الصّرخات و طلبات النّجدة و حتّى الأنّات الخافتة توقّفت عن الصّدور عن أفواه الجّميع، لأنّهم جميعا ماتوا و دفن معهم سرّ جنيّ عبقر.. فقط انتهى صراعهم العقليّ بين الإستسلام إلى الموت غرقا أو حرقا بما أنّه لا مجال للهرب على أيّ حال

~مجهول الهوية~مكتملة~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن