٣

63K 522 328
                                    



181
سعود : تنزلين الحين تعتذرين لأمي !
لمياء : ليش هادي طيب ؟ هاوشني طفشانه
سعود قرب لها ورجفت لمياء وقفت بسرعه ولزقت بالجدار وقرب لها اكثر غمضت عيونها بقوه ماحست الا ساحبها بحضنه ، انصدمت ، هي متعمده ترفع ظغطه وتعصبه لكن ماتوقعت انه بيكون كذا معاها والمشكله انها ذمته بغيابه وبحضوره وقللت من قدره وقدر امّه وكل مبتغاها انه يقوم الدنيا عليها لكن كان سعود مختلف تماماً ، وكأنه يقرأ افكارها، عرف كيف ينرفزها ويقلب السحر على الساحر ، قبل يحضنها كان معصب للأخير لكن لماحضنها هدت اعصابه ، لمياء حست فيها شي غريب ، دمعت عيونها وبكت ، ماحس انها تبكي لين بللت دموعها ثوبه وارتفعت شهقاتها ، مسح على شعرها ، لمياء عرفت ان اللي قاعده تحس فيه حنانـه ، معقوله كذا الحنان ؟ عمري ماجربت الحنان ولااعرف كيف شعوره ، ناظر بعيونها وهي لازالت بحضنه همس لها : ليش تبكين ؟
لمياء : عطرك ، مثل عطر ابوي
غطت وجهها وبكت بشكل يقطع القلب سعود ماتحمل منظرها تبكي ولايحب يشوف احد يبكي همس لها بنبره غريبه : انا ابـوك
ناظرت فيه بسرعه وابتسم : اذا تبين يعني ، اصير لك ابو وعم وخال واهل واصحاب ، بس لاتبكين ، تصدقين مصدوم حالياً ماتوقعت ان عندك دموع ، واللي مستغرب منه ، انك تعرفين تبكين ، وتشتاقين وتحسين ، لدرجة انك حسيتي بريحة عطري واشتقتي لأبوك ، وهذا مو ذنبي اني اشوفك كذا ، انتي اللي اعطيتي الناس فكره عنك انك شريره ومتوحشه وقاسيه ، لكن اللي شفته من دموعك انك الطف خلق الله ، وان القسوه اللي فيك وراها ضعف وحنيّه ، لاتكذبين على نفسك اكثر
ابعدت عنه وراحت جلست واخذت منديل ومسحت دموعها جلس جنبها وكمل بهدوء : اذا عطري يتعبك بغيره !
لمياء : لا اتركه ، وكل ماجيتني تعطر منه ، يمكن أحبك
سعود ضحك ولمياء كملت : مو تقول لي اصير لك ابو ؟ الواجب على البنت تحب ابوها
سعود : أتفقنا كذا ، بس بشروط
سرح بوجهها شوي كان خشمها احمر وعيونها تلمع وفيها كمية براءه ماتوقع انها موجوده فيها : اول شي ، تنزعين قناع الشر وتظهرين على حقيقتك ، لأني ماعرف اتعامل مع شخص متصنع ، واذا ماقدرتي انا بنزع لك هالقناع لأني ابوك والواجب على الأب يعرف يتعامل مع ابنائه ويربيهم صح
ضحكت لمياء وضحك معاها وكمل : وبصراحه هذا الشرط الوحيد ، لأنك اذا نزعتي قناع الشر بيتحسن كل شي فيك حتى اسلوبك مع الناس ، وانا ماعاقبتك على كلامك لي ولأمي لأني اعرف انه مو من قلبك وانك متعمده تبين تسوين مشاكل.
لمياء : تمّ ، وانا بعد عندي شروط !
سعود : تم قبل ماتقولينها

ضحكتك فيها الكثير من الأمان
ونظرة عيونك بها الموت الحمـر

182
لمياء : اول شي ، تقلل نسبة اهتمامك بالشغل والذي منه ، تفطر وتتغدا وتتعشى معاي من ابسط حقوق الأبناء على الأب انه يعطيهم وقت ويجلس معاهم ويشوف اهتماماتهم ويلبي طلباتهم
سعود : ويطلع معاهم ويسليهم ويصرف عليهم
لمياء : صح ، مو كل الحياه شغل
سعود تنهد وهو سرحان فيها : صادقه ، كل الحياه لمياء !
حمرت خدودها وقامت : بروح اعتذر لخالتي ، بس ودي اخذ لها هديه
سعود : قوليلها احبك وخلاص ، بتستانس ، انتي اجمل هديه
لمياء هربت قبل يحرجها اكثر ، سعود سرح وكل تفكيره صار فيها ، وش كثر رقيقه وطيبه ومحد فاهم هالشيء ، واضح ان فيها انكسار مو عادي ، واضح انها محتاجه حنان ، محتاجه اهتمام واحتواء ، ندم على كل لحظه كان قاسي عليها حتى لو كان السبب منها ، رغم فارق العمر وفارق التفكير الا انه قدر يفهمها وبيقدر يعطيها ماتبي ويعوض حرمانها.
دخلت لمياء بيت عمها ، شافت رغد معصبه وتشتغل ووعد تبكي.
لمياء بأستغراب : فيكم شي ؟
رغد : وش عندنا غير الشغل ؟ وانا كل شي اسويه والتبن وعد اربع وعشرين ساعه على جوالها
لمياء : ضربتيها ؟
رغد : تستاهل اكثر من الضرب ، وجوالها ماراح تاخذه لين تغسل البيت ، انا مو خدامه اراكض وراهم
لمياء دخلت للمجلس وسلمت على ام سعود وباست راسها وجلست جنبها : انا اسفه سامحيني خاله وحقك على راسي ، وان شاءالله انها اول واخر مره ، انتي تعرفين قدرك ، واللي قلته مو من قلبي ، بس اذا عصبت ماادري وش اقول ، وربي يشهد اني احبك واعتبرك مقام امي.
ام سعود : مسامحتك ، لكن ابيك تنزلين لي كل يوم ، كل يوم وتشتغلين مع بناتي ، انتي مو غريبه وحق عليك تساعدينا.
لمياء : حاضر لكن انتي ليش كل همك بالحياه الشغل ، اوك انا معاك ان النظافه من الإيمان ، لكن مو بالشكل ذا ، كرفتي بناتك ، خليهم يستانسون بحياتهم توهم صغار ، حتى سببتي حساسيه بينهم !
ام سعود : مااحتاج احد يعلمني وش اسوي ، بعدين زوجك هو اللي محرم الخدامه تدخل البيت ، يقول مو لازم لأن خواتي كبروا ولمياء ماراح تقصر ، بس الكرف كله اكلوه خواته ، ولمياء شيخه ماتلمس شي !
لمياء طلعت لأنها بسرعه تعصب وماتمسك لسانها خافت ترد عليها وتصير مشكله ثانيه : رغد
رغد بتعب : هاه
لمياء : صدق سعود اللي رافض الشغاله ؟
رغد : ايه رافضها ويقول لو تموتون ماجبتها لكم
لمياء : وليش هو ، ليش مو ابوك يجيبها ؟
رغد : أبوي دايماً هو اللي يجيبها لكن بعد ماتقاعد اعفاه سعود من بعض المسؤوليات
.دخل فهد وكانت ملامحه هاديه ونظراته غريبه : وين ابوي ؟
رغد : نايم
فهد بضيق : هو واقف بوجهي امنا بالله ، لكن يخلي عيال عمي واخواني كلهم يوقفون بوجهي ليش ؟ ابي اروح املك ولااحد راضي يروح معي و يشهد على ملكتي
طلع معصب ورغد دمعت عيونها بقهر : اخ يالقهر لو مو ابوي دعيت عليه ، حرموه من سعادته ، وبعدين انتي روحي اكشخي ترا عندنا عزيمه الليله ، جارتنا ام جواهر توها ساكنه بيتها ، حق الجيره تخبرين ، ومحد ياكلها كرف غير رغد.
لمياء : طيب وش رايك باللي يقول لك اليوم ماراح تشتغلين ، اتركي كل شي علي
رغد : لا بتتعبين
لمياء : انا فيني طاقة شغل ، وام جواهر ذي وش وضعها ؟
رغد : ماادري عنهم ، هي جارتنا من اول بس راحت وفجأه رجعت بعد هالسنين كلها ، ومعاها بنتها جواهر ، كبرنا ، تقول امي مره تحبنا وكل ماراحت لها تسأل عننا ونفسها تشوفنا.
لمياء :تحمست اشوفها وجواهر كذا احس بيكون لها دور كبير معانا
رغد : لاياشيخه ، روايه هي ؟
لمياء : احلى روايه بعد

رواية حتى عيوبك ماتليق الاعليك لو هي بغيرك كان ماحبيتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن