اصبح المكان يسبح في الظلام الدامس ، التقط الضابط هاتفه وقام بتشغيل المصباح ليجد العجوز تنهض وعينه حمراء كالدم ، تجمد الدم في عروقه واتسعت عينه وتوقف مذهول مما يحدث ، بدا دخان اسواد يتصاعد منها الي ان اختفت تماما ، وظهرت مكانها فتاة اخري ، ليست عجوز هذه المرة بل شابة لم تتجاوز العشرين عاما
رفع الهاتف لينظر الي الاطار المعلق علي الجدار ليجد الفتاة التي أمامه كانت تبدوا كشبح ، اتجهت الي حجرتها ، وخطت علي المرآة عفاف بقلم الروج وبعدها اختفت تماما
عادت الاضواء مرة اخري ، وظل الاسم مكتوب علي المرايا ، نظر حوله لم يجد احد تغيرت ملامح المنزل تماما واصبح مهجور ولا يسكنه احد ، شعر بالدوار وهو يترنح يمينا ويسارا ، وهو يبحث عن باب الخروج ارتفع رنين هاتفه الخلوي ، نظر الي شاشته ليجده كريم المكلف بمعرفة اسماء مرض اللوكيميا في مصر
ازادت حدة الدوار ، وشعر بوجود اشياء تتحرك في المكان ظل ينظر في المكان الي ان شعر بشئ يهوي علي راسه
*********************************
بدأت ولاء تستعيد وعيها ، لتجد نفسها في مكان غريب ، شعرت بشئ ما مربوط علي يدها ، نظرت حولها لتجد نفسها في حجرة صغيرة ، تبدوا حجرة اطفال من رسومات الاطفال المعلقة علي الجدران
لفت نظرها كائن صغير يزحف علي الأرض ويجذب الفراش ، نظرت إليه وابتسمت
اسرعت خلفه والدته ، لتجد الفتاة استيقظت من الاغماء
_ انا اسفه جدا ، ابني شقي شوية
ابتسم الطفل لها جعلها تبتسم هي الأخرى بدون ان تشعر
انا فين دلوقتي ، وإيه الي في ايدي ده
_ ابدا يا بنتي ، كنتي راكبه في العربية ، فجأة بداتي تهلوسي واغمي عليكي ، ولاد الحلال هما الي ساعدوني علشان تيجي هنا البيت عندي ، والدكتور كشف عليكي وطمني
كل ده حصل ازاي ، دي اول مرة تحصلي حاجة زي كده
_ الحمد لله إنك بخير ، تقدمت من خلف العجوز امرأة عجوز تجلس علي مقعد متحرك ، وتنظر إليها بطريقة غريبة جدا
شعرت بها المرأة التي تحمل الطفل ، وتنحت جانبا لتفسح لها الطريق
_ اتفضلي يا ماما ، الشابة كويسة الحمد لله
نظرت إليها ولاء وشعرت بشئ يسحبها بعيدا عن عالمها الي عالم اخر
تحدثت العجوز لها ، خدي بالك من نفسك يا بنتي ، المرة دي ربنا ستر ربنا يعلم إيه الي ممكن يحصل بعد كده ، علي العموم ده مش توبك ، ولو حسيتي بحاجة تعالي علي هنا بسرعة قبل فوات الاوان
انا عاوزه امشي من هنا دلوقتي ، ممكن
_ طبعا تقدري تمشي في اي وقت ، بس ثواني اخلي حد يوصلك علي بيتك
نهضت ولاء تعدل من هندامها ، وتوجهت الي الخارج ، كانت تشعر بالقلق الان اكثر من اي وقت اخر ، استقلت سيارة الي منزلها توقفت امام الصيدلية لإحضار دواء والدتها
اتجهت الي منزلها وتشعر ان الجميع ينظروا إليها ، دلفت الي الداخل لتجد والدتها تجلس علي الفراش ، وتبدوا متوترا
_ ازي الجميل انهاره
كنت فين يا بنتي كنت قلقانه عليكي اوي
_ الحمد لله يا ماما ، لقيت شغل في مكان كويس اوي وبمرتب كويس كمان
تنهدت العجوز وهودي تشعر بالراحة ، كويس لحسن صاحب البيت كان عاوز الايجار المتأخر
مرت الليلة بسلام ، وولاء لم تشعر بالراحة بسبب نظرات العجوز لها ، جعلتها تخشي النوم ، حتي لا تراها في الحلم
استبدلت ملابسها واستعدت لمغادرة البيت ، توجهت الي موقف الميكروباص ، بعد ان اطمأنت علي والدتها ، بمجرد وصولها العمل اشارت لها احدي فتيات المركز علي حجرة استبدال الملابس ، دلفت الي الداخل لتظهر لها من داخل احدي الجدران
يتبع