فصل الثاني : الإيجابيات المحاور

1.2K 45 46
                                    

كما ذكرنا سابقا في الفصل الأول ( من هو المحاور ؟  ) ، و تطرقنا إلى تعريف عام حول هذه الشخصية ،
سننتقل إلى شرح و تفسير السلبيات و الإيجابيات لهاذا النمط .

نمط المحاور من أنماط الناذرة حول العالم ، فإن نسبة المحاورين من مجموع سكان العالم يتراوح بين "2٪-1٪ "

لكن المحاور رغم أنه شخصية ناذرة ، إلا أنها إذا كانت ستقوم بتأتير على وسطها ، أو الإستفادة من قواها الفريدة ، فعليها إكتساب معرفة و قوة معلوماتية ، و إنخراط و مواجهة المجتمع ، و الإحتكاك مع الأوساط المختلفة ، التي تنتج بدورها تجربة يكتسبها المحاور ، و بتالي إستعمال هذه التجربة كأداة لإبراز مهارته المرنة و بديهتهِ السريعة .

و هاذا يعتبر إنطلاقة لقوة المحاور ، فبدون تجربة أي السلاح الذي سيحارب به ، فهو فارس بدون درع للحماية ، و محارب فاقد لسيفه للهجوم .

و أكثر من ذلك ، فتحصين بأفكار تابتة و متكاملة يؤمن بها المحاور بذاته إيمان كاملا ، تجعل من استغلاله أو خداعه يكون صعب نسبيا .

أي أن هذه الإيجابيات تحتاج إلى تراكم معرفي مسبقا للإستفادة منها ، و أغلبية المحاورين يُعَّرَفُون بنوعٍ من العطش للمعلومة،
لأن البعض منهم أو أغلبيتهم إن صح التعبير ، يوقنون أن لكل معلومة مكتسبة تعني أنها بالإمكان إستعمالها للتأييد أو الإنتقاد ، و هاذا يجعل  تراكم ثقافي-علمي من خاصية ( محامي الشيطان ) يكون لها قوة و تاتير و لكن ، ليست هذه الخاصية هي الوحيدة التي لدى المحاور ،
فالمحاور هو مُبْتَكِرٌ بطبعه ، و شخص بين العملي و النظري ، أي لا يطبق فقط ، و لا يفكر فقط .
و هاذا يجعل من أنواع الفنون المختلفة يَقْدر على الإبداع فيها ك: الميكانيك ، الفيزياء ، التصوير ، الرسم ، النقاش ، السياسة...

فن الميكانيك : فن يحتاج إلى تفكير تجريدي و نظري مع خيال واسع مرتبط بالواقع ، و بعد تطبيق هذه الأفكار المجردة في الواقع التي سنستطيع بها إنتاج شيئ ما .

فالمحرك السيارة أتخيله بخيالي و أحلم أن هاذا المحرك يستطيع الاشتغال في مختلف السيارات ، و بعد أستعمل المعلومات التي إكتسبتها من دارساتي كمهندس ميكانيكي و أحول هذه الأحلام أو الخيال إلى أشياء نظرية و منطقية ، و ننتقل  إلى تطبيق هذه النظريات عبر صناعة هاذا المحرك و إنتاجه ، ثم إستفادة منه عبر إستعماله في مختلف السيارات .

( خيال  ⁦⬅️⁩ تجريد/نظري ⁦⬅️⁩ تطبيق ⁦⬅️⁩ إنتاج⁦⬅️⁩ إستفادة )

50٪ خيال/ نظري = إرتباط بالواقع بشكل عام

50٪ تطبيق/ إنتاج = ظهور نتائج هاذا التفكير

فن الفيزياء : الفيزياء يتميز بالنظرة التجريدية العامة و خصوصا الفيزياء النظرية ( فيزياء الذرة/ الكون ) ، و فيزياء الميكانيكية و الكلاسيكية ( فيزياء نيوتن ) ، هاذا قد يبدو لك أن الفيزياء النظرية 100٪ من التجريد ، لكن هاذا العكس تماما ، فكل ما يحيطك بك من ظواهر و قوى طبيعية ، لديها أصل فيزيائي ، فبعد تفسير هذه القوى الطبيعية ، تصبح لدينا الصلاحية لإستغلالها  لصالح الإنسان ، و ها نحن قد إنتقلنا من التجريد و النظري إلى التطبيق و الإنتاج .

و نفس الشيئ بنسبة للأمثلة المذكورة سابقا .

لكن كل هذه الأشياء التي نتحدث عنها ، ما هي صلتها الحقيقية بالمحاور؟
بكل بساطة هذه هي ثمار المحاور عندما يقوم بتثقيف نفسه( عبر الدراسة أو من خلال الثقافات العامة... ) و إستغلالها بالشكل الصحيح ، و  ثمارها هو الإنتاج الإستفادة من التجريدية و النظرية ،
و هذه هي الإجيابيات  المحاور إتجاه نفسه و نحو المجتمع .

إذن ، فالمحاور شخص مفيد للمجتمع ، أي أنه إيجابي كشخص يساهم في تطور ، لكن رغم هاذا كله ، المحاور لديه سلبيات و أخطاء قاتلة أو أشياء تجعل من هذه الإيجابيات المشرقة و الرائعة تنزل من قيمتها و لو قليلا ( على حسب الشخص ) و تجعل هذه الشخصية التي تراها انت ( كمحاور أو كشخص لديه نمط آخر )  ، من  جميلة و متكاملة  إلى شخصية ناقصة تعيش الجانب السلبي كما تعيش الجانب الإيجابي .

فما هي هذه السلبيات التي تجعل المحاور يتزحزح من كرسي الثقة و الإبداع ؟

يتبع إلى الفصل القادم


ENTP-T نمط المحاور ( مناقش ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن