فصل الرابع : إختلافات بين المحاورين

705 28 8
                                    

تحدثنا سابقا عن الإيجابيات و السلبيات من ناحية تأثير على المجتمع...
و كيف يتم الإستفادة من هذه الإيجابيات ، و ما هي بعض نقاط الضعف التي تعتبر من السلبيات.

و لكن قبل أن ندخل في صلب الموضوع ، يجب الإشارة إلى أن هناك فرق كبير و شاسع و ملحوظ ، بين إجابيات و سلبيات للفرد نحو المجتمع  و السلبيات مع الإجابيات نحو الذات ، فنحن شرحنا فقط من ناحية المجتمع .

فتساؤل الآن الذي يشغل بالنا ، هل المحاورين مع بعضهم البعض يعرفون الإختلاف ؟
فقبل كل شيء من خلال تصنيف الأنماط MBTI ، هناك 32 شخصية كمجموع كلي ، ( لكل نمط موجود صنف A و T ).

و من الغباء حصر الذات الإنسانية في 32
شخصية ، فالإنسان معقد تعقيد لا نهائي ، و يتميز بإمتلاكه شيئ الذي حيَّر العلماء على مر العصور ، و هو العقل الإنساني .

فعلى الأقل ليتم تقسيم شخصيات على منهج الصحيح فيجب إعتبار كحد أدنى 100 نمط ،
إذن ، فهل حتى المحاورين مع بعضهم البعض يوجد إختلاف بينهم ؟
لن ننكر أن هذا التقسيم ، أعطانا نظرة عامة لفهم أنفسنا ، و فهم تفكيرينا و كيفية العيش و تواصل لكل نمط.
و لكن ليس من المعقول ، أن يكون محاور حاصل على دكتورة و يمتلك شواهد جامعية معتبرة ، أن تكون لديه نفس شخصية محاور لم يدرس شيءً ، و من الغباء أن يكون المحاور الذي عاش في مجتمع معين أن تتطابق شخصيته مع المحاور عاش في مجتمع آخر .

أي أن المحاورين لديهم صفات مشتركة و لكن لديهم إختلاف...فما هو هذا الإختلاف ؟

فانا ، انت أو هو قد نكون عندنا نفس النمط لكن ليست لدينا نفس الشخصية ، فنمط يحدد تصرفات عامة طبائع و ردود أفعال متوقعة و لكن الشخصية يتم تحديدها  من المجتمع و الوسط مع الإحتكاك...

يعني أن النمط هو فقط مقدمة لشخصيتك ، أما شخصيتك الحقيقيه فهو عالم آخر يبحر بحرية بقيادة المجتمع و القوانين و سرعة الإبحار تتعلق بحسب التجربة المكتسبة  ، فمن المستحيل كائن بهذا التعقيد في عالم أكثر تعقيدا  أن يتم حصره على 32 نمط او بالأصح 16 نمط مع النوعية A و T .

إذن لو كان كل ناس مختلفين ، فكيف نعرف هذا الإختلاف ؟

لنركز الآن على المحاور مع تجاهل كل الأنماط ، لنفترض أنني محاور من نوع T و أنا متخلف و لا أعلم شيئ ، بينما محاور آخر و هو انت مثقف و واعي ، فانا بسبب تخلفي  ،هل تصرفاتي مقارنة مع تصارفاتك ستكون متشابهة ؟
لا !

فالتخلف ينتج عنه تصرفات متخلفة،
و الثقافة ينتج منها أفكار،
و العلم ينتج الإبتكار،
و الفن ينتج الإبداع،

إذا فالشخصية الإنسان كلما أعطيتها أعطتك و كلما هملتها هملتك...
فالأغلبية المجرمين السفاحين ، تعرضو لتجربة قاسية في طفولتهم ، و هذا نتج عنهم الإنحراف ، لكن انا لا أبرر تصرفاتهم فالإنسان مسؤول عن نفسه ما دامت لديه إرادة و قرار .
إذن فالإختلاف يعود إلى الأفكار الذي أدخلناها لهذا العقل و تطبيقها و لم نقف إلى هذا الحد...

فالشخصية لا تتعلق بالأفكار فقط ، بل بالأوساط ، كلما كان الوسط المعيش فيه حرية كان الشخص يملك ثقة بنفس و لو كان الحرية مفرطة كان الشخص متسلطا ،
و لو كان يتم مساعدته كل مرة يكون شاكرا ، و إذا تم رعايته أكثر من لازم أصبح مخنتا ،

و إذا إنعدمت ، أصبح معقدا و كارها...

إذن فالمحاور لا يجب أن يكون شخص متشابه معك ، فالإختلاف طبيعي في وسط عالم كله مختلف...

و لكن لن ننكر أبدا ، أن أي شخص بنمط مع أقرانه توجد صفات مشتركة .

و السؤال المطروح الآن

هل يمكن لنمط معين أن يتحول و ينتقل إلى نمط آخر ؟

يتبع للفصل القادم

ENTP-T نمط المحاور ( مناقش ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن