هل جننت؟!

7.2K 121 5
                                    

" أرجوك لا تضغط عليَّ ..لقد تعبت حقا"
وأكملت بكائها
" اعلم..يمكننى ان اكون قسيت عليكى فى بعض الأحيان..لكن هذا بسبب عشقي لكي"
" اذا كان العشق هكذا لا أريده "
" مريم..دعينا نجلس بهدوء الآن حتى لا أغضب..ماذا تريدينى ان افعل عندما اراكى جالسة بجانب هذا الشاب الذى يسمى ب شريف وضحكاتكما العالية تهز المكان..هل اجلس بجانبك واشجعك على هذا؟!..ماذا تريدينى انا أفعل"
سألها خالد بعصبية
" كيف تفكر بهذه الطريقة..انه أخى"
" لا يا مريم اتتى وحيدة والديكى..ولن افهم غير ذلك"
" نحن نعيش معا ..ماذا تريدنى انا افعل..ان اجلس بجانبه صامتة"
قالت بدهشة
" لقد تكلمنا فى هذا الموضوع مرارا ..ولا اريد ان اعيده ثانية حتى لا أغضب..سأتركك الآن .."
( وفتح باب الغرفة ومريم خلفه ووجدا شريف جالس )
" مريم..هل انتى بخير" قال شريف بقلق
" لما..هل تراها تكسر ما حولها" رد خالد بعصبية
" انا بخير يا شريف..لا تقلق" ابتسمت مريم
( نظر لها خالد محذرا من شريف ..نظرة لم تفهمها الا هى )
" وداعا يا عمى..وداعا يا أمى..اراكما قريبا " قال خالد وذهب
" وداعا يابنى " ردا ناهد وابراهيم بعدم فهم

" ماذا حدث "
سألت ناهد بدهشة
" لم يحدث شئ.."
ردت مريم بإبتسامة
" لم تتركيه؟!"
سألها والدها
" لا يا أبي..واضح انه مقدر لى "

" لا يهمك الأمر..ما رأيك ان نخرج اليوم "
سألها شريف بفرح
( تذكرت كلام خالد فقالت بتلعثم وتوتر )
" أسفة يا شريف..دعه فى وقت لاحق...فأنا ذاهبة ل ندى الآن "
" لا يهمك..حسنا...سأذهب الآن..ان احتجتوا شيئا اخبرونى"
" نشكرك يابنى "

( أمسكت بهاتفي وكلمت خالد )
" هل اشتقتى لي؟! "
" خالد..مازلت خائفة منك..لا تحاول أرجوك "
" حسنا ..سأتركك ..ولكن سنرى هذا الموضوع لاحقا..ماذا كنتى تريدى اذا"
" أردت ان اخبرك انى سأذهب ل ندى..وأرجوك لا ترفض..فأنا بحاجة اليها حقا"
" حسنا يا مريم..ولكن لا تتأخرى..ساعة واحدة "
" ماذا افعل فيها تلك الساعة الحمقاء..كفى اننى اقابلها كل أسبوع "
" لا أريد ان اجعلها شهريا بهذه التصرفات .. نفذي ما اقول..هل تريدى ثلاث ساعات وترجعين فى منتصف الليل "
رد خالد غاضبا
" انها الرابعة ظهرا..كيف تقول منتصف الليل..أريد ان أأخذ راحتى معها بدون قيود"
" لن يحدث هذا ابدا..انها ساعة كما قلت "
" طفح الكيل"
" وداعا عزيزتى..هااا كنت سأنسي..ابعثي لى بصور ملابسك التى ستذهبين بها"
" حسنا"
قالتها مريم وهى تزفر...فقد تعودت

( بعد ان ذهبت ل ندى..وطرقت الباب )
" أوووووه عزيزتى..أشتقت لكى كثيرا" قالتها ندى وهى تحتضن صديقتها المفضلة بقوة
" وأنا أيضا" قالتها مريم وهى تبكى
" لا لا ..ماذا بكى..ادخلى..احكى لى..ماذا حدث معكى فى ذلك الأسبوع"
" لقد تعبت من تصرفاته الحمقاء.."
( وحكت لها ما حدث فى ذلك اليوم العصيب )
" هل حدث كل ذلك لكى حياتى...
" انه يتحكم بكل شئ في حياتى"
قالتها مريم وهى منكسة الرأس
"يكفي انه يتحكم فى وقتك مع أصدقائك..كيف يجعلنا نتقابل أسبوعيا"
قالتها ندى وهى غاضبة
" يهددنى ان جلست معك اكثر من ساعة سيجعلنا نتقابل شهريا"
قالتها مريم بخيبة أمل
" ماذا تقولين..طفح الكيل..يا ليتك لم تسمحى له بالدخول فى حياتك "
" وهل اعطانى فرصة للإختيار..لقد اقتحمها ولم يدخلها "
" لا تقلقي عزيزتى..سنجد حل حتما"
" لما لا تأتى وتعيشي معى..ف بيتنا كبير جدا ونحن ثلاث فقط...وأنا احتاجك حقا"
سألتها مريم
" اممم..لا اعرف "
ردت ندى بحيرة
" هيا ندى..ف والديا يحبوكى اكثر منى حتى..هيا"
" أنا من أحبهم أكثر..فهم من احتملونى عندما مات والديا "
" اذا ماذا تنتظرى..لقد حدثونى مرارا على هذا الأمر..هيا جهزى أغراضك وتعالى معى "
( قطع حديثهم صوت رنات هاتف مريم )
" انه يتصل..نعم يا خالد..ماذا تريد"
" لقد انتهت الساعة"
" ماذا تقول..لقد جلسنا لدقائق "
" انتم تشعرون انها دقائق لكنها ساعة يا عزيزتى..هيا اذهبي الى البيت "
" امهلنى ساعة اخرى..لم استطع ان انهى كلامى فى تلك الساعة"
" اجعليها الأسبوع الآتى...هيا اذهبي للبيت "
" طفح الكيل..لن أذهب "
" مريم..لا تجعلينى اغضب ارجوكى..وهيا الى البيت "
" قلت لك لن أذهب "
( وأغلقت هاتفها ونظرت ل ندى وهى تزفر من ضيقها )
( انتبهوا على صوت دقات الباب )
" انه هو " قالتها مريم بخوف شديد
" لا تفتحى أرجوكى "
" لا تقلقي..انه البواب..لا تقلقي "
( وقبل ان تنهى كلامها مع البواب..اقتحم بابها هذا الدخيل )
" ألم اقل لكى اذهبي.."
قالها خالد بعد ان امسكها من يدها بقوة
" اتركنى..لا استطيع ان اتحمل هذا..لا تتدخل فى حياتى"
قالتها وهى تصرخ فيه
" ألم أقل لكى من قبل..سترين ان سمعت صراخك هذا ثانيةً..)
قالها بعد ان امسكها من شعرها بقوة
" اتركها..انت حتما وحش..اتركها "
قالتها ندى وهى تصرخ فيه
" لا أريد ان اسمع صوتك يا هذه انتى..هل تعلمين..لن تريها بعد الآن.."
وأمسك مريم من معصمها ونزل بها وأركبها سيارته غصبا وانطلق وهو غاضب

( هزت مشاعره دموعها البريئة..فهى ما زالت صغيرة فعلا على ما يفعله بها .. وأبتسم ابتسامة عابرة عندما تذكر اول لقاء لهما )

نتعرف على شخصياتنا قبل البدء ب قص اول لقاء بينهما
خالد: صاحب السبعة والعشرون عاما بدأ بإنشاء البيزنس الخاص به..فهو يمتلك شركة صغيرة..يديرها هو وصديقه المقرب مروان..كان يفكر دائما بفتاة احلامه ووضع لها مواصفات خيالية..ظنا منه انه لا يوجد فتاه تستحق ان تدخل قلبه..ألى ان رآها..رأى طفولتها..جمالها البسيط..محى فورا صورة فتاة احلامه المعقدة وجعلها هى مكانها

مريم: كاتبة مبتدئة فى جريدة مبتدئة أيضا..تكتب ما تشعر به..فنشعر انها تكتب يومياتها وليس أخبارا..وتملك من العمر اثنين وعشرون عاما

خالد: تربيته مع مريم جعلته يحبها كثيرا ويخاف عليها ..يشعر بأنه جالس مع نفسه..فيحكى لها مع حدث له بالتفصيل دون ان يمل..وهى تبادله الاحاديث أيضا

ندى: صديقة مريم المقربة..تعيش وحدها..فقد توفي والداها وتركاها

" هل رأيت تلك التى هناك "
قال مروان وهو ينظر لها
" انها جميلة.."
قال خالد وهو ينظر لها بهيام
وأكمل
" ولكن ماذا تفعل ف المحكمة يا ترا...وهل جنت..هل ترتدى فستانا فى المحكمة؟! "
قال بتعجب
" لكنه جميل.."
رد مروان
" احذر من كلامك يا هذا"
قال خالد بضيق
" ماذا؟!..هلى أصبحت ملكك ام ماذا؟"
رد مروان بدهشة
" نعم..اصبحت ملكى ..سأذهب لها وأسألها الآن "
" هل جننت"
" لما..سأذهب واتعرف عليها..ابقي هنا "

" هل أساعدك بشئ انستى"
" أووه..حمدا للرب..أريد ان اخرج من هذا المكان..لا أعلم"
" هل انتى تائهة"
" لا بل..أريد ان اخرج فقط "
" حسنا فلنذهب..هل كنتى مستعجلة ام ماذا لكى تلبسي فستانا وتأتى الى المحكمة"
" لا..بل كنت فى عمل وأتيت لأنهى بعض الاوراق "
قالتها وهى تضحك بخفة
" لن نذهب هكذا..فلنشرب القهوة اولا..انها فى الكافيتريا التى بجانب المحكمة..لا تقلقي"
" اممم..لا مانع لدى..لا تفهمنى اننى واقعة ارجوك...الموضوع اننى أحب القهوة كثيرا"
"من منا لا يحب القهوة انستى"
( وبدأت من هنا )

( محي ابتسامته صوت بكائها..فقد كانت مثل الزهرة الجميلة النادرة..فقد جعلها ميتة بتصرفاته )
" ماذا فعلت لها..لا استطيع ان اتحكم بتصرفاتى"
قال خالد فى نفسه

ملكى وحدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن