اعتبريه لقاءنا الاول

40 6 6
                                    

الفصل الثاني : قراءة ممتعة

تبدوا هذه الارض شاحبة كوجهي ، باردة و مصقعة كاللحمة بين اضلعي ، حتى الشمس مرضت و هانت اشعتها حزنا على حشاشة قلبي المذبوحة
بداخلي .

كل شيء هادىء و منهك بطريقة مخيفة هنا كل شيء يعيش هنا على اسلوبه .

اراقب من خلال شرفتي بصمت و تركيزي هو البحث عن شيء لا يذكرني به ، لكن كل قطعة تشبهه كل شيء منه ، و كل شيء ينتمي اليه .

"سيدتي !! "
نطقت بذلك و هي تلهث و كأنها جاءت بخبر أجلي

"سمعت ان الملك متوجه اليك !"

شعرت و كأن البحر المتجمد قد افرغ بداخل صدري
ضاقت نفسي و شعرت بصعقة دبّت في كامل انحاء
جسدي ،

هل يعقل بعد سنة و نصف تذكر انه متزوج ؟
هل هو قادم لقتلي ؟
اللعنة مالذي يريده مني ؟

لم اكن اريد ان انحط في موقف كهذا معه لانني حتما ساخرب الامر انا اكره حتى النظر الى وجهه .

كنت فقط اسرح بوجه هان و احاول استيعاب الكلمات التي القتها عليّ لاهثة .

بدأت افكر في شيء لم اكن اعرف ماهيته
ربما
افكر في حلٍ لمشكلة امرأة زوجها قادم اليها ،

مثل رياح خريف سبتمبر فتح ذلك الباب
و دخل كشبح لا روح له
ينظر نحو كل شي الا وجهي ،
كيف لنعومة جسد هذا الرجل
والأدب المنجلي على وجهه
والحياء المثبت على عينيه
حركات جسده امام انثى ليست بغريبة
بل بزوجته سجينته ، عبدته، و تحت إمرته .

ان يتحول فجأة في ساحة المعركة الى كائن
لا يرتوي الا بسفك الدماء و لا يشبع الا
بقطع الرؤوس .

ينظر إلي لكنه لا يفعل
كانت عيناه مثبتة على نقطة في الهواء
توهيمني بانها تنظر الي :

"اعتبريه لقاءنا الاول "

هزني ذلك الصوت ، كان كصوت هدهدة امي
في ليالي الشتاء.
اكره قول هذا و لكن مسامعي خضعت و انصاعت له .

لم اتفوه بلفظ الاّ بعد دقائق
اتتني الجرأة ولا ادري من اين
نظرت الى وجهه
بل الى عينه تماما :

"ليكن ذلك مين يونغي"

رمقني و كأن اول مرة شخص يتلفظ باسمه
امامه ،
"

اياك ان تظّلي ، ليس هذا ما قصدته "

كانني فهمت ما يعنيه ،
هل حقا بدى على وجهي كأنني ارتحت له ، هل بدى قولي
ذلك لطيف . هل بدى و كانني احاول فتح صفحة جديدة. ارتبكت ، و بحثت في رأسي عن رد يرضخ سخريته

فشلت بصمت كمن فقد النطق
و بدوت كالبلهاء امامه .

"لن اعتبر هذا اول لقاء ،
ان لقائنا كان يوم راهنت
عليّ بعد ان أمضيت على اوراق مهترئة
تسميني بزوجتك .

القيت كلماتي تلك في وجهه و ظننتني ابليت حسنا .

نظر مطول كانت ملامحه ساكنة لوهلة ظننت انه ربما لم يسمع شيئا مما قلت لولا انني ادركت انني صرخت به بكل ما املك من صوت وانا اقول ذلك ، لم يزح عيناه عن النقطة الوهمية التي كان يركز عليها في الهواء فاصلة بيننا ، الا ان هتف بصوت هادئ استفزني نوعا ما :

" انت لست زوجتي ، انت ملكة لهذه المملكة هذا ما امضيت عليه و هذا ما حدث لحد الان ،
كما انني لم اراهن عليك ، فانا لا اراهن على النساء ،
انا قد اشتريت من اخاك ، فهمتي "

تجمدت اجمع شتات تلك الكلمات برأسي
اصدقها و اجزم على صحتها لكن مشاعري المفرطة
و النرجسية التي تعودت على العيش بها
تنهشني
بانه لا يمكن ان ينسب اي حرف من هذا اليّ .
حاولت و بكل ما امكن بان ابدو قوية
كأميرة قادمة من مملكة أبيها ؛ كملكة قائمة على عرش
زوجها
لكن الدموع خذلتني ككل مرة فاجأتني سخونتها
على خداي

"الم تشتاقي الى اخاك
ساسمح لك بمقابلته "

تسائلت بين نفسي هل بهذا هو يواسي دموعي ، ؟

خرج كالشبح بعد ان
عبث باعماق ذكرياتي و تركني في دوامتي
اراقب ظهره الهزيل المترنح امامي .
__________________

عينا جين الدامعة اذابت فلذة فؤادي
رأيت كل طفولتنا
كفلم مسجل في لمعان عينيه
رويت روحي العطشة بعناقه شممته و ارتحت
لعطر اخي الطاهر الذي لا ينتمي الى خبث عالمه
بكت هان متأثرة بمشهدنا .

شعرت ان كسري قد تجبر ،
لم ارد افساد لحظتي مع اخي بأي سؤال او استفسار قد يصور ما مر قبل سنة و نصف من الم في ذاكرة اخي
فهو مجرد ضحية مثلي،
لن الومه على شيء هو تصرف كأمير راشد و انقذ ما يمكن انقاذه ربما لولاه لما كنت اتنفس ها هنا ،
لم يترك جين يدي لحظة فتلنا ذلك القصر
حتى أماكن لم يسبق لي ان وطأتها من قبل
شعرت ان نفس ذلك المحيط الخانق قد
ازهر بوجود اخي
شعرت بجروحي تلتأم شيئا فشيئا
بعد كل قبلة و حضن يغمرني به اخي.

نهاية الفصل .

حياتي ما بعد الموت . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن