البداية.

3.2K 204 123
                                    

أغانٍ وتشجيع، ضحكاتٌ وأصوات بَهِجَة ملأت الدنيا سعادة، إعلانًا عن وصول مشاهير الأدب البرتقالي: توأمَا السِّحر، حاكمَا عرش التصنيفات... اعتلى ساحر المشاعرِ المسرح أولًا بحلةٍ ربيعية الألوان وابتسامة تخطف الأنفاس، يحمل في يدٍ سهام كيوبيد وفي الأخرى ناقوس الخطر -نذير الموت.
خلفه صعِد شقيقه، بخطواتٍ مرحة، رُبّان سفينة الخيال والخوارق. الكُل يتساءَل عن وجهته القادمة، أتراها أتلانتيس أم نيفرلاند، أو زيارة أخرى لجبل أوليمبوس فالعالم السفلي؟

جمهورٌ غفير وحفلةٌ عظيمة لكن الظاهر أقل من الباطن، ففي مكانٍ آخر، بعيدًا عن صخب الشهرة وبريق نجومها جماعةٌ رُميت تحت أنقاضِ الماضي، في زاوية تُدعى "هامش الحياة". ظلامٌ وفقدان أمل، حزنٌ وإهمال هي مشاعرٌ غلّفت قلوب سكان ذاك المكان، لكن الحاضر تغيّر عندما أحاطتهم نجومٌ متمردة على حكم سيّد العاطفية وسلطان الخيال وغمرتهم بنور الاهتمام فظهرت ثمانِ أوجهٍ مألوفة بعيدة...

أولها لعجوز زينت الحكمة تقاسيمه، جد التاريخ وراوي خفايا الماضي... يحرس بعينين حنونين طفلا ملائكيا مشغولا بلعبته.
قربهما جلس صاحب الهندام العجيب منغمسًا بأبحاثه وتجاربه، تاركا الريح تسرق مخطوطاته العلمية بعيدا.
على اليمين ذو الفكر المتقد والثقافة الواسعة، يتأمل خبايا الطبيعة وأسرارها، بمحاذاته كان ذلك المثقف الحاذق غريقا بين المقالات السياسية وآخر الأخبار، ومن خلفه وقف صاحب الوجه الضاحك البشوش، الذي عزف عن إلقاء دعاباته بعد أن انفض من حوله الناس وهمشوه.

آخرهم زاده نور النجوم راحة، من يغمر بكلامه الطيب الروح سلامًا واطمئنانا.

بعيدًا عن مصدر النور، وقف بشموخه المرهِب، سليل إمبراطور الرعب، قسماته الحادة ونظارته المجنونة تنذر بالخطر، وفي يده صولجان الخوف يرسل ضوءه الأحمر القاني.

أربع جنب أربع تجمعوا تحت كنف أعضاء فريق النقد آملين أن تظهر قصصهم للعلن ويحظوا بحفلهم الخاص، فهل يمكنكم أن تحزروا من هم يا قراءنا؟

هم يحملون أسماء مألوفة ذِكرها، قد يُعيد تلك الذكريات اليتيمة: أدب الرعب والأدب التاريخي، أدب الأطفال وأدب الفكاهة، الأدب السياسي، العلمي والفلسفي وأخيرًا الأدب الديني...

لأجلهم خُصِص كتابنا هذا، لطرح قضاياهم واحدا تلو الآخر، بدءًا بتعريف يكشف الخبايا، وصولًا لميزات كل فئة، أشهر روادها، وأخيرًا طريقة الكتابة ضمن كل فئة...

ختامنا سيُتوج باحتفال راقٍ، مسابقةٌ لطيفة لسكان الواتباد وزوارِه، نستبين منها مدى وصول الفائدة والمتعة لكم، فهل أنتم مستعدون لإنعاش هامش الحياة وأبنائه بإبداعاتكم؟

«شحذَ نُقادنا أقلامهم وجهّزوا عدّة لا تنفد في سبيل سردِ حكايا المُهملين، وإظهار حقائقهم. ثمان مقالات لثمان تصنيفات، سطّرت نفسها بصفحات كتاب بعنوان "مهمش"، مضمونه معرفة ونهايته تحدٍ ومسابقة»

مهمشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن