وحشٌ ومسخ: أدب الرعب

966 111 140
                                    

خطوة إلى اليمين فوق وسادة دامية ثم أخرى فوق اليد المبتورة، لا تكترث لحركتها فصاحبتها (لوميكي) أرسلتها لإحضار الوسادة فقط.

سينفتح الباب الذي على يسارك، لا تنظر للداخل مهما سمعت من أصوات مستنجدة وتجنب الفئران الزاحفة خارجا، هؤلاء أصدقاء كريس.

واصل السير للأمام، إذا استشعرت مرور شخص بجانبك تجاهله؛ سيهمس بـريح باردة في أذنك تهديدات قد تُوقِف نبض قلبك، لا تصغِ له فلديك صفّ يجب أن تحضره!

عندما ترى بابا في آخر الرواق عليه اسم "الأستاذة نيكسون" احبس أنفاسك (حتى لا تستنشق المخدر الذي بالجو) واركض كما لو أن كلاب الجحيم خلفك، لأنها كذلك بالفعل!

الجميع في الفصل بالفعل، أنت آخر الواصلين للمحاضرة. ورغم اختلاف الديكور عن بقية المكان، فالهالة تزال نفسها.

"لا تستغرب، ميغل من قامت بتصميم المكان. اجلس فقط"
تُشير نيكسون لأحد المقاعد ثم تسند خصرها على المكتب الذي يعتليه ذئب رماديّ ضخم.

الصف الثالث الطاولة الثانية، تأخذ مكانك ليقشعر جسدك بسبب درجة الحرارة المنخفضة جدا. لقد جلستَ على روح المرأة السوداء¹، قم بسرعة قبل أن تنتقم منك!

"حسنا، سنُعيد المقدمة من أجل ضيفنا الواتباديّ. ليس حبا فيه، بل فقط حتى لا يطرح أسئلة غبية لاحقا..."
تبدأ نيكسون الدرس منزعجة.

" اليوم سنتعرف على فئة مهمشة أخرى، هل حزرتم ما هي من خلال الحيز الذي نتواجد فيه الآن؟"

"خوارق؟"
تقترح فلورا.

"سهم يخترق قلبك ويريحني منك... لا، بل رعب!"
تنفعل الأستاذة ثم تُجبر نفسها على التصرف بلطافة لأن معهم شخص غريب هو أنت.

"لهذا نحن في مصحة مجانين مهجورة؟"
جاء السؤال من إيبونين.

"لا، هذا جناح السيد ريدل وتجاربه العلمية الفاشلة"
ترد بياتريس ثم ترفع نظاراتها.

"المهم، الرعب كفئة أدبية يشمل تلك الروايات التي تجعلك تجلس على حافة مقعدك، تقضم أظافرك في توتر وتقلّب الأوراق بيد متعرّقة ثم بعد أن تقرأ -النهاية- ستزفر نفسا كمن خرج أخيرا من جحر مظلم وسيُلازمك الخوف لبعض الوقت أو حتى تشاهد كرتونا مضحكا يُنسيك المشاهد والمشاعر التي جمدت الدم في عروقك"
شرحت نيكسون فانقطع الضوء فجأة لتُشع أعين الحاضرين بألوان مختلفة ويتوهج أحدهم كسحابة تحمل شحنات برق.

"فرانكي²، أعِد إلينا الكهرباء من فضلك"
انصاع المسخ الأخضر لأمر الأستاذة فعاد الضوء لينير الفصل.

"كما كنت أقول، حتى نعتبر رواية ما أنها من أدب الرعب يجب أن تبث في نفسك الرعب بكل بساطة. ستخشى الذهاب للحمام في الليل لأنك ستتخيل أن هناك وحشا في الظلال سينقض عليك في أية لحظة وستنتابك الريبة من كل تصرف غريب تراه في الشارع، فقد يكون مقترفه قاتلا مجنونا أو خادما للشيطان..."
قاطعها صوت سميراميس بافتراض جديد.

مهمشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن