صلاة وحب: الأدب الديني.

1.7K 158 353
                                    

في بقعتهم المعتمة الكئيبة تلك، ظل المهمشون الثمانية واقفين في صمت، بعيدًا عن صخب الاحتفالات الحافل بالضحك والبهجة، لا يسعهم فعل شيء سوى مراقبة ما يحدث أمامهم، متحسرين على الحكايا والمغامرات التي يحملونها في جعبتهم المنسية، مفكرين؛ حكاياهم لا تقل تشويقًا أو روعة من حكايا مشاهير الواتباد المتبخترين على المنصة، المتبجحين بمكانتهم، فلماذا هذا الظلم؟

فجأة، صوت فحيح بلغ آذانهم، معلنا عن دخول أباطرة النقد إلى الساحة، تتقدمهم أفاعي سيليذرين والأفعى ناجيني تزحف بجانب سيدها ريدل بفأسه وسيفه، مفسحة له ولرفاقه الطريق نحو المنصة. مفرقةً التجمع، ومبدلةً الضحك بغصات وشهقات رعب.

تقدمت هيرا بردائها الملكي، لتعتلي الخشبة: «أيها الحضور، اليوم قررت أنكم ستتعرفون على ضيوف مهمين، رغمًا عنكم، انتهى الكلام.»

تعالت أصوات استهجان في المكان، وهنا تكلم ريدل بهدوء مهدد: «ناجيني جائعة، وتنتظر إشارتي لتجعلكم طعامها.»

ساد الصمت الحذر على المكان، خوفًا من أفعى وسيدها يتصيدان الفرصة لأخذ ضحية.

وهنا تتقدم أول ضيف، رجل متألقٌ الوجود بأنوار مريحة طيبة، رسمت البسمات على الثغور.

ثم إن توباياس توجه للحضور قائلا: قبل أن يبدأ الضيف كلامه ،أريد أن أسأل الجمهور، لماذا في رأيكم هناك نقص في إنتاجية أو الإقبال على الأدب الديني في الساحة الأدبية، وخصوصًا في العالم البرتقالي؟

رفع أحد من الجمع الغفير يده ليجيب: «ربما هناك من يعتقد أن الأدب الديني تضييق للأفق، ومغاير للواقع، فمن ذا الذي يكون قلبه صافيًا تمامًا، ولا يخطئ أبدًا لأنه يتبع الدين؟ علينا الاعتراف، لا وجود لهذا في الواقع، كل إنسان به جانب شرير، ويخطَأ، ويغضب.»

وهنا أجابت هيرا: «ومن قال لك أن الروايات الدينية أبطالها ملائكة بشريون؟ بل هم أناس عاديون، يعانون من صراعات مختلفة، وبهم جانبهم الطيب والشرير، يخطئون ثم يستغفرون، منهم الصالحون ومنهم الطالحون.

ثم هل يمكنك إخباري بشيء، هل تعتقد أن حذف الدين وإقصاءه من الأدب محاكاة أفضل للواقع؟ هل هناك أحد يعيش بدون تعلق خفي بقوة سامية تبث الطمأنينة في قلبه في وقت الأزمات والخوف.
لا يمكن لأحد إنكار أن الدين والحياة مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، وفصله عنها ضرب عنيف للواقعية»

اعتلى صوت آخر من الجمهور يقول: «هناك من يقول أنه لا يجوز أصلًا تقسيم الأدب إلى تصنيفات، لأن ذلك تفرقة في الأدب وبالتالي الأدب الديني غير موجود أصلًا.»

وفور سماع هذا الكلام، تدخلت ساكورا لتجيب: «ولماذا نرى عشرات التصنيفات موجودة إذًا؟ لماذا اقتصر المنع على الأدب الديني؟
القصص الدينية وجدت منذ القدم، وأعظمها تلك التي وردت في الكتب السماوية لتعلم وتوصل أفكارًا أو عبرًا معينة للناس»

مهمشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن