seesaw

w

" انا آسف .. يونغي " ما ان نطق بها حتى انفجر باكيا ليحتضنه مهدئاً ... " لمَ تعتذر تايهيونغ ، انا من عليه ذلك لا انت يا فتى "

" انا آسف يونغي آسف " هو فقط استمر بالبكاء بحضن الاكبر المستغرب .. الى ان وضح جين قائلا " يعتقد انه السبب في رحيلك يونغي ، لقد كان اكثر من تأذى من بيننا "

اردف نامجون مكملا " لطالما كان وقحا بكلامه معك  ، لكنه يحبك ، انظر كيف هو يتعلق بك ... ذلك الطفل الاخرق " قهقه بخفة اخر كلامه

" .. انا فقط لم احبب رفضك لي دوما ، ظننت انك تكرهني لذا انا  تصرفت معك بفظاظة " من بين شهقاته قد برر مفسرا كلام نامجون ليشد من عناق يونغي اكثر فيما استمر الاكبر بالتربيت على ظهره مواسيا اياه

.
.

لم يتحدث السبعة كثيرا بتلك الليلة ، و قد فضلوا ان لا يفعلوا ، ما يهم انهم الآن معا رفقة بعضهم البعض ... كان هذا بالنسبة اليهم كافيا ، دون تبريرات احدهم و تأسف البقية

بتلك الليلة قد غفى الجميع بمنزل يونغي .. متزاحمين بأرضية الغرفة الضيقة ، و لكم كان ضيقهم محببا ، و اختناقهم ببعضهم مريحا لبقيتهم .. كما عهدوا بعضهم البعض ، كأيامهم الخوالي تماما حين اعتادوا النوم بفوضوية معا

.
.

مساءا و في حين كانو يقومون بلملمة خيامهم التي نصبوها بكل عناد يوم امس كان قد مر الكثير من القرويين .. كل منهم كان يحيي يونغي و اصدقاءه بشغف و رحابة ، مما دفع البقية للاستغراب

سأل جين بريبة " يونغي ، ما خطب كل هذا الاهتمام الذي تحظى به هنا ؟!"

" انها قصة طويلة ، دعونا منها " اجابه يحك عنقه بحرج ، لكن صوتها الانثوي القادم من الخلف قد اجابه " لا ، دعنا نخبرهم يونغي "

و رغم محاولاته لاسكاتها الا انها اصرت بإزعاج على اخبارهم و قد كان لها ذلك ..

" لقد كان ذلك حين اتى يونغي للمرة الاولى هنا للقرية " ابتسمت بشغف لتواصل " مجيئه كان من حسن حظنا طبعا ، ... قبل سنتين قامت الدولة بتمويل احدى الشركات الخاصة من اجل اعادة بناء المستودعات ، المخازن  و ترميم بعض البيوت التي كانت تتهالك فوق رؤوس مالكيها .. من بينها كان منزلنا الحالي ، المسؤولون عن ذلك المشروع قامو بتلفيق الوثائق ، استعملو السلع الرخيصة و الغير مناسبة في البناء بالاضافة الى عدم قيامهم بالامور بشكل صحيح .. عموما كان هناك خلل واضح في طريقة عملهم ... كل ذلك لنهب الميزانية ، يونغي قد لاحظ ذلك و قام بإبلاغ اهل القرية ... في البداية لم يهتم احد برأيه لكنه قام بالإبلاغ شخصيا عن الاضرار الحاصلة ، يمكن اعتباره كمنقذٍ للعديد من الارواح هنا ، لولا تدخله لتهالكت العديد من المباني و لكم من روح ازهقت في سبيل جشع و طمع اولئك المجرمين " صمتت قليلا تتأمل ملامحهم المصدومة لتقهقه بخفة ثم تضيف بفخر "  حسنا .. يونغي حاليا يعتبر البطل المنقذ لهذه القرية ، انه لطيف و متواضع لذا فالجميع بدون استثناء يحترمونه و يحبونه "

و فيما راح الجميع يمدحه ، قال هو بصوت متحشرج اِثر خجله بينما يرمقها بنظرات لوم  " هي قطعا قد حذفت الكثير من المقاطع ... مثلا عندما اردتُ مساعدة السيد لي بحلب ابقاره ، ابقيتُ خزان الحليب مفتوحا كالاخرق ، لذا فالحليب قد فسد و انهالت عليه الكثير من الخسائر يومها "

" لكنك عوضته بربح ضعفين عندما ساعدته على بيع مخزون اسبوعين من التفاح بيوم واحد "

" ماذا عن عندما قمت بقطف الخوخ الغير ناضج و افسدت الحصاد "

رفعت حاجبها بثقة لترد عليه " تعلم ان ذلك لم يشكل مشكلة ابدا يونغي ! .. لقد قمت بفرز المحصول ، بالاضافة الى ان الخوخ ينضج بعد قطفه ايضا "

" ماذا عن .. "

قاطعه جونغكوك بحماس " عندما حطمت لعبتنا مثلا ؟!"  ، لكنه سرعان ما صمت حين رمقه الجميع بحدة .. " حسنا اعني انني كنت سأقول انه قد اشترى لنا واحدة افضل منها فيما بعد ... كتكملة لل .. موقف مثلا ؟! حسنا انا آسف" زاماً شفتيه بتأنيب ضمير قد قال مبررا بنبرة سخيفة 

" هذا صحيح .. و عندما تسببت بمرض هوسوك ، حادثة جيمين و تاي ، احتراق المرآب ... "

" لكنك اصلحت كل شيئ بعدها يونغي ... لمَ لا تزال تشعر بالذنب لما حصل ؟!" قاطعه جيمين .. ثم اضاف " كما ان سقوطي عن السلالم و مرض هوسوك لم يكن اي منهما خطأك ...

" لكن .. المرآب ....... "

" لقد اصلحته ايضا ! .. لكن ، ذلك ليس ما يجب ان تشعر بالذنب حياله يونغي... الا ينبغي عليك حقا تبرير مغادرتك لنا ؟! ، انا قطعا سأبقى اتساءل ، الم يكن هناك خيار حقا غير مغادرتك ايانا ، الم يكن هناك حل وسطٌ مثلا .. كإخبارنا ما كنت تشعر به حينها ؟! ... انا قد فكرت بكل الاحتمالات يونغي ، لدرجة انني ظننت انك مللتنا و قررت المغادرة كرها لنا !! " وبخه نامجون لائما له بحدة ، و لولا وخزات هوسوك بجانبه له .. لما تردد بمواصلة افراغ ما يجول بخاطره هناك

صمت اطبق المجموعة لبعض الحين ، الى ان قطع توترهم صوت جيمين الهادئ المرتعش " في الواقع انا ايضا ... انا ايضا قد فكرت كثيرا يونغي ، بالسبب الذي قد يجعلك تغادر ... اعتقد انه خطؤنا نحن بالنهاية ، لا احد اخبرك ان كل تلك الاشياء لم تكن خطأك انت ، لا احد حاول تخفيف الشعور بالذنب الذي كان يجتاحك وقتها... اعتقد انني كنت اتفهمك حينها .. و كيف كنت تشعر ، بالنسبة لي كون الشعور بتأنيب الضمير هو اسوء ما قد يسبب لي الضيق ، لكن تفهمي وحده لم يخرجك مما كنت تشعر به .. كان علي محاولة الحديث اليك ... انا اعتذر يونغي ، اعتذر "

ليتنهد بعدها جين مضيفا " جميعنا نعتذر يونغي ، و اعتقد ان جميعنا قد كان يعلم ... ليس جيمين فحسب "

مرر ناظريه للخمسة رفاق بجانبه قبل ان يكمل " انك كنت تحمل شعور الذنب خاصتك كلما فعلت امرا ما ..لكن و لا احدا منا قد حاول كبحك او مواساتك ... كنا نستطيع حتى اخبارك بأنك لست مخطأً ، بأنك لست و لم و لن تكون سببا لحزن اي احد منا يوما ما ، انت مصدر سعادة يونغي ، مصدر بهجة "

ما ان انهى جين كلماته بتأثر البقيةحتى انفجر يونغي باكيا ... و كل ما قد سُمع منه حينها هو "  .. آسف ... انا حقا احبكم يا رفاق .. فالتبقوا بجانبي للأبد "
.
.

end seesaw ~