من بلاد فارس ، يجيء البطل هذه المرة ..
ومن بلاد فارس عانق الإسلام مسلمون كثيرون فيما بعد فجعل منهم افذاذا لا يُلحقون في الإيمان ، وفي العلم ، في الدين ، وفي الدنيا .
وإنها لإحدى روائع الإسلام وعظمائه ، ألا يدخل بلدا من بلاد الله إلا ويثير في إعجاز باهر كل نبوغها ، ويحرك كل طاقاتها ، ويخرج خبء العبقرية المستكنة في أهلها وذويها ، فإذا الفلاسفة المسلمون ... والأطباء المسلمون .... والفقهاء المسلمون .... والفلكيون المسلمون .... والمخترعون المسلمون .... وعلماء الرياضة المسلمون ....
وإذا بهم يبزغون من كل أفق ، ويطلعون من كل بلد ، حتى تزدحم عصور الإسلام الأولى بعبقريات مزهلة في كل مجالات العقل ، ولإرادة ، والضمير ... وطنهم شتى ، ودينهم واحد ..!ولقد تبأ الرسول عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه .. لا بل وُعد به وعد صدق من ربه الكبير العليم . ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ، ورأى رأي العين راية الإسلام تخفق فوق مدائن الأرض وقصور أربابها ..
وكان سلمان الفارسي شاهدا .. وكان له بما حدث علاقة وُثقى ....