سلمان الفارسي / الجزء الثاني

329 15 0
                                    

كان ذلك يوم الخندق في السنة الخامسة للهجرة . إذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة ، مؤلبين المشركين وحازبين الأحزاب على الرسول والمسلمين متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد .
ووُضعت خطة الحر الغادرة على ان يهاجم جيش قريش وغطفان المدينة من خارجها بينما يهاجم بنو قريظة من الداخل ، من وراء صفوف المسلمين الذين سيقعون آنئذ بين شِقي رحَى تطحنهم وتجعلهم ذكرى ..
وفوجيء الرسول والمسلمون يوما بجيش لَجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم ..
وسقط في أيدي المسلمين وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة .

وصور القرآن الموقف فقال الله تعالى :
"إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنزن بالله الظنونا "

أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه وأصحابه ..
وعذا الجيش لا يمثل قريش وحدها ، بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الإسلام خطرا عليها .

إنها محاولة أخيرة وحاسمة يقوم بها جميع أعداء الرسول ؛ أفرادا وجماعات وقبائل ومصالح ..
ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ..

رجال حول الرسولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن