(عرض صداقة)
تفاجأ مجد من نبرتها المهددة له وثقتها الواضحة فيما تقوله. عندها تأكد من أنها مستعدة لفعل أي شيء للوصول لسلمى حتى لو كان ذلك على حساب حريتها هي. بل هي مستعدة للتضحية حتى بكل العصابة لأجل ذلك فقط.
سألها بهدوء:
"لو أنها عادت إليكم، هل تستطيعين الصفح؟ وسماح كل من تسبب لكم بكل هذا؟"
لم يكن سؤاله ذاك متوقعا، لو تم طرح ذلك السؤال عليها قبل لقاءها بهمها لتوعدتهما بالعذاب إلى يوم الدين، لكنها الآن لا ترى نفسها أهلا للصفح. هي لا ترى نفسها مختلفة عنهما بشيء فهي في النهاية مذنبة.
"المظلوم فقط من يستطيع الصفح عن الظالم، وأنا أعتبر ظالمة أيضا. ظالمة عندما تهورت وقتلت شخصا، ظالمة عندما كنت السبب في أن أختى نفيت بعيدا تكفيرا لذنبي، أليس هذا صحيحا؟"
نفى مجد بدون تردد:
"ليس صحيح!"
لم تبدي أي اهتمام لقوله، ثم أضاف موضحا لها:
"قد لا تصدقين ما سأقوله لك الآن، لأنه وفي واقع الأمر، أن ما تعتقدينه بخصوص مقتل والدي على يديك تلك الليلة لا يمت بالحقيقة بأي صلة. أنت لم تقلتي والدي! "
اندهشت مما سمعته و لم تستطع تصديقه للوهلة الأولى، إنها قاتلة! وهي تتذكر كل ما حدث تلك الليلة بجميع مشاهده التي كانت مخفية عن ذاكرتها ومقطوعة من كابوسها حتى.
فهل مجد يحاول محو ذنبها بكذبته تلك فقط حتى لا تنفذ تهديده بتسليم نفسها؟
أردف مجد ملاحظا تخبط مشاعرها بين جزء يرغب في التصديق وجزء يأبى ذلك:
" ما حدث تلك الليلة هو أن الرصاصة التي أطلقتها قد أصابت كتف والدي بجرح سطحي تعافى منه بعد أيام، و ليس لك أي دخل في موته! لست الطرف السيء في هذه القصة ولا ظالمة، أنت كالبقية، ضحية! "
سألته تبحث عن مزيد من الإثباتات تثبت صدقه علها تستطيع تصديق ذلك:
"لكن كيف؟ لقد رأيت الدم وكل ذلك حدث أمام عيني، لنفترض أنه نجى كما تقول أنت، فلماذا واجهني حسام في ليلة الإقتحام بفعلي يا مجد، كيف تفسر لي كلامه إذا؟ وهل تحاول خداعي فقط حتى لا أنبش في ملفات الماضي"
كما توقع مجد فهي لن تصدقه بسهولة، اعتدل في جلسته يواجهها بثبات:
"أقسم لك بأنني لا أقول غير الحقيقة، لا مصلحة لي في إثبات العكس ضدك بل لو أنني أردت استغلال سوء فهمك لفعلت، أما بشأن كلام حسام فلم يكن يقصد به سوى العبث بأعصابك أكثر لا غير. تعلمين كيف هو، لم يكن ليفلت أي فرصة للعبث بك بعد كشف قناعك"
أنت تقرأ
وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية)
غموض / إثارةسعيها لبلوغ غايتها الوحيدة يقودها لطريق مليء بالمتاعب، كما سيتحتم عليها ارتداء عدة أقنعة للصمود، غير مدركة أنه و مع كل قناع ترتديه وقناع تنزعه قد أضاعت نفسها. رواية قصيرة