حفلة

50 8 0
                                    

إسبوع آخر مضى و لم يلتقيها حاول عدة مرات و كل مرة يفشل

تعرف خلال هذين الاسبوعين على محمود يملك هو و اسرته فنادق و مطاعم و مستشفيات و اهم ما في عملهم شركاتهم المختصة بالبناء و هندسة الديكور اي مثلهم تماما
أصبح محمود أحد أصدقائه و تفاجئ بالتواضع الكبير و الأخلاق العالية اللتي لديه و تميزه عن شباب جيله فهو على الرغم من ثرائه و جماله الا انه ملتزم بتعاليم الدين و الصلاة و قد رآه اكثر من حين لا يكون لديه عمل يسبح و يستغفر كما أنه لا يلتفت لأنثى ابدا أعجبته أخلاقه كثيرا ما دعاه لأن يبدأ بالصلاة و يفعل مثله

اليوم ستخرج إيلا من المشفى دعاه محمود هو و عائلته إلى الحفلة هو متأكد أنه سيراها لا زالت تأتيه بأحلامه كل ليلة تضحك فتظهر له غمازاتها و تنظر له بعيونها الزمردية....
يقف أسفل الدرج ينتظر والديه
نزلت أمه لينظر لها و يبتسم بفخر لطالما كانت أمه شديدة الجمال و الآن ذلك الفستان الأسود الناعم اللذي يعانق جسدها و يكشف عن نحرها و ذراعيها....
نزل والده بوسامته و هيبته المعتادة ليقبل رأس والدته ليقول : اووه لا احتمل كل هذه الرومانسية راعو وجود أعزب هنا
ليلى : حسنا إذا دعنا نزوجك لكي لا يقتلك الجفاف
ليبتسم بهدوء و يقول لعله قريب
ابتسم والديه بخبث لكلماته ليقول و هو غير مرتاح لنظراتهما : هيا قبل أن نتأخر
لم تتزحزح الابتسامة الخبيثة عن شفاه والديه ركبو بالمقعد الخلفي و هو ركب مكان السائق و توجه بهم إلى مكان الحفلة............................................
في مكان آخر حيث عروبة خطيبة محمود تجلس على السرير تنتظر وصول محمود ليأخذها هي و عائلتها إلى مكان الحفل تنظر لها أختها سيلين المتزوجة و هي تقول : متى سيصل خطيبك؟؟؟
لترسم ابتسامة مزيفة و هي تقول : قليلا بعد
نظرت اليها أختها بهدوء و هي تقول : حسنا سأتصل لأكلم زوجي
لتبتلع غصتها و هي تقول : حسنا
رحلت أختها و تركتها تفكر بحالها شقيقتها حصلت على من تعشق و هو أيضا يعشقها بينما هي.... هي تعشق محمود من لا يمكنها أن تتجاهل تلك الرجولية المفرطة بطول 190 سم و تلك العيون السوداء المظلمة بشرته السمراء ذلك السمار المحبب و أنفه المستقيم و شفاهه الرجولية القاسية و لحيته السوداء الخفيفة و جسده العضلي لكن هي لم تعشقه لشكله بل لأخلاقه بينما هو تزوجها لأنه لم يرد أن يفرق عمل العائلة و لأنه يرى بها تصلح لأن تكون زوجة لكنه لم يهتم بها يوما لم يحبها فقط يأمرها بأن ترتدي ملابس ساترة و تتصرف باحترام و لا تحادث الشباب بسبب أنه لا يريد تشوه سمعته عند هذه الفكرة خنقتها الغصة لتدخل أختها و تقول : محمود يقف خارجا هيا
نظرت لنفسها بالمرآة قبل أن تخرج ترتدي فستان بأكمام واسع بلون نبيذي مع حجاب أسود ملابس أضافت لجمالها جمال ابتسمت لنفسها بهدوء و خرجت
كان يقف عند السيارة و ككل مرة خطف أنفاسها يرتدي قميص أبيض يظهر عضلاته و بنطال جينز مع حذاء أبيض رياضي يتحدث مع والدها نظر إليها نظرة واحدة قيم بها ملابسها و يبدو أنه ارضاه ما ترتديه نظرت اليه بحزن و انكسار ليلتفت سريعا نظر والدها إليها ليقول : عزيزتي سنذهب انا و والدتك و اختك بسيارة و انتي و محمود بسيارة
أومئت بطاعة دون اي كلمة و ركبت بجانبه بينما ركب والديها بالسيارة الأخرى و انطلقت السيارتان
أسندت رأسها على الزجاج بتعب رافضة أن تلتقي عيناها بعيناه حتى يصلو إلى مكان الحفل
.........................................
عند تالا
تجلس بالغرفة بفستانها ذا اللون البيج مع حذائها ذو الكعب من اللون الأخر الفيروزي و حجابها اللذي كان أيضا بنفس اللون ليبرز جمال عينيها الخضراء اللذي ابرزته بالكحل و لم تضع سوى مرطب الشفاه دخل والدها ليبتسم لضحكاتهما و هو يقول : اووه ماذا يفوتني هنا
لتقف تالا و تقبل وجنة والدها لتقول : لا شيء يا ابا محمود نفكر بالاطعمة اللتي ستكون بالحفل
لتدخل والدتها و هي تضحك و تتجه نحوها لتقبلها ثم تقبل إيلا و هي تقول : أيتها الشرهات لن تكبرن أبدا
لتمثل كل من إيلا و تالا العبوس ليضحك والديهم و يقول والدهم : كن شرهات كما تردن لا يمكنني مقاومة نظرة الجرو اللطيفة تلك
لتشهق تالا و تقول : جرووو اهذه نهاية الحب و الغرام بيننا يا ابا محمود جرووو
لينفجر والدها ضاحكا و هو يذهب لمعانقتها و يتجه ليمازح إيلا و يدغدغها تحت أنظار زوجته اللتي تدعو بدوام سعادة عائلتها
....................................
توافد المدعوون و كانو من العائلة و الأصدقاء فنزلو للترحيب بهم و يستقبلو التهاني بسلامة إيلا الصغيرة ليدلف من باب الحديقة ليراها تبتسم لتسقط قلبه للمرة المليون و هي تنتقل بين الحضور بطلتها البهية كالفراشة و عيناه تلاحقانها دون إرادته ابتسم للسعادة المشرقة في عينيها
اتجه برفقة والديه ليسلمو على والديها و يقفو معهم اقتربت منهم و ماتت ابتسامتها فاستبدلتها بأخرى مزيفة لتطعن قلبه بفعلتها تلك سلمت على والديه نظر له والده ليغمزه بدأ والده بالكلام معها و التعرف عليها : اوه لدينا قمران لهذه الليلة
انزلت رأسها و ابتسمت بخجل نظر يوسف لوالده بغضب و هو يشد على قبضته
تجاهله والده و سأل : ما اسمك يا جميلة
لتجيب بخفوت : تالا
رد والده : اوووه اسم جميل كصاحبته
مسح وجهه بغضب من أفعال والده بينما هي ابتسمت لوالده بخجل وقد ارتاحت له قال والده : إذا يا تالا كم عمرك ؟؟
تالا : انا في الثامنة عشر
حسنا لقد صدم اذا هي لا تزال صغيرة !!
عاد والدها يسأل : العمر كله إذا هل تدرسين بالجامعة ؟
لتجيبه بابتسامة : نعم ادرس طب الأطفال
ليصعق لم يعلم ذلك من قبل
ابتسم والده و هو يقول : ستكونين طبيبة رائعة لكن لم طب الأطفال بالذات؟؟
لتجيب بعفوية : لإني أعشق الأطفال و كل ما يتعلق بهم
أتى أحد الضيوف فاعتذرت منهم و ذهبت لترحب بهم
همس له والده : جميلة ، ذكية ، مهذبة ، و طيبة هل تعتقد انك تستحقها؟؟

ليجيب بثقة : سأحرص على أن لا يستحقها غيري
والده : كيف ذلك؟؟
يوسف بنظرات سوداء : سأقتل كل من يفكر بالاقتراب منها و أن أحبت أحدهم ساقتله لتتعلم امه لا يمكنها حب غيري
ابتسم والده للتملك بصوته ابنه ليس واقعا بالحب بل عاشق
دخل محمود بصحبة عروبة و عائلتها ليتجه محمود للترحيب به و تالا تتجه ناحيتهم أيضا سلمت على عروبة و سألتها : أين وليد لا أراه معكم؟
عروبة : سيأتي الآن برفقة إيثان
تالا : اشتقت إليه كثيرا
عروبة : لا تقلقي لم تخطفه منك فتاة هناك
لتضحك تالا و هي تقول : لا بأس أعلم أنه مخلص لي و لن يحب فتاة مثلي
تقولها بابتسامة غرور مزيفة مع ضحكة سعيدة

و هو يقف مع محمود على بعد خطوات كلماتها تتردد برأسه مثل الصدى لم يحسب حساب أنها مرتبطة ماذا يفعل الآن؟ يشعر أنه متحطم تماما استأذن من محمود و ذهب ليغسل وجهه تبعته نظراتها اللتي شعرت بشيء
خاطئ يحصل معه ..............................................

في جوف قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن