التقينا من جديد

58 9 2
                                    

أسبوع و هو يذهب كل يوم إلى المشفى ليزور تلك الصغيرة لم يقابلها ولو بالصدفة .....لم تخرج من رأسه من اليوم اللذي رآها به يحلم بها كل ليلة و بعينيها الزمردية ......
دخل لغرفة تلك الصغيرة و هو يبتسم كعادته يحمل باقة من الأزهار اللتي يخفي بداخلها الشكولاتة لتلك الصغيرة كما يفعل كل يوم يعلم كم تحب أن يفعل لها ذلك رفعت رأسها و ضحكت له لتنادي باسمه بفرح : يوسف لقد أتيت
ليبتسم بسعادة لفرحتها : نعم يا صغيرة
ليعطيها الباقة و كما اعتادت بدأت تخرج منها حبات الشكولاتة اللتي لا تسمح لها قوانين المشفى بتناولها
اعتاد أن يأتي لها كل يوم و يتحدث و يلعب معها علم منها إسم زمردته
تالا
اسم مميز يليق بزمردته يعني النخلة الصغيرة
ابتسم مجددا لتذكره زمردته
بدأ بالحديث و الضحك مع تلك الصغيرة إلى أن أتاه إتصال فخرج ليجيب المتصل و لم يكن سوى عمر اللذي كان يخبره عن بعض أمور العمل
عاد إلى غرفة تلك الصغيرة فتح الباب ليصدم بزمردته واقفة بجانبها و هي تضحك معها بقوة على ما يبدو أنها نكتة .......
لأول مرة يرى ضحكتها لديها غمازتين عميقتين بوجنتيها ........
سحر تماما بضحكتها و لمعة عينيها كل تفصيلة بها تسلب لبه .......
حمحم لتنتبه له و تصدم كانت تتجنب لقائه طيلة هذا الاسبوع ماتت الضحكة على شفتيها عند التقاء عينيها بعينيه ....
غضب من نفسه كونه السبب باختفاء ضحكتها
لتقاطع ذلك الصمت صوت الصغيرة يوسف تعال و اجلس معنا
........
فكرت هي يوسف يليق به الاسم سمعت مرة أن كل من يحمل اسم النبي يوسف عليه السلام له نصيب من جماله و الآن هي تدعم هذه المقولة بقوة نظرت له رأته اقترب و جلس معهما ليسأل إيلا بابتسامة : صوت ضحككما كان عاليا ما السبب يا ترى ؟
لتضحك إيلا و تقول : كنا نخطط أنه عند خروجي من المشفى سنذهب لسرقة اللوز من جارنا السمين أبا عماد
نظر بصدمة ل تالا اللتي أخفضت رأسها ب إحراج ليقول : إذا تسرقان اللوز ها
لتقول إيلا ببساطة : تالا تقول أن لا طعم ل اللوز إن لم تكن سرقته و هربت و تعبت لتحصل عليه
توسعت عيناه أكثر لينظر لها كان على وشك الحديث عندما قاطعته و هي تقول : انا سأذهب تأخرت
لتركض خارج الغرفة و هي تتوعد إيلا بسرها
نظر هو في إثرها و هو يقول في سره أنها لا تصلح لتربية أي طفل لا يزال مصدوما أنها بهذا العمر و تفعل ذلك
نظر إلى إيلا و هو يقول : صغيرتي السرقة أمر سيء
لتجيبه : بالطبع محمود يذهب دوما ليعتذر من العم أبا عماد عندما نسرق لوزه
ليقول : ولكن لا يجوز أن تفعلي ذلك و لا تستمعي لشقيقتك بهذا الأمر
لتقول : نحن نفعل ذلك للمرح كما أن العم أبا عماد يعلم ذلك و هو يخبرنا دائما أنه يحب أن نفعل ذلك فنحن ندخل المرح إلى يومه
حدق بها و قال بتشكك : حقا؟؟؟
لتجيبه : نعم فبعد أن تركه ابنه الكبير ليعمل خارجا و نحن نسرق لوزه لنجعله يركض ورائنا و يستمتع بدلا من الحزن وحده هكذا تقول تالا
ليفكر بنفسه أن لهذه الفتاة منطق غريب كان الله بعون أهلها عليها
غير دفة الحديث و بعد قليل من الكلام و اللعب خرج ليذهب إلى الشركة و أثناء خروجه وجدها واقفة تنظر من إحدى النوافذ و هي تفكر بشيء ما خطر بباله أن يشاكسها قليلا حدثها : اممم إذا سارقة اللوز الصغيرة
لتلتفت له بعيونها الزمردية بنظرة جديدة عليه ليست غاضبة ولا هادئة بل خجلة
قالت بنبرة خجلة يغلفها الغضب : لا دخل لك يا نخلة
ابتسم بقوة ليقول : إذا لقد عثرت على صفة مشتركة بيننا
نظرت له بتساؤل ليقول : ألا تعلمين أن معنى اسمك هو النخلة الصغيرة يا صغيرة
نظرت له بغضب و قالت : كلامك فارغ لا معنى له و غيرت رأيي لست نخلة بل بل بل....
نظر لها بتسلية : بل ماذا ألا تجدين لي وصفا أيتها السارقة الصغيرة
نظرت له بغيظ و قالت بغضب مكتوم لم يخفى عليه : أنت حقا لا تطلق
لتتركه و تبتعد عنه بخطوات غاضبة تتبعها نظراته المستمتعة
كل هذا تحت أعين ليلى المصدومة....................
عادت تالا الى بيتها في المساء كلمت صديقتها و ابنة عمها عروبة و خطيبة شقيقها محمود
تحدثتا كثيرا بكل المواضيع المتاحة فتالا تدرس طب الأطفال و عروبة تدرس معها
تالا : متى ستنتهي هذه الاختبارات لقد مللت أريد أن تبدأ العطلة بسرعة
عروبة : لا تقلقي لم يتبقى سوا اختبارين و هما الاسبوع القادم
تالا : اوه نعم سيكون اخر اختبار يوم خروج إيلا من المشفى
عروبة : نعم صحيح و أخبرني محمود أنكم ستقيمون لها حفلا
تالا : حفل؟؟ حقا؟؟ لم يخبرني
عروبة : لا تهتمي المهم سنستمتع حقا لأننا سنكون أنهينا الاختبارات
تالا بحالمية : و سأناااااام جيداااا بعدها
ضحكت عروبة : حسنا سأتركك لتنامي يا خم النوم
تالا : تفعلين خيرا
أقفلت معها ثم غيرت ملابسها إلى بيجامة مريحة و نامت
............................
عند بطلنا يفكر بها ككل ليلة كم كانت لطيفة اليوم بخجلها و غضبها يرغب بمعرفة كل شيء عنها ما تحب و ما تكره ماذا تدرس عمرها لأول مرة ينتابه هذا الفضول تجاه أحد
تأمل تلك الرسمة لعينيها مجددا ثم تنهد بعمق و احتضنها ليغلق عيناه و يذهب لعالم الأحلام ليراها هناك مجددا

.............................
عند ليلى
صدقني هو معجب بها أنا متأكدة

أمجد والد يوسف : لما انتي متأكدة؟
ليلى : أنه ابني و افهمه جيدا انا متأكدة أنه معجب بها
أمجد : انتي قلتها اعجاب و ليس حبا قد يزول
ليلى : لا لم أصدق حتى أعجب ابني العنيد بفتاة أخيرا
أمجد : إذا ماذا ستفعلين؟؟
ليلى بابتسامة خبيثة : إنتظر لتعلم
...............................................................

في جوف قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن