لم تمنع الستارة الخفيفة المرفرفة فراشةً بيضاء ربيعية من الدخول عبر النافذة المفتوحة إلى الغرفة التي تعتّـقت جدرانها بألحان الجيتار..
هبطت الصغيرة البيضاء على دفتر مفتوح واستقرت هناك فوق بعض الكلمات البسيطة المدونة بشكل أغنية..
ضربة .. ضربتان .. ثلاث على اﻷوتار و بدأ لحن جديد مُقبِل على الحياة بإشراق وبهجة وبعض السذاجة.
في داخل الغرفة الصغيرة قليلاً كان كل شيء يهتف بالحماس واﻷمل .. ملصقات على الجدران، مسجلة، قبعات متنوعة مرصوفة على الرف وكأنها جزء من أثاث الغرفة، وطاولة حملت أغلب خردة الغرفة من أقلام ملونة، دفاتر، وأوراق مفرودة بحرية، كتب مرصوفة، وسمّاعات أذن.
قريباً من الطاولة قبع سرير مرتّب نوعاً ما وعليه جلس العازف الفتيّ ثانياً إحدى ساقيه تحته تاركاً الساق اﻷخرى متدليّة من على السرير والجيتار في حجره.
يغوص في جولةٍ فاتنة من النغم مع جيتاره المحببّ ، تخوض أصابعه بالرقص مع اﻷوتار بمهارة المبتدئين لكن بشغف مشتعل.
لحن حماسيّ، يهدأ تارةً ويعلو تارة، إنه يلعب على الوتر!
في عالمٍ خاص مع الموسيقا يجد نفسه ، في كل مرة تلمس أطراف أصابعه الخيوط المشدودة.
لطالما توصّل إلى اعتقادٍ وهو أن هذه النغمات تلفّ عندما يعزف جزء منه، جزء من روحه ﻻ يستطيع التخلي عنه.
لم يعتقد يوماً أنه يستطيع العيش بدون الموسيقا ولم يحب التفكير بذلك كثيراً ، فوحده التفكير آلم قلبه، بل وجد الموسيقا جزءً من شخصيته .
وكما رأى هو هذا، أصدقاؤه و زملاؤه في المدرسة أيضاً لم يكونوا يستطيعون فصل الجيتار عن شخصه حتى أنه لو تخلى عن جيتاره يوماً ﻻعتقدوا أنه إما جُنّ إو إما ليس هو.
في بعض الليالي وهو على فراشه قد تصادفه بعض اﻷوهام المزعجة بشأن الموسيقا فيجزم أن حياته مستحيلة مع فقدانها وأنه لو فقدها لارتكب شيئاً ما بحق نفسه.
إحساس ﻻ يستطيع وصفه عندما يعزف، يشعر بهالةٍ ما تلفّه وتفصله عن العالم، يفقد الوعي بالأشياء من حوله ويحس بشكل مضاعف باﻷوتار.
يصاب بصمم جزئي ولا يعود يسمع شيئاً سوى الجيتار، يحسّ بالموسيقا تداعب روحه وتوقظها .. تنعشها!
يعزف يﻻ قيود حتى أن موسيقاه أحياناً تصبح غير متناغمة، لكنه يستمتع ويستمر إحساسه بالتدفق الجميل للطاقة في داخله ، ويستمر إيمانه بأنه يعطي شيئاً ما بالمقابل من نفسه للعالم.
أنت تقرأ
النجوم التائهة K_BROmance
Teen Fictionقصة تجمع بين بانغتان وإكسو بشكل أنيق : "اﻵن ومع عينا شوقا وأنفه المحمران ونظرته شعر تشين بقلبه يمتلئ رقة وحناناً فما كان منه إﻻ أن ضم الجسد المتجمد إليه بمشاعر حارة وندية".