(أنت ومالك لأبيك)1
كان هناك شيخٌ عجوز يجلس مع ابنه، فطُرق الباب فجأةً أثناء حديثهما، ذهب الشّاب ليفتح الباب، وإذا برجلٍ غريب يدخل البيت ويتّجه نحو الرّجل العجوز قائلاً: "اتّقِ الله وسدّد ما عليك من الدّيون فقد صبرتُ عليك كثيراً، ولا أستطيع الصبر أكثر من ذلك". حزن الشّاب لرؤية أبيه في هذا الموقف السيّئ، فسأل الرّجل: "كم على والدي لك من الدّيون؟"، أجاب الرّجل: "أكثر من تسعين ألف ريال"، فقال الشّاب: "دع والدي وشأنه، وأبشر بالخير إن شاء الله". كان الشاب قد ادّخر القليل من المال وخبّأه لزواجه الذي كان ينتظره بشدة، ولكنّه آثر أن يساعد والده بهذا المال، وقد كان بحوزته سبعة وعشرون ألف ريال. فعاد إلى الرّجل وقال له: "هذه دفعة من دين والدي، وسأسدّد لك الباقي عمّا قريب إن شاء الله". بكى الشّيخ بشدّة شديداً وطلب من الرّجل أن يعيد المال لابنه؛ فهو يحتاجه لزواجه وليس له ذنبٌ في دين والده، إلّا أنّ الشاب أصرّ على الرجل أن يأخذ المال وطلب منه أن يتوجه إليه عندما يريد ما بقي من مال الدين، وألّا يتوجّه إلى والده لطلبها، ثمّ قال الابن لوالده: "يا أبي إنّ قدرك أكبر من ذاك المال، وكلُّ شيءٍ في هذه الحياة يأتي بتقادير الله سبحانه"، حينها احتضن الشّيخ ابنه وقبّله، وأجهش بالبكاء، قائلاً: "رضي الله عنك يا بنيّ، ووفقك، وسدّد خطاك". في اليوم التّالي وبينما كان الشّاب منمكاً في عمله زاره أحد أصدقائه، وقد كان قد انقطع عن التواصل معه منذ مدّة، وبعد سلامٍ وعتابٍ قال له صديقه: "لقد كنتُ بالأمس مع أحد كبار رجال الأعمال، وطلب منّي أن أبحث له عن رجلٍ يُعرف بأمانته وأخلاقه العالية وإخلاصه، ويمتلك طموحاً وقدرةً على إدارة الأعمال بمهارة، فلم أجد شخصاً أعرفه يتمتّع بهذه الصّفات غيرك، فما رأيك في البدء بهذا العمل، وتقديم استقالتك فوراً، لنذهب لمقابلة الرّجل في المساء". امتلأ وجه الشّاب بالبشرى قائلاً: "إنّ هذا من فضل ربي علي، ودعاء أبي لي، فقد أجاب الله دعاءه، فحمداً لله على أفضاله الكثيرة". وفي المساء كان الموعد المرتقب بين رجل الأعمال والشّاب، ارتاح رجل الأعمال كثيراً للشاب، وسأله عن راتبه، فقال:" راتبي 4970 ريال "، فردّ الرّجل عليه:" اذهب صباح الغد، وقدّم استقالتك من عملك، وراتبك اعتبره من الآن 15000 ريال، بالإضافة إلى عمولة على الأرباح تصل إلى 10%، بالإضافة إلى بدل سكن، وسيّارة من الطراز الحديث، وراتب ستّة أشهر تُصرَف لك لتحسين أوضاعك"، فما إن سمع الشّاب هذا الكلام حتّى بكى بكاءً شديداً، وهو يقول: "ابشر بالخير يا والدي". فسأله رجل الأعمال عمّا يبكيه، فأخبره بما حصل معه قبل يومين، فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده، وقال: "هذه هي ثمرة برّ الوالدين.
(تقييم ذاتيّ)2
دخل فتى صغير إلى محلٍّ تجاري، ووضع كرسياً أسفل طاولة الهاتف، ووقف فوقه كي يستطيع الوصول إلى الهاتف، وبدأ يجري اتصالاً هاتفيّاً، انتبه صاحب المحل للفتى، وبدأ بالاستماع إلى المحادثة الهاتفية التي يجريها. فقال الفتى: "سيّدتي: هل يمكنني أن أعمل لديك في جزّ العشب في حديقتك؟"، فأجابته السيّدة: "أشرك، ولكن لا، فهناك شخصٌ آخر يعمل في جز عشب حديقتي"، قال الفتى: "سأقبل العمل بنصف الأجر الذي يأخذه ذاك الشخص"، ولكنّ تلك السيدة رفضت مرةً أخرى، فهي راضيةٌ بأداء ذلك الشّخص ولا تريد غيره. إلّا أنّ الفتى أصبح أكثر إلحاحاً من ذي قبل وقال لها: "سأنظّف ممرّ المشاة، وموقف السيارة، والرصيف أمام منزلك، وسأجعل حديقتك الأجمل في المدينة"، إلّا أنّ السيدة لم تقبل عرضه أيضاً، تبسّم الفتى وأغلق الهاتف. تقدّم صاحب المحل الذي كان يستمع إلى المحادثة الهاتفية من الفتى وقال له: "لقد أعجبتني همّتك العالية ونشاطك وحبك للعمل، ولذلك فإنّني أَعرضُ عليك فرصةً للعمل لديّ في متجري"، أجاب الفتى الصّغير: "لا، وشكراً لعرضك، فقد كنت فقط أتأكّد من أدائي في عملي الحالي، إذ إنّني أعمل لدى هذه السّيدة التي كنت أتحدث إليها".
أنت تقرأ
قصص واقعية قصيرة
Short Storyبارت مخصص للقصص القصيرة و الواقعية في كل بارت قصة و عبره من جميع الانواع... #قصص_رعب #فصليه #رومنسية #قصص_حزينة #قصص_الخيال_العلمي #قصص_واقعية_قصيرة #قصص_واقعية #كتب متابعة ممتعة❤