P9

1.3K 45 66
                                    

كانت ليلة الامس هي الليلة الاطول التي تمر علي والنوم قد فارق فيها جفوني.. يغمرني الفرح المحفوف بالخوف مما سيحدث غدا.. خفت ان تزعل مريم من هذه المفاجاة فهي سبق وان حذرتني بان لا افاجأها بشي.. فهي لا تحب المفاجأت.. وكذا اختلط به قلقي مما تخفيه عني حواء فلم ارتح البثه لذلك الحديث ولذلك التحذير

طلع النهار وانا في كل شي على عجلة من امري كنت انتظر حواء ان تستيقظ وانا بكامل حلتي ولم امل الانتظار ف بقدر ماكنت استعجله بقدر ماكنت اخاف تلك اللحظة

وبينما نحن فالطريق ولست اعلم الوجهة وقد كان الصمت رفيقنا
توقفنا عند مبني كبير وقد كان مستشفى عمومي وبينما نحن نركن السيارة بموقف المستشفى
انا_علاش المستشفى؟
حواء_ اصبري وتو تفهمي

كانت حواء تمشي وانا بالقرب منها متعلقة بها كتعلق الطفل الرضيع بامه وكانت كلما مشت بضع خطوات كان حجم القلق والخوف يتفاقم عندي حتى انفجر الصمام وماعادت قدماي تحملاني وقد فقدت اعصابي وبلهجة حادة وعصبية
انا_اسمعي باش تقعدي هكي تجري فيا زي البهيمة والله ماهي صايرة ياتوا تفهميني يانرجع للسيارة
حواء_ (وهي تمسك يدياي بكلتا يديها) انتي واثقة فيا والا لا؟
انا_ لا... (فنظرة بتعجب اللي ف جبنت وغيرت كلامي) ايه اكيد
حواء_ انا مانبي منك شي وتو بعد نوصل للمكان اللي نبيه انقولك شن اديري.. خليك بس لابسه نضارتك

عدت لاتبعها مجددا وكنت كمن ضيع فلدت كبده اتفحص المكان بدقة واركز على كل من يتحدت بينما امر به.. كنت ابحث عنها وانا كالمجنونة التي يعتقد الاخرون بانها اضاعت شيئا ما

على باب احدى المباني شهقت لما قراءت باعلى بابه بانه قسم غسيل الكلي ولكني طمئنت نفسي بسرعة لعلمي بان مريم تعمل بمجال التمريض
هن 95 خطوة بالتمام حتى اوقفتني حواء امام احدى الغرف
حواء_ نبيك تقعدي اهنيه وانا بنخش انكلمهم اول ماتسمعي صوت مريم خشي ولو ماطلعتش وحدة من هضولا خليك في مكانك
انا_ يعني انتي من امس مخليتيني على اعصابي وهذا اكله ومازال ادوري فيها
حواء_ ياغبية انا متاكدة منها وهذا حسب معلوماتك بس نبيك تتاكدي من الصوت قبل

دخلت حواء للغرفة التي تفحصتها بشكل سريع فلم الحظ فيها الا اربع فتيات اثنان كانتا على اجهزة غسيل الكلى واثنان هن الممرضات
كنت استمع بكل جوارحي وحواء تصطنع حديثا مع الجميع حتى اتبين ايهن مريم وفعلا حدث ذلك فركضت بلا اي وعي مني لمصدره كانت حواء تحجب عني شكلها فهي مازالت تحدثها وعندما ازحت حواء كانت الصدمة التي افقدتني التوازن لتمسك بي احدهن وتضعني على كرسي وقذ قدفت بنظارتي بعيدا وانا اتفقدها وهي تتاوه تحت ضجيج ماكنة الغسيل
كانت مريم ليست كذلك الحلم نهائيا.. كانت فتاة هزيلة شاحبة الوجه نحيلة الجسد وقصيرة القامة كانت حالتها ك حالة اي فتاة تصاب بهذا المرض والاكثر من متعب كانت دموعها التي لم تتوقف وهي تحاول ان تخفي وجهها عني
هل تتوقعون بان لا حديث دار بيننا.. ابداً لم يحدث ذلك فكل مافعلته بان صافحتها وقبلت جبينها ورحلت في صمت
لست انا من كانت تخرج من ذلك المبني المخيف هي سيدة اخرى لازلت احاول التعرف عليها... سيدة توقفت عن معرفة مايحدث وكأن الامر لا يعنيها لا حديث للروح مع الجسد ولا حوار دار بين العقل والقلب الجميع اثر الصمت حتى من المكان سكتت فيه كل الاصوات.. انها ك ايقاف مصور للحظة من الزمن في صورة تجمد بها كل شي
فلم يكن من حواء الا ان تضل تتبعني بخطواتها حتى صعدنا السيارة وقد كانت تحاول ان تخفف عني بكلام صممت ادني عن سماعه ولم تسمع مني الا ⤵
انا_حواء رديني للشقة نبي نرقد

يومين امضيتهم في صمت رهيب لست افعل الا النوم ولم يمضي ثالثهم حتى اقتحمت حواء خلوتي
حواء_ يعني في بالك انه هذا حل.. فهميني شن اخرتها.. راهو اللي اديري فيه غلط انا ماكنتش نحسابك ضعيفة لهذي الدرجة.. يعني فالوقت اللي البنت محتاجة ليك تمشي عنها وتخليها والله عيب اللي اديري فيه
وبينما هي لازالت تتحدث انتفضت فجأة في الروح فجهشت بالبكاء وهي تحتصني
حواء_ من اول يوم المفروض بكيتي راهو الكمدة مش باهية

_____عند المساء ____
انا_ انا مش عارفة ليش كانت تخبي عليا.. المرض مش عيب
حواء_ البنت شكلها خافت عليك
انا_ لالا لو كانت بجد تخاف عليا ماكنتش تجري بيا لتوا وهي تعرف اني قريب نتقطع باش انشوفها
حواء_ معناها خافت منك
انا_ وانتي شايفتني بعبع
حواء_ القصد ممكن هي تعلقت بيك وخافت تشوفيها بالشكل هذا وهكي تخسرك
انا_ مهما كان المفروض تصارحني
حواء_ يعني لو كانت صارحتك البنت كنتي استمريتي معاها؟؟
انا_ (لم اجد ماارد به)
حواء_ شفتي توا خوف البنت من شني.. ياهنو ياقلبي توا اللي صار صار وفالموقف هذا المفروض ايبان معدنك
انا_ قوليلي شنو اندير انا معادش فيا عقل يفكر
حواء_ مش انا اللي انقولك شنو اديري هذا الامر يرجعلك بس الاهم توا اتكلمي البنت واطيبي خاطرها
انا_(وانا اتصال بها) تليفونها مسكر
حواء_ حاولي كل اشوية لين تفتح تلفونها

مر من الوقت الكثير حتى صادف وان وجدت تليفونها مفتوح وما كانت لترد عليا عند اول اتصال ولم اتوقف حتى ردت عليا... عبر ذلك الحديث المطول واسيتها كثيرا بعد ان كررت اعتذاري عن ردة فعلي تلك وبررتها بانها ردة فعل عن صدمة فقد المني حالها واتعبني ماهي عليه وطمانتها باني سكون بقربها حتى اخر يوم في حياتها وقد اسعدها حديثي بعد ان لامتني وعاتبتني كثيرا وقد راقت بعد ان سردت ليا كامل قصتها ومعاناتها مع المرض

وعدت للعاصمة بعد ذلك الحديث بيومين واستمر الحال على ماهو عليه .. شهور عدة امضيناها نتحدث نضحك نواسي بعضنا البعض وقد طغى لدي الحس الإنساني عن اي مشاعر اخرى وكانت ورغم كل ذلك الدعم المعنوي مني لها وكذا قوتها بتمسكها بالعروة الوثقة وثقتها بقضى ربي وقدره كانت حالتها تسو وكان الالم يزداد وفي يوم 21 مايو بالعام الذي يليه فارقت مريم الحياة.. نعم كان الامر متوقع ولكن والله وبالله وتالله ان القيمة الحقيقة لما نملكه لن تشعر بها الا عند فقدانها

ودعتها بقلبي ودفنت معها كل الحب وبرحيلها قررت وقد نفذت بان اترك هذا العالم وبان لا اسلم عواطفي يوماً لفتاة وبان احرمهم على نفسي وبان اعتزلهم وكم كان الامر مضني ومتعب في اوله ولكنه وبمرور الزمن بات الامر سهل يسير الى حدا ما ولازال الجهاد مستمر 😉

الان.. وبعد مضي اكثر من سنة انا بالف خير وقد لحقت للعمل مع صديقتي حواء ولست اراى امامي الا العمل والاستقرار وتكوين اسرة صغيرة اغدقها بكل مااحمله من مشاعر

وهذه هي حياتي الان والتي هي حقيقة اصدق من كل الوهم الذي كنت اعيشه او ذلك الذي مررت به.

وبالله عليكم ترحموا على مريم فلازلت والله ابكيها حتى اللحظة هذه التي اكتب فيها

--------- تمت ---------

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 16, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصة الوهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن