مازلت أكتب بقلم الرصاص ..أخاف من الحبر خوف عظيماً ، أشبه بكلماتي التي تخرج من فاهي أمام بعض البشر الذي أحترم نفسي أمامهم و لا أريد أن أخطأ بكلمة واحدة .
جميع أقلامي تنتظر دورها ، يغارون من أنني أفضل الرصاص عنهم و لا يعلمون بأني مجبرة عليه .
كم هو محزن لذلك القلم و كم هو محزنٌ لي أنا !!
إستسلمَ لي القلم لمرة واحدة عندها لم أستطع النوم تلك الليلة إلاّ و أنا محيت وجود قلم آخر من أقلام الرصاص . لم أتجرأ يوماً أن أكتب خاطرة بقلم لا يمحى أثره ...كُنتُ أيقن دائماً أنني إنسانة أخطأ دائماً ، أغلب أخطائي أخطاء إملائية أو يمكن تعبيرية !!
لا أعلم بالضبط ماذا يمكن أن تخطّ أناملي من كلمات ربما أخشى قرأتها أو أخشى أن تُقرأ .
لا.. لم أُحصي أبداً أخطائي و لا أعلم هل يمكن أن أحصيها ، هل من المنطق أن تحصى ؟
و لكن كنتُ غالباً ما أفعل هذا ، لا أقرأ مجدداً ما كتبتُ و لا أريد حقاً قرأته و إن قرأته أندم و أمحي أمور كنتُ أريد البوح بها ...
كمثل تلك الرسالة ، لم أرد حقاً قرأتها ، و لكن حدث و قرأتها و نهاية الأمر كانت رميتها في سلة المهملات .. مجدداً لأنني أخطأتُ خطأً إملائياً .
هذا لا يعقل !! أحنيتُ رأسي و أنا أخبر صديقتي - التي كنتُ سأعطيها الرسالة - لهذا و كانت إجابتها : " هذا لا يعقل !! "الشئ الذي أريد قصده في هذا الكلام " جميلة كلماتك و إن زينتها أخطاء إملائية !! "
لربما أحياناً لن تتجرأ بكتابة شئ بقلم حبر ، لربما ترى الرصاص آمن أكثر ...
و لكن دعني أخبرك بالذي أخبرني فيه الرصاص عن صديقه الحبر :" لن ترى شيئاً أصدق من الذي يقوله الحبر الذي لا يمحى. يجب عليك البدء بالكتابة بقلم حبر لا يمحى !! لا تتسائل لماذا بل أبحث عن الإجابة عندما تبدأ بالكتابة بالحبر . "تذكرتُ حينها عندما كنا صغار ، تقريباً في الصف الرابع الابتدائي كانوا يمنعون عنا الرصاص بقولهم :" أصبحتم كبار الآن و ستكتبون بالحبر من الآن فصاعداً كنا سعداء بحق أننا أصبحنا كبار و يمكننا التخلص من الرصاص و الكتابة بالحبر و لكن مع الأسف لا نعلم بأننا لن تمحى أخطائنا سنحاسب على كل خطأ كتبناه ، و غضّت أبصارنا عنه ، ربما تجاهلناه .. هم لن يتجاهلوه و لن يغضّوا بصراً عنه ...
يُعلموننا أننا سنُزين كلماتنا قبل خروجها و سوف نحسب لها ألف حساب قبل نطقها.
و لكن رغم ذلك ...
أنا الآن أكتب بالرصاص و أتمنى يوماً ما أن أثق بنفسي للكتابة بالحبر .
و لكن أخشى يوماً أن الحياة هي الذي ستعلمني الكتابة بالحبر و ليستْ المدرسة ...
أنت تقرأ
حدِّثني عنِ الْحياة
ChickLitلا أمل من البشر ، و لا حتّى من الحياة ... لن تُعطينا الحياة ذرة من الراحة ، و لكن سوف نطلب منها كثيراً ... لن تُعطينا مجدداً و لكن سوف تأخذ منا كثيراً .. لا أحد يعلم ماذا سوف تأخذ .. الجيد أم السيئ ؟ ربما القليل من السيئ و الكثير من الجيد و ا...