[1]

2.2K 92 12
                                    

السّعَادَة هِيَ مطلَبُ أيّ شخصٍ ، هِيَ أكبَرُ رَغباتِ الانسان.. من قَد يُرِيد أن يكُون تعيسًا؟
من هذا الّذي سيُفضِّل أن يمُوتَ مدفُونًا بينَ أحزَانِه عوضًا عن سعَادته؟
مَن مِنّا لا يرغَب بِأن يَكُونَ سَعِيدًا؟ مَن ليسَ لديهِ أمانٍ أو أحلَامٌ يُرِيد تحقِيقها؟
هَل أن يتمنّى المَرء أن يكُونَ سَعِيدًا بينَ مَن يُحِب جرِيمَة؟
يُمكِن لأيِّ شَخصٍ بأن يَحلُم ، أن يتمنّى ويتخيّل تلكَ الحيَاة الّتي أرَاد عيشهَا ، وَ لَكِن وَ بِكُلّ بسَاطَةٍ ... الحَيَاةُ قاسِيَةٌ ، لَا أحَد يَستطِيع أن يختَار حيَاته ، عائلته وحبّه .. مِن غِير المُمكِن أن يتحَقّق جمِيع مَا نتمنّاهُ ، رُبّمَا هُنَاك مَن لن يتمكّن من الوُصُول إلَى حلمهِ الّذي كانَ يسعَى نحوهُ دائمًا ، رُبّما هُنَاك أمنِيَة أرسلَت إلى السّمَاء
مع أحد الشُّهُبِ المتساقِطَة وبَقِيَت مُعلّقةً هنَاك وَ لم تتحَقّق..

~~
• ٢٠/٣/٢٠٠٥ •

" لقَد عُدتُ ".

صدحَ صوتُ الطِّفلَةِ ذاتِ العشرَةِ أعوَام بارك رُوزَان في وسطِ المنزِل معلنًا
عودتها بعدَ إنتهَاء الدّوَام المدرَسِي ، نقّلت نظرَها فِي
صالَةِ المنزِل ليعبِسَ وجهُهَا حُزنًا عندما لم تجِد والدِيها هُنَاك
بانتظَارِهَا ، هِي فقَط تُريد أن يستقبلَاها معًا بالأحضَان وَ
أن يقُومَا بِسُؤالِها عَن يومِها ودُروسِها ، فقَط هذه كانَت أمنيَتها الوَحِيدَة وَ
البسِيطَة جِدًّا بالنّسبَةِ لطفلَةٍ في العاشِرَة ..

نظرَت ليمِينِها عِندمَا شعرَت بكفٍّ يتموضَع علَى كتفِهَا ، وَ
لكِنّهَا سُرعَان مَا أطلقَت تنهِيدَةً خائِبَةَ الأمل عِندمَا أدركَت أنّها ربّةُ
المنزِل ، السّيدة كانغ .

"مرحَبًا بِعودَتِك رُوزَان ".

كانَت السّيدَة كانغ أرمَلةٌ ذات جِنسِيّة كُورِيّة انتقَلَت مَع أُسرَتِها إلَى
نيُوزيلاندَا، ٱوكلَاند تحدِيدًا ، ولتَستطٓيع إعالَة أبنائِهَا بعد وفَاةِ زوجِهَا ؛ هِيَ
تعمَل فِي منزِل عائلَة بَارك خمسَة أيّامٍ فِي الأسبُوعِ .

رُوزَان تنهَد مُجدَدًا وخلعت حقيبتها عن ظهرِها بمساعدَةِ السّيدَة كَانغ ،
تلاشَت حِينَها إبتسَامة السّيدَة لِيحُلَّ مكانها تعابِير مُتسائلَةٌ .

" هَل هُنَاك خطبٌ ؟ لمَاذا تعبِسين ياصَغِيرتِي ؟ أم
أنّهُ حدث أمرٌ مَا فِي المدرَسَةِ ؟".

سألت الآنسَةُ كَانغ وكأنّهَا لاتعلَم السّبب فِعليًّا ، ثُمَّ بادرت بأخذ
حقيبتها و وضعِها جانِبًا ، رُوزَان ازدادت عبُوسًا أكثر وحسب .

حُلُم | 2PCYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن