[3]

610 54 12
                                    

.
.
.
.

ألَا يُمكِنكَ وحسْب أن تَرفِق بِقلبِي المسكِين؟

هذَا القَلب الّذِي وقَع لكَ وأحبّك بصدقٍ وبجمِيع حالاتِك،
أرجُوكَ كُن رحِيمًا بحالِه .

~~

روزِي في تلكَ اللّحظَة شعرَت بانعدَام الهوَاء وعدم تمكّنها
من سحب الأكسجين إلى رئتيها، لمَاذا الآن!

بعدَ إنقضاء عامٍ وبضعةِ أشهر بالفعل من زواجهمَا ، هِيَ
لم تجرُؤ أن تفاتِحهُ بهذا الأمر ، وَهِي بالفعل سئمت من هذا الأمر..
مَا السّبب خلفَ كُلِّ هذَا؟ أهوَ وحسب مريض نفسيّ يستمتِع بالتّعذِيب والتّملُك؟

تلعثَمَت وبِالكَاد خرجَت الكلمَات مِن بينِ شفتيها ، رُبّمَا
لأنّها تخشَاهُ؟ أو تخشَى إجابَتهُ ؟ هل يُعقَل أن تخشى
زوجهَا! هذا مُثير للشّفقَة..

رفعَت رأسها بعدما تحدّثت بنبرةٍ متألِمةٍ ، وآخيرًا تجرّأت وَواجهت عينيه
لتنظُر لهَا بِعمقٍ ، بنظرَاتٍ مليئةٍ بالمشَاعِر ، آحاسِيس مُختلِفَة ومتناقِضَة،
شَوقٌ، ألَم، عِتَاب، رجَاء، حُب ، كُره، والمَزيد من الألَم ..

تمكّنت وبِكُلّ سهُولَةٍ رؤيَة أنّهُ غير مبالٍ لها ولآلامِها ولحُبِّهَا لهُ.
فِي تلكَ اللّحظَة بالذّات دارت الكَثِير من الأفكَار فِي عقلها ، هَل مازَال
متيّمَة بزوجِها ؟ أو بالأحرَى مُعذّبها!.
أم أنها باتت تكرَهُه؟ .. يوغيُوم لَم يكُن سِوَى مصدرٍ للبؤس وَ الألم فِي حيَاتِها
طيلَة العَام المَاضي ، ورُغمَ هذَا هِي مَازالت لا تنفكّ عن التّفكِير بهِ! أنّها تجُرّ ذاتها
لألم حُب شخص مُختَلٍّ ومِن طرَف واحِد ، أُو
مِن الأفضَل القَول بأنّهَا هِيَ المَرِيضَة عقليًّا؟
ألَا يُجدَرُ بهمَا أن يكُونَا كطَائرَا الحُب فِي عامِهما الأوّل؟ لمَاذا كُل
مَايحدُث معهمَا مُعاكِس لِمَا هوَ مُتعارَف ؟

كان يوغيُوم بدوره يُبادِلها النّظرَات ، ولكِن خاصّتهُ كانَت خَالِيَة من المشَاعِر
، تمكّن من رؤية لمعَة دموعها على مدامِعِ عينيها وَلكنّه لم يهتَم ولو بمقدار ذرّة .
لحظَاتٌ حتَّى إنقضَت وغادرَت تلك المَلامِح المستنكرة وجههُ وحلّت مكانَها
إبتسامتُهُ السّاخِرَةُ والمخيفةُ في الوقت نفسهِ ..

"هه، هَل كُنتِ تعتقدِين أنّي سأقَعُ لفتاةٍ مثلكِ
يَا روزِي ؟ لا بُدّ وأنّكِ حمقَاء!".

_ذرّات الأُكسِجين فِي رئتيها تتنَاقَص ..

هُوَ ختمَ جُملتَهُ ناعِتًا إيّاهَا بـالحمقاء ، ثُمَّ ترَاجَع للخَلفِ جاعِلًا المسافة بينهُمَا أكبَر .

حُلُم | 2PCYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن