اعين زمردية

318 17 27
                                    

هواء نيويورك الدافئ و المنعش لفح وجهي مداعبا خصلات شعري للخلف ، مضغت على شفتي السفلية و إبتسمت بخفة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هواء نيويورك الدافئ و المنعش لفح وجهي مداعبا خصلات شعري للخلف ، مضغت على شفتي السفلية و إبتسمت بخفة ....

لقد إشتقت إلى جوٍّ هذه المدينة ....

السماء الزرقاء مزينة بسحب تتراقص على وقع النسيم العليل و العصافير السوداء المتفاوتتة مختتمة للوحة الفنية  فوقي ،الظاهرة من نافذة سيارة الأجرة التي أنا آتية بها من بورتلاند ...
تحركت بصعوبة و وضعت حقيبتي في حضني و نزعت حزام الأمان عندما أبصرت المبنى الخاصِ بشقتي .
" تفضلي يا آنسة لقد وصلنا لوجهتكِ "
إبتسمت بخفة و أومئت له ، ناولته نقوده و ترجلت من السيارة حاملتا حقيبتي أجرها ورائي .

كعبي الطويل ينقر على أرضية الردهة بينما أخطوا نحو الدرج لاتسلقه صعودا إلى شقتي ، لم أستقل اليوم المصعد لأنني أريد أن أتفحص كل ركن من هذه البناية ، لقد غبت اكثر من شهران و أنا فعلا في حالة حنين للمكان ....

وصلت إلى باب المنزل الأحمر ، أدخلت المفتاح في القفل لافتح الباب ، مسحت قدماي في السجادة التي في العتبة المنقوشة ب "welcome" و دلفت للمكان أتنفس الراحة ، مشيت على طول غرفة المعيشة أتصفحها بعيناي ، الأريكة الزرقاء الغامقة لازالت في مكانها و الطاولة الخشبية السوداء كذلك الكتب التي فوقها و المزهرية مطليان بطبقة من الغبار الخفيف جعلتني أتمتم باللعائن

رائع سأنظف اليوم حتى تتفاوت أنفاسي .....

المطبخ من الجهة الأخرى كذلك ، الطاولة الحمراء التي تتربعه متسخة بالغبار كذلك و الجزيرة تبدوا مهجورة ، طبق رقائق الفطور في الحوض منذ اليوم الذي تركته فيه جعلني أتنهد و أتجه إلى غرفتي .
نزعت التيشرت الابيض الذي كنت قد إرتديته في طريقي للعودة ، برفاق سروال الجينز الأزرق و إلتقطت قميصا عريضا و مررته على رأسي لارتديه و سروال قصير أبيض ، رفعت شعري  في كعكة أعلى فروتي و ترجلت من الغرفة متوجهة نحو المطبخ .
فتحت الثلاجة و إلتقطت علبة العصير و فرقعتها مفتوحة ، سكبت محتواها في كأس و إرتشفت منه متنهدة ، بعد رشفتان متتاليتان وضعت الكأس جانبا ذهبت لتنظيف المنزل .....

الرحمة! ......

بعد ضريبة من العمل الشاق أبصرت الشقة بنفس متضارب متمعنتا بالعمل المتقن الذي أنجزته و كافأت نفسي بكوب ثاني من العصير ، رفرفة عيناي إلى الساعة المعلقة في الحائط لأجدها التاسعة ليلا ، تنفست بثقل و حملت نفسي ذاهبتا لكي أطبخ وجبةً صغيرةً للعشاء ، فتحت الثلاجة و لم أجد سوى علبة العصير التي شربت منها و حبتان من البيض ،

passion {شغف } h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن