1

32.4K 567 17
                                    


ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ _________________ ﻃﻌﻨﺔ ﺍﻟﻐﺪﺭ

ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎﺭٍ ﻣﻦ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻠﻔَّﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ .. ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻬﺰُّﻫﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ .. ﺃﻗﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﻌﻨﻒ، ﺩﻋﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .. ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﺨﻔﻖ ﻛﻘﺮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ، ﻓﻤﺎﺯﺍﻝ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳُﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .. ﺗﻌﺜَّﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻜﺘﻪ ﺭُﻏﻤًﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺟﺮﺣﺖ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﻬﻀﺖ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ .. " ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ؟؟ ." ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﻫﻲ " ﻏﺮﺯﺓ ﺣﻨﻔﻲ " ﻛﻤﺎ ﻳُﺴﻤﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﺎﺩﻭﻫﺎ .. ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺣﻨﻔﻲ ﻟﻐﺮﺯﺗﻪ ﺑﻘﻌﺔً ﻣﻌﺰﻭﻟﺔً ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺠﻠﻲ ﺍﻟﺨﻄﺮ، ﻭﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ .. ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻥ ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﺃﺑﻨﻴﺔ ﻣُﺘﻬﺪِّﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻌﻨﺔً ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺣﻄﺎﻣًﺎ ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ " ﻓﺮﺝ " .. ﻋﻢ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﺴَّﺒﺎﻙ .. ﺃﺷﻬﺮ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﺍﻟﻐُﺮﺯﺓ، ﻭﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ، ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ .
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻐﺮﺯﺓ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﻭﺗﻴﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺫﻫﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ..
ﻓﻬﻲ ﺗﻮﺳﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻠﻘﺎﺓ ﺃﺭﺿًﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﻓﻜﺎﻥ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﺻﻔﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺃﻟﻘﺘﻬﺎ ﺃﺭﺿًﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻟﺘﻤﺘﺰﺝ ﺩﻣﻮﻋﻬﻤﺎ ﺑﺘﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻧﻬﻀﺖ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺨﻮﻑ :
- ﺃﺑﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺍﺑﻖَ ﻓﻘﻂ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻴﻖ ﺃﻣﻲ .. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ؟
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﺎﻉ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﻳﻠﻴﻦ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ، ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻣﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ..
ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻳﻘﺎﻅ " ﻋﻮﺍﻃﻒ " ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺗﻐﻄﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﺟﻬﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻳُﻜﺮَّﺭ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺇﻏﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﺃﺭﺿًﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ، ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺎﻓﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻋﻨﻔﻪ - ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪ - ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻟﻴﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ..
ﻭﺗﺮﺟَّﺘﻪ ﺑﻴﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻠﻐﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻛﺨﺎﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ .. ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺭﻫﻴﺐ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺗﻤﻠَّﻜﻬﺎ .. ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻣﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .. ﻭﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺮﺟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﻴﺄﺱ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺭﻙ ﺟﻴِّﺪًﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﻨﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺠﺮﺃﺕ ﻭﻋﺎﺭﺿﺘْﻪ .. ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻋﻨﻔﻪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺮﺃﺕ ﻭﻋﺎﺭﺿﺘﻪ .. ﻫﻞ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﻣﺮ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺘﻠﻘَّﻰ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ .. ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﺘﺘﻠﻘَّﻰ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﻏﻀﺐ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ، ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﻠﺐ ﺍﻷﻡ ﺟﻴﺪًﺍ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ , ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗْﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ .. ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻫﺎ ﻳُﺒﻜﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﺳﻰ :
- ﻫﻮ ﺳﻴﻀﺮﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺩَﻋﻴﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻀﺮﺑﻲ ﻷﺟﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺤﻖ، ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺑﺎﺳﺘﻨﻜﺎﺭ :
- ﻫﻞ ﺗﺤﻤَّﻠﺖ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺤﻲ ﺧﺎﺩﻣﺔ؟ !
ﻣُﻠِﺌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺰﻡ ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻤﻞ :
- ﺳﺘﺤﺼﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ .. ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻧﺖِ ﺗﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﺪﺳﺔ، ﺍﻵﻥ ﺃﺭﺍﻙِ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ .. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺄﺳﻰ :
- ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺃﻥ ﻳﻬﺒﻚ ﺯﻭﺟًﺎ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﻓﺮﺝ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ..
ﺍﻷﺳﻰ ﺗﺤﻮَّﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﻜُّﻢ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺳﺄﺩﻋﻮﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﺼﻴﺒﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺿﺎﺑﻂ ﻟﻴﺮﺩﻋﻪ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻴﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻸﺑﺪ ﻭﻳﺮﻳﺤﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ..
ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﺩﺍﻡ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣًﺎ ﺫﺍﻗﺖ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .. ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻛـ ﺭﻭﺗﻴﻦ ﻳﻮﻣﻲ .. ﺗﻘﺒَّﻠﺖ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺑﺼﺒﺮ .. ﻓﺄﻳﻦ ﺳﺘﺬﻫﺐ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .. ﻋﻨﻒ ﻓﺮﺝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﺗﺮﻙ ﻧﺪﻭﺑًﺎ ﻻ ﺗُﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ .. ﻟﻴﻠﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ .. ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﺴﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. ﺃﻧﻘﺬﻭﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻭﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻤﻬﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﺧﻠﻔﻬﻢ .. ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺭﺣﻴﻠﻪ :
- ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻜﻢ ..
ﺳﻌﺪ - ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ - ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺳﺒَّﺎﻙ .. ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻔﺮﺝ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺴﺒﺎﻛﺔ .. ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﻳُﺒْﺪﻉ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺳﻌﺪ ﻭﺭﺙ ﻋﻨﻪ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻪ .. ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻃﻮﻳﻠﺘﺎﻥ ﻛﺎﻟﺠﺤﻴﻢ ﻣﺮَّﺗﺎ، ﻭﺳﻌﺪ ﻟﻢ ﻳﻒِ ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻭﻟﻢ ﻳَﻌُﺪ .. ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺒﻪ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺗﻄﻤﺌﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻭﻫﻰ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﻋﺪ ﺳﻌﺪ .. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﺃﺑﺪًﺍ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺗﻪ .. ﺃﻧﻪ ﻭﻋﺪﻫﺎ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ .
ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ .. ﺗﺒﻘَّﻰ ﻓﻘﻂ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺗﺼﻞ ﻟﻮﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺸﺎﻫﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..
ﺣﻨﻔﻲ ﺍﻟﺤﺸﺎﺵ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻟﻐﺮﺯﺗﻪ .. ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻤﻦ ﻳﺠﺮﺅ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻣﻊ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺘﺠﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ .. ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺧﻠﻴﻌﺔ ﻭﻏﻨﺎﺀ ﻫﺎﺑﻂ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻀﺢ .. ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ..
ﻭﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻣﺘﺮﺩﺩﺓ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ .. ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ .. ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﺍﻗﺒﻬﺎ ﺑﻔﻀﻮﻝ، ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺃﻛﻠﺘﻬﺎ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺑﺸﻬﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻓﻠﻴﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﻭﻛﺮ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ..
ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺨﻮﻑ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .. ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻭﺟﺪﺗﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺛﻴﺎﺑًﺎ ﺧﻠﻴﻌﺔً .. ﻓﺘﺎﺓ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳُﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﻗﻄﺔ؛ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﺭﺗﺪﺍﺋﻬﺎ ﻟﻤﻼﺑﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﺪﺍﺋﻬﺎ ﻟﻤﻼﺑﺲ ﺗﺴﺘﺮﻫﺎ .. ﻭﺃﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻛﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ..
" ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺻﺪﻗﻦ " .. ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺭﻧَّﺖ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻤﻨﻈﺮ ﺯﺟﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ .. ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ﺇﺫﻻﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .. ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﺗﺒﺪﺃ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺑﺎﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
"- ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻮ ﺇﺯﺍﺯﺓ .."
ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﺗﻜﺮﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ .. ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺮﻫﺘﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺨﺺ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻓﻲ ﺳﻄﺮ ﻭﺍﺣﺪ ..
ﺍﺳﺘﺠﻤﻌﺖ ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻧﺎﺩﺗﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻌﺪ ..
- ﺃﺑﻲ ..
ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻏﻀﺐ ﻋﻨﻴﻒ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺻﻮﺗﻪ ﻳﻨﺒﺌﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺃﺑﺸﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﻘﺎﺑﻪ .. ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺟﺪًّﺍ ﺑﻜﺮﺷﻪ ﺍﻟﻤﺘﺪﻟﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺻﻠﻌﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ، ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﺨﻴﻔًﺎ ﺟﺪًّﺍ ﻟﻠﻴﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻏﻲ ﻭﻳﺰﺑﺪ .. ﻭﻣﻊ ﺣﺠﻤﻪ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺫﻟﻚ ﻗﻔﺰ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﺑﺨﻔﺔ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﻣﻌﺼﻤﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﺤﻄﻢ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ..
- ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ؟
ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻷﻋﻨﻒ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺟﻌﻼﻫﺎ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺗﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻌﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻣﺔ .. ﺩﻣﻮﻉ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻤﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺃﺟﺒﺮﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺗﻮﺳﻞ :
- ﺃﻣﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪًّﺍ ﻭﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﻗﻴﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ، ﺑﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻟﻦ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﺭﺟﺔ ﺧﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻫﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﺧﻼﺀ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ..
ﺫﻋﺮٌ ﺷﺪﻳﺪٌ ﺍﺣﺘﻞ ﻣﻼﻣﺤﻪ، ﻭﻓﺎﺟﺄﻫﺎ ﺑﻠﻜﻤﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﺃﺭﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺻﻨﻌﺖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺃﻟﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻧﻬﻀﺖ ﻣﺮﺓ ﺁﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ :
- ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺧﺒﺮﺗِﻬﻢ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ .. ﻫﻞ ﺗﻘﺪﻣﺖِ ﺑﺸﻜﻮﻯ ﺿﺪﻱ؟؟
" ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺸﻜﻮﻯ ﺿﺪﻩ؟ "! ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻦ ﺗﺠﺮﺅ ﻭﻟﻦ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﺑﺪًﺍ , ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ..
- ﺃﺑﺪًﺍ .. ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿًﺎ ﻭﺻﺪﻣﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ .. ﻭﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺸﻜﻮﻯ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﻓﻠﻮ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ..
ﻣﻊ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ ﺻﺮﺥ ﺑﻬﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻴﻪ :
- ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻭﺗﺘﻌﻔﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ .. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻦ ﺃﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ، ﺃﺭﻳﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ، ﻭﺃﻧﺖِ ﺍﺧﺘﻔﻲ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﺇﻻ ﺣﻄﻤﺖُ ﻋﻈﺎﻣﻚِ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻗﺒﻠﺖ ﻃﺮﺩﻩ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ .. ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻼﺣﻘﻬﺎ .. ﺭﻛﻀﺖ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ .. ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺑﻮﺀ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﺮﻑ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ..
ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺤﺎﺭﺗﻬﻢ .. " ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ "
ﺑﺪﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻭﺍﻷﺻﻌﺐ ﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ﺣﺴﻦ ﺃﻭ ﺳﺎﻟﻢ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻟﻬﻤﺎ ﻋﻨﻮﺍﻧًﺎ .. ﻣﻨﺬ ﻃﺮﺩﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﻮﺍﺻﻼﻥ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻒٍ ﻧﻘﺎﻝٍ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻟﻬﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﺳﺮًّﺍ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ﺍﺧﺘﻔﻰ ..
ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺐ ..
ﺣﺴﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻫﺬﺍ .. ﻳﺘﺒﻘﻰ ﺳﺎﻟﻢ .. ﺃﺧﻮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﺮﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﺳﻌﺪ ﻭﺣﺴﻦ ..
ﺭﺍﺑﻄﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺴﺎﻟﻢ ﻫﻮ " ﻗﻬﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﺠﻴﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ .. ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﺮﻙ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﻨﻘﺎﺵ ﺣﺮ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ , ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻷﺏٍ ﻓﺎﺳﺪٍ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﺝ ﻭﻇﺮﻭﻑِ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻷﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ .. ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﻧﻘﺎﺀ ﻋﻮﺍﻃﻒ .. ﺣﺴﻦ ﻭﺭﺙ ﺿﻌﻔﻬﺎ، ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺎﺀ ﻗﻠﺒﻬﺎ، ﻭﻫﻰ ﻭﺭﺛﺖ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻧﻘﺎﺋﻬﺎ .. ﻓﻬﻲ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪًّﺍ ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻋﺸﺮ .. ﺃﻣﺎ ﺳﻌﺪ ﻓﻨﺎﻝ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻭﺍﻓﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .. ﺣﺐ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺠﻴﺎﺵُ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺣﻤﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺻﺒﻎ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ .. ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺪٍّ ﺻﺮﻳﺢٍ ﻟﺼﻤﻮﺩ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﻬﺮ , ﻣﻴﺮﺍﺙ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺐ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻭﺗﺮﺍﺑﻄﻬﻢ , ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻑٍ .
ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﻟﻠﻐﺮﺯﺓ .. ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﺠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ .. ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﺑﻄﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ، ﻭﻣﻘﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺯﺓ .. ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻤﻌﺴﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻠﻬﺎ .. ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻤﻘﻬًﻰ ﺷﻌﺒﻲٍّ ﻣﺼﺮﻱٍّ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﺮﺗﺎﺩﻩ ﻓﻘﻂ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ .. ﻧﺼﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﻣﻮﻗﺪ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺇﻧﺎﺀ ﻏﻠﻲ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻣﺸﺮﻭﺑًﺎ ﻳﻌﺪﻝ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﺗﻘﺎﻧﻪ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭٌ ﺟﻠﺒﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺳﺎﻟﻢ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻮﺣﺔ ﺯﻳﺘﻴﺔ ﺗﺠﺴﺪ ﺭﺟﻮﻟﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺃﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﺨﺘﻠﻂ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ .. ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻨﻰ .. ﻭﺑﺎﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ .. ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻫﺎ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺣﻘﻴﻘﻲ .. " ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻗﺮﻳﺒًﺎ " .
ﺍﻹﺷﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮ ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮﺍﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻢ ..
ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﻓﻮﺭًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﺧﻴﻬﺎ .. ﻓﺄﺭﺟﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ .
- ﻳﺎ ﻭﻟﺪ !! ﺿﻊ ﻣﻘﻌﺪًﺍ ﻧﻈﻴﻔًﺎ ﻭﻃﺎﻭﻟﺔ ﻟﻶﻧﺴﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺛﻢ ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ..
ﻫﺰَّﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
- ﺷﻜﺮًﺍ .. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺏ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ .. ﻓﻘﻂ ﻛﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﺭﺩﺩ ﺑﺎﺳﺘﻨﻜﺎﺭ :
- ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟؟ ﺃﻧﺖِ ﺿﻴﻔﺘﻨﺎ .. ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﺑﻮﻱ ﻭﺍﺿﺢ ..
- ﻣﺎ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ؟ ﻋﻴﻨﺎﻙِ ﻣﻨﺘﻔﺨﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻚ؟
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻏﻠﺒﺘﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﺤﺰﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .. ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﺛَّﺮﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﻟﻴﺘﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﺍﻷﺏ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ، ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ :
- ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﻭﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺧﻄﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻲ ﺳﺎﻟﻢ ﻓﻮﺭًﺍ ﻛﻲ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺠﺮﻱ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ، ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﺷﻘﺎﺋﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ..
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺘﻔﻬﻢ :
- ﺳﻴﺄﺗﻰ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ , ﺇﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ .. ﺍﻃﻤﺌﻨﻲ ﻭﺍﺷﺮﺑﻲ ﻋﺼﻴﺮﻙ ﻭﺳﺄﺟﺪ ﺃﺣﺪًﺍ ﻳﻌﺮﻑ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ﻭﺳﻨﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﺷﻜﺮﺗﻪ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥٍ ﻧﺎﺑﻊٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻞ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡٍ ﺃﺑﻮﻱٍّ ﻭﺍﺿﺢٍ ..
- ﺷﻜﺮًﺍ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻧﻈﺮﺍﺕُ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺗﻮﻟَّﻰ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ .. ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﻄﻢ ﺑﺎﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﻟﻌﺒﻬﻢ، ﻭﻟﻮﻻ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻧﺘﺸﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ..
ﺟﻠﺴﺖ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻮﻑ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﻤﻴﺔ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻫﻮ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻛﻠﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ، ﻟﻤﺤﺖ ﺳﺎﻟﻢ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﺭﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺻﻮﺭﻩ :
- ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻓﻮﺭًﺍ :
- ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻗﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ .. ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻧﺰﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﻻ ﺑﺪَّ ﻭﺃﻥ ﺗُﺠﺮﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻮﺭًﺍ ﻭﺇﻻ ﺳﺘﻤﻮﺕ ..
ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻏﺎﻣﺖ ﺑﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐٍ ﻋﻨﻴﻒٍ ﺃﺧﺎﻓﻬﺎ :
- ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ؟
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﻬﺪﺋﺘﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ !!!
- ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻬﻢ ﺍﻵﻥ .. ﻓﻘﻂ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻬﺎ .
ﻭﻫﻮ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻏﻀﺒﻪ ﻭﺻﻞ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻘﺴﻮﺓ :
- ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ .. ﺳﻨﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻭﻟًﺎ ﺛﻢ ﺳﺄﺟﻌﻠﻪ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻏﺎﻟﻴًﺎ .. ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﻟﻘﺪ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺍﻵﻥ ﻟﻴﺴﺪﺩ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ .
*****
- ﻣِﻦ ﻫﻨﺎ .. ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ..
ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﻈًّﺎ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻩ .. ﺷﻬﻘﺎﺕ ﺑﻜﺎﺀ ﻣﺮﺍﻓﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺰﻑ ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺑﺆﺱ ﺩﺍﻣﻴﺔ .
ﺳﺎﻟﻢ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻌًﺎ ..
- ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ؟؟ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﺎﺭﻍ ..
ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ .. ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ :
- ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ .. ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﻗﺮﺍﺭ؟
ﻫﻤﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ , ﺃﺷﺎﺭ ﺳﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﺗﺪﻭِّﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ :
- ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻋﻴﻨﺎ ﻧﺴﺄﻟﻬﺎ .. ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ، ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺭﻗﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ .. ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ؟
ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺮﻭﺗﻨﻴﺔ :
- ﺗﻮﻓﻴﺖ .. ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ .
ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﻤﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻄﺘﺎ .. ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ .. ﻛﻠﻤﺔ ﺭﻭﺗﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻤﺮﺿﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﻡ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﻸﻫﻞ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻨﺠﺮًﺍ ﻣﺴﻤﻮﻣًﺎ ﻣﺰﻕ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ، ﺻﺮﺧﺖ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺻﺮﺧﺎﺗﻬﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﻧﻴﺎﻁ ﻗﻠﺐ ﺳﺎﻟﻢ ..
- ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﻧﺎ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ .. ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺑﺪﻭﻧﻨﺎ .
" ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻟﻴﻠﻰ .." ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﻏﺎﻣﺮ .. ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﻘﻄﺮ ﺣﻘﺪًﺍ ﻭﻏﻠًﺎ :
- ﺃﻋﺪﻙ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ .. ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻗﺮﻳﺒًﺎ ﺟﺪًّﺍ .
ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﺑﻼ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ :
- ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ .. ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ..
ﺳﺎﻟﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ .. ﺗﺤﻤﻞ ﺣﻤﻠًﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ..
ﺑﻜﻞ ﺛﺒﺎﺕ ﺃﻧﻬﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺪﻓﻦ .. ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﻣﺘﺤﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻔﺘَّﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻣﻊ ﺃﺏٍ ﻣﺪﻣﻦٍ ﻗﺎﺱٍ ﻫﻲ ﻛﻌﺬﺍﺏِ ﺟﻬﻨﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻳﻔﺮﻍ ﻋﻨﻔﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺲ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﻜﻲ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻫﻮ ﺃﻭ ﺃﺷﻘﺎﺅﻩ ﻋﻤَّﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻭﺿﺮﺏ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ .. ﻓﺮﺝ ﺗﻔﻨﻦ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺿﺮﺑﻪ ﻟﻬﻢ، ﻫﻮ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ﺃﺧﻔﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ .. ﻟﻜﻦ ﻓﺎﺽ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ..
*****
- ﺳﺎﻟﻢ .. ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺳﻨﺬﻫﺐ؟ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻜﻲ ﺑﻤﻔﺮﺩﻱ ..
ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ .. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻠﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﺘﻬﻤﺎ .. ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﻣﺒﻨﻰ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ " ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻷﺣﻤﺮ ."
ﺻﺮﺧﺖ ﺑﺮﻋﺐ :
- ﺳﺎﻟﻢ .. ﻻ .
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻃﻮﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ..
ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻷﻭﻟﻰ .. ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪِ ﺑﻌﺪ، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﺍﻷﺑﺪﻱ ..
- ﺳﺎﻟﻢ ﻫﻞ ﻓﻌﻠًﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻋﻤَّﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ؟ ﻫﻞ ﺳﺘﺒﻠﻎ ﻋﻨﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺃﺧﺎﻓﺘﻬﺎ :
- ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻻ ﻓﺼﺎﻝ ﻓﻴﻪ .. ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻵﻥ، ﺩﻡ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﻪ ﻟﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﻫﺪﺭًﺍ، ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺩﺭ ﻓﻴﻪ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ؟ ﻟﻴﻠﻰ ﺃﺟﻴﺒﻴﻨﻲ ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮﻳﻦ؟ ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻏﺎﺩﺭﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻳﻀًﺎ؟
ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ، ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ، ﻧﻌﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪًﺍ، ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻛﺄﻱ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ، ﻳﻮﻡ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﻓﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺿﺮﺏ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ﻟﻤﺼﻴﺮﻫﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ..
ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﺮﺝ ﺑﻄﺸﻪ ﻭﻋﻨﻔﻪ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﻔﺢ ﻛﻴﻞ ﺳﻌﺪ، ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﻓﺮﺝ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﺑﺎﻟﺘﺮﺟﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻌﻠًﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻃﻔﺢ ﺍﻟﻜﻴﻞ، ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺳﻌﺪ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻟﻜﻤﻪ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻬﻢ، ﺑﻜﻞ ﻋﺰﻡٍ ﻭﺗﺤﺪﻱ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻟﻠﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺴﺤﻘﻬﺎ ﺳﺤﻘًﺎ، ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﻜﻤﺔ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻬﺰﻳﻠﺔ ﻭﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻫﺪﻓﻬﺎ، ﻟﻜﻤﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺰﻭﺯﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﺮﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺧﻰ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻭﻳﺤﺮﺭﻩ، ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺎﺩﺭﻩ ﻓﺮﺝ ﺑﻄﻌﻨﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ..
ﻃﻌﻨﻪ ﺑﻘﻮﺓ، ﻃﻌﻨﻪ ﺑﻐﺪﺭ، ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻣﺔ ﻏﺎﺭﻗًﺎ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺋﻪ ..
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﻋﻠﻰ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﻛﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﺃﻱ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻳﻮﻡ ﻃﻌﻦ ﺳﻌﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺃﻱٌّ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻹﺑﻼﻍ ﻋﻦ ﻓﺮﺝ، ﻭﻋﻮﻟﺞ ﺳﻌﺪ ﺳﺮًّﺍ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ، ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ ﺇﻧﻘﺎﺫﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻤﺮﺽ ﻓﺘﺤﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺷﺮﻳﺎﻧًﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴًّﺎ .. ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮﺙ ﺟﺮﺣﻪ .. ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺬﺭﻓﻬﺎ .. ﻓﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ﻏﺎﻟﻴﻪ ﺟﺪًّﺍ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ، ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺗﺮﺟَّﺘﻪ ﻭﺳﻂ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ .. ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺷﻔﺎﺅﻩ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ .. ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﺪﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻟﻸﺑﺪ ﻟﺘﺬﻛﺮﻩ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ .. ﺳﻌﺪ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ .. ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻛﺎﻥ ﺣﻨﻮﻧًﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ، ﻭﻭﺳﻴﻤًﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺗﺨﻄﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻬﺎﻓﺘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺼﺨﺮﺓ ﻻ ﻳﻠﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺇﻏﺮﺍﺋﻬﻢ، ﻭﻋﺎﻧﻰ ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺑﺴﺐ ﺟﺮﺣﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﺑﻌﺾ ﺻﺤﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﺭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﺟﺒﺮﺗﻪ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﺿﻄﺮﺗﻪ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ،
ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻧﺰﻳﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ :
- ﺳﻌﺪ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻼﻍ ﻋﻨﻪ ﻓﺬﻟﻚ ﻷﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻤﻮﺍ ﻟﻸﺑﺪ ﺑﻮﺻﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭ .. ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺷﺌﺘﻢ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﺘﻢ، ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻼ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌًﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻟﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﺍﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ ﻭﺗﻘﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﻣﺎ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﻀﻴِّﻊ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺴﺒﺒﻪ، ﻫﻮ ﺃﺣﻘﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﺩﻋﻪ ﻟﻠﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﺄﻳﻦ ﺳﻴﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ؟
ﺁﻩٍ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ، ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻀﻠﺖ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺳﻌﺪ ﻟﻤﺼﻴﺮﻫﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺿﺮﺭًﺍ ﻻ ﺭﺍﺩ ﻟﻪ ..
ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺮﻙ ﺣﺴﻦ ﻭﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. " ﺣﺴﻦ ﻭﺳﺎﻟﻢ " .. ﻛﺎﻧﺎ ﺃﺿﻌﻒ ﻭﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ .. ﺭﺅﻳﺘﻬﻤﺎ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﻭﺇﻫﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻣﺮﻫﻤﺎ .. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺮﻙ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ..
ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﺑﻘﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﺗﻄﻮَّﻋﺖ ﻷﺧﺬ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ..
ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻀﺎﻋﻔًﺎ، ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻴﻬﻤﺎ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻃﻤﺌﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﺮﺣﻴﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﻣﺎﺗﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﺳﻂ ﻋﻨﺒﺮ ﻣﺸﻔًﻰ ﺣﻜﻮﻣﻲٍّ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻭﺩﺍﻉ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، ﺍﻵﻥ ﺳﺘﻮﺍﺭﻯ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﺭﺣﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ، ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﻗﺎﻟﺖ :
- ﺣﺴﻨًﺎ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ .. ﺩﻋﻨﺎ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻮﺭًﺍ .

ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ : ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺍﻟﻜﻮﻣﻰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن