ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ _______________ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ" ﻗﺎﻝ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻞ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺣﻮَّﻝ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﻋﺪﻥ .. " ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻏﺴﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﻴﺮﺗﺪﻭﺍ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺤﻤﺎﻡ ﻳﻄﻬﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺳﻌﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜﻠﻬﻢ .. ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻇﻬﺮﺗﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ .. ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻻﺋﻤﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ .. ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻧﺴﻠﺨﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .. ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ..
ﻭﺳﻌﺪ ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻮﺭ ﺟﻠﻮﺳﻬﻢ :
- ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻟﻠﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﻻ ﺗﻘﺎﻃﻌﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ .. ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ ﺃﺟَّﻠﻮﻩ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻠﺖ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭٍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ .. ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺴﺒﺎﻙ .. ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﺎﺀ .. ﻛﺴﺎﺋﻖ .. ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻭﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺮﻙ ﺑﺎﺑـًﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻟﻢ ﺃﻃﺮﻗﻪ .. ﺣﺮﻣﺖ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ .. ﺍﻋﺘﺪﺕ ﺃﻥ ﺁﻛﻞ ﺃﺑﺴﻂ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .. ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﻫﺪﻑٌ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ .. ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺴﻤﺘﻪ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻭﺃﻧﺘﺸﻠﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪَّ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ .. ﻫﺪﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﻊ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻣﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻜﻢ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ .. ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﺷﻬﺮﻳًّﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻛﺆﻭﺱ ( ﺍﻟﻬﺒﺎﺏ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﺑﻬﺎ ﻓﺮﺝ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﺘﺠﻨﻮﺍ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴُﻜْﺮ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ؟ ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻭﺻﻞ ﻟﻜﻢ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﻨﻔﻘﻮﻧﻪ ﻛﻤﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻜﺮﺕ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺕ ﻧﺼﻴﺒﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﻛﻨﺖ ﺃﻛﻴﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺳﺎﻟﻤًﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﻣﺤﻠﻲ، ﻭﺭﺍﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ..
ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻜﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ .. ﺃﻗﺴﻤﺖ ﺃﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﺗﺼﻞ ﺑﻜﻢ ﺃﻭ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺁﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .. ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻜﻢ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻓﻮﺭًﺍ ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱٍ ﻣﻨﻜﻢ .. ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﺑﺮﺕ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﺟﻴِّﺪًﺍ ﺟﺪًّﺍ .. ﺃﻭﻝ ﻣﺒﻠﻎ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺍﺗﺤﺼﻞُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻷﺟﻠﻜﻢ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺟﻴِّﺪًﺍ ﻭﺟﺪﺗﻨﻰ ﻟﻦ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ .. ﻛﻨﺘﻢ ﺳﺘﻈﻠﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻓﺄﻣﻮﺍﻟﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺠﺎﻫﺪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺑﺪﺃ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﺴﻴﻂ ..
ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺪﻣﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺳﻮﻳﺖ ﻣﺪﻥ ﺑﺎﻷﺭﺽ .. ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺳﻮﺭﻱ ﺍﺳﻤﻪ ﻧﺰﺍﺭ ﺷﻬﻢ ﻭﻣﺨﻠﺺ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘًﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ .. ﻣﻮﺕ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺰﻉ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ .. ﺃﻗﻨﻌﻨﻲ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻷﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻴﺒﻴﺎ .. ﺳﺎﻓﺮﻧﺎ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻏﺎﻣﺮﺕ ﻭﺍﺷﺘﺮﻛﺖ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﻨﺎ ﻗﺎﺭﺑًﺎ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺮﺓ .. ﻛﻨﺎ ﻧﻬﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻻﺟﻲﺀ .. ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .. ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺳﺘﺮﻧﺎ ﻭﻟﻢ ﻧﻔﻘﺪ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ .. ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﻭﺍﺡ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺣﺘﻰ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﻳﻮﺭﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻗﺴﻢ ﻟﻜﻢ ﺃﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﻲﺀ .. ﺃﺑﺪًﺍ ﻟﻢ ﺃﺗﺮﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺳﺒﺎﺣﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻴﻦ ﻋﺪﻳﻤﻲ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ .. ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻢ ﺃﺷﺘﺮِ ﻣﺮﻛﺒًﺎ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜًﺎ ﻣﻌﺮﺿًﺎ ﻟﻠﻐﺮﻕ ﺑﻞ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻣﺮﻛﺒًﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺃُﺧﻀِﻌﻪ ﻟﻠﺼﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺭﺣﻠﺔ .. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺘﺄﻧﻴﺐ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻏﺎﻣﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺑﺴﻼﻡ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟًﺎ ﻋﻦ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ .. ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ .. ﺃﺭﺩﺕ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺒﺪﺃﻭﺍ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ .. ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﺎﻭﻳﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻷﺷﻬﺮ .. ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻫﻢ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺇﻣﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ .. ﻣﺪﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﻭﻣُﻠِﺌﺖ ﺑﺎﻷﺷﺒﺎﺡ .. ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺃﻋﻴﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺣﻮﺍﺳﻲ .. ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﻌﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻭﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ .. ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺪﻭﺍ ﺑﺠﻠﻮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻗﻤﺖ ﺑﺘﻬﺮﻳﺐ ﺭﺟﺎﻝٍ ﻭﻧﺴﺎﺀٍ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ .. ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻤﻠًﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﺸﻨﺎ ﺣﺮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻓﺮﺝ .. ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻣﻌﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺤﻴﻤًﺎ .. ﻛﻞ ﻟﻜﻤﺔ ﻟﻜﻤﺖ ﻭﺟﻪ ﺃﻣﻲ ﺣُﻔﺮﺕ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ .. ﺃﻱ ﺻﻔﻌﺔ ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺗﻤﺤﻮ ﺃﻱ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻓﻬﻢ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ .. ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ .
ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻋﻪ ﻟﻠﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﺳﺘﺮﺟﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﻻﻣﻬﻢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .. " ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻼﺣﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻇﻠﻨﺎ، ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻃﻌﺎﻡ ﻓﺄﻛﻠﻨﺎ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻔﺪﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﺓ ﻣﺎﺗﺖ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻔﻘﺪﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ .
ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺗﺘﻌﻔﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ .. ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ، ﻓﺤﺘﻰ ﺃﺷﻘﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺻﺎﻣﺘﻮﻥ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ .. ﺻﻤﺘﻬﻢ ﻋﺎﺭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺳﻴﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻮﻣًﺎ ."
ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻧﺪﻡ ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺑﺎﻕٍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻓﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﻣﻊ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻟﺸﺎﻃﺊ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ .. ﻃﻔﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﻛﻔﻪ ﺑﻜﻒٍ ﺑﺎﺭﺩﺓٍ ﻣﺮﺗﻌﺪﺓٍ ﻭﺗﺮﺟﺘﻪ ﺑﺄﻟﻢ : " ﻋﻤﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻻ ﺗﻌِﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ " ، ﺭﺑﺖ ﺳﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻃﻤﺌﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠًﺎ :
- ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﻌﻮﺩﻭﻥ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺳﻮﺭﻳﺎ ..
ﻇﻞ ﻷﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺑﻠﻴﻠﻰ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻟﺘﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ .. ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺎﻟﺴﻘﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺘﻔﻀﺤﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻛﻤﻞ .. ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺷﺪﻫﺎ ﻗﺴﻮﺓ ..
- ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠًﺎ ﻣﻠﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪًﺍ ﻭﻧﺎﺿﻠﺖ ﻷﺟﻠﻜﻢ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﻬﻀﺖ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺳﺎﻟﻢ .. ﻟﻜﻤﺎﺕ ﻓﺮﺝ ﻭﺻﻔﻌﺎﺗﻪ ﺷﻜﻠﺖ ﺟﺰﺀً ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻄﺎﻟﻪ ﻳﺪﺍﻩ ﻛﺤﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﺠﻠﺪﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺃﺭﺟﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺑﻬﻢ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻡ ﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﺒﺒﻪ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﻼﻭﺱ ﻓﻴﻈﻨﻬﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀً ﻟﻪ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻗﻨﻌﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .. ﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﺳﺄﻟﻪ ﺣﺴﻦ ﺑﻌﺪﻡ ﻓﻬﻢ ..
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻀﺮﺑﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ؟ ﻓﻜﺎﻥ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ..
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻄﻘﻬﺎ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻘﻢ ﻓﻲ ﺣﻠﻮﻗﻬﻢ ﻗﻄﻌﺖ ﺳﻴﻞ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ..
- ﻋﺎﻡٌ ﻛﺎﻣﻞٌ ﻭﺃﻧﺎ ﺃُﻫﺮُّﺏ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺯﻭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ .. ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﺍﻵﻟﺔ ﻷﺣﻀﺮﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ..
ﺃﻣﻮﺍﻟﻲ ﻣﻜَّﻨﺘﻨﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﻓﻴﺰﺍ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻗﺎﻣﺘﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ .. ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﺎﺀ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻜﻦ ﺣﺎﻓﺰﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻷﺟﻠﻜﻢ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺻﺒﺮ ﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ .. ﻟﻜﻨﻲ ﺃُﺩﺭﻙ ﺍﻵﻥ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﻘﻂ ﻋﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﻨﺖ ﺭﺣﻤﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺮﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﺘﻤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻲ .. ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻣﻲ ﻭﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﺪﻡ .. ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻋﻮﺿﻜﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﻬﺮ ﻣﺮَّﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ، ﻟﻴﻠﻰ ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﺑﺤﻨﺎﻥ :
- ﺳﻌﺪ !! ﻻ ﺗُﺤﻤِّﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ .. ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭﻫﺎ، ﻭﻋﻮﺩﺗﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻨﻘﺬﻫﺎ .. ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ : } ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀ ﺃَﺟَﻠُﻬُﻢْ ﻻَ ﻳَﺴْﺘَﺄْﺧِﺮُﻭﻥَ ﺳَﺎﻋَﺔً ﻭَﻻَ ﻳَﺴْﺘَﻘْﺪِﻣُﻮﻥَ { ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﺭﺗﺎﺣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ ﺃﺯﺍﺣﺖ ﻫﻤًّﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻓﺄﻛﻤﻞ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﻭﺍﺿﺢ :
- ﺍﺳﺘﻘﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺧﺒﺮﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﻛﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻴﺮ .. ﻋﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻮﺍﺳﻴﺮ ﺳﺒﺎﻛﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﺟﺪًّﺍ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻮَّﻕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻟﺪﻳﻬﻢ .. ﺗﻌﺎﻭﻧﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﻟﻜﻞ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﻪ .. ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻌﺮﻫﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺮﺍﻓﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻫﺘﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ " ﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻣﻴﻚ " .. ﺻﺪﺭﺕُ ﻭﺍﺳﺘﻮﺭﺩﺕُ ﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻣﻴﻚ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺳﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﺎﺕ .. ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻋﺸﺮﻳﻨًﺎ ﺑﻞ ﺧﻤﺴﻴﻨًﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ..
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﻱَّ ﺃﻥ ﻳﺪﺑﺮﻭﺍ ﻟﻲ ﺃﻣﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .. ﻧﻘﻠﺖ ﻣﻘﺮ ﺷﺮﻛﺘﻲ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﻓﺮﻉ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﻋًﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﺷﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺴﺆﻭﻟًﺎ ﻋﻨﻪ، ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻮﻥ ﺍﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺟﺪﺩﻭﻩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺰﻟًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻟﻜﻨﻲ ﺍﻧﺒﻬﺮﺕ ﺑﺤﺪﻳﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻤﺴﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﺗﺠﺪﻳﺪﻩ .. ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻣﻨﺰﻟًﺎ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻨﺎ ﺃﺻﻞ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔً .. ﺭﺑﻤﺎ ﻧﺨﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻨﺴﻮﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭﺟﻰ .. ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖُ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻛﻲ ﺃﻧﻬﻲ ﺁﺧﺮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻗﺴﻤﻲ ﻭﺃﺣﺮﻗﻪ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﻟﺘﻨﺴﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻷﻟﻴﻢ .
ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﻤﻞ :
- ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﻧﺠﺎﺣﻲ ﻭﺗﻨﻌﻢ ﺑﻪ .. ﻟﻢ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ .. ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺭﺳﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﺪﻳﻪ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻠﻜﻢ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻔﺮﺝ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻷﺷﻌﻞ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ..
ﺻﻮﺭﺗﻜﻢ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻏﻴﺒﺘﻲ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﺿﻌﻒ ﻭﺃﻋﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺣﻘﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺧﻄﻄﺖ ﻟﻪ .. ﺣﺮﻣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺘﻌﺔ ﺑﺪﻭﻧﻜﻢ .. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻧﻲ ﺑﺨﻴﻠًﺎ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻟﻢ ﺃﺑﺪﻝ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﺃﺑﺪًﺍ ﻭﻟﻢ ﺃﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻜﻨﻬﺎ؟ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﺃﺑﺪًﺍ ﻭﺻﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﺪﻱ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻬﺰﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻧﻘﻠﺖ ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻲ .. ﻭﻋﺪﺕ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺩﺭﺗﻜﻢ ﺑﻬﺎ .. ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪًﺍ ﺳﻨﺴﺘﻤﺘﻊ ﺳﻮﻳًّﺎ ﻭﺳﻨﻨﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ..
ﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻓﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﻴﺮ ﺷﻘﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺆﺱ ﺃﺷﻘﺎﺋﻪ ﻓﻴﻜﻤﻞ ﺑﻌﺰﻳﻤﺔ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻮﻯ ﻋﻤﻠﻪ ..
- ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻟﻢ ﺗﻘﺮﺭ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﻲ؟
- ﻻ ﻳﺎ ﻧﺰﺍﺭ .. ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻫﻨﺎ ..
ﻧﺰﺍﺭ ﺃﻟﺢ :
- ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻸﻛﻞ ﻓﺄﻧﺖ ﺯﺍﻫﺪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ..
ﻫﺰ ﺳﻌﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻘﻮﺓ :
- ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﻤًّﺎ .. ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻱ ﺟﻴﺪًﺍ .
ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺠﺪﺩًﺍ :
- ﺃﻧﺖ ﻋﻨﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﺤﺪ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ..
- ﺃﻧﺖ ﻣﺨﻠﺺ ﺟﺪًّﺍ ﺃﺗﻌﺸﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺷﻘﺎﺅﻙ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻷﺟﻠﻬﻢ، ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﺜﻘﺔ :
- ﺳﻴﻘﺪِّﺭﻭﻥ .
- ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﻧﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ .
ﺛﻢ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺗﻘﺸﻔﻪ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺟﻴِّﺪًﺍ ﻟﺘﻘﺸﻔﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﺑُﺨﻠًﺎ، ﻧﻔﺾ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :
- ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺳﻴﺼﻠﻮﻥ ﺑﺎﻛﺮًﺍ .. ﻟﻘﺪ ﻓﻀﻠﺖ ﺃﻥ ﻧﺘﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺣﺪﻧﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲ .. ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻣﻮﺕ ﺟﻮﻋًﺎ .. ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺘﻘﺪﺕ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ .
*****
ﻧﻌﻤﺔ ﺭﺟﻮﻉ ﺳﻌﺪ ﻻ ﻳﻘﺎﺭﻧﻬﺎ ﺷﻲﺀ .. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻈﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .. ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻮﺍﻃﻒ .. ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣًﺎ ﺿﻢَّ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣًﺎ .. ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﺒﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻭﻏﺮﻑ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺫَ ﺍﻵﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻠﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺸﻮﻕٍ ﻛﺒﻴﺮ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻴُﻀﻴﺮﻫﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﻗﺼﺮًﺍ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻛﻮﺧًﺎ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻼﺫﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﻠﺐ ﺳﻌﺪ ..
ﻭﻓﻲ ﺷﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻛﻠًّﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﺣﺴﻦ ﺷﺮﻛﺎﺀﻩُ .. ﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﺮﻛﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺮﺍﺋﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺑﻪِ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻷﺟﻞِ ﺭﺧﺎﺋﻬﻢ ﻭﻣﻨﺤﻬﻢ ﻫﻮﻳﺔَ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ .. ﺍﻵﻥ ﺳﻴﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻟﺤﻤﻪ ﻭﺩﻣﻪ ﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻴﺸﻴﻮﻥ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻨﻌﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻓﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﺗﺰﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﻛﺸﻤﻮﻉ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .. ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﺳﻌﺪ ﺗﺤﺪﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﺎﺭﺏ ﻟﻴﻬﺒﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ .
ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻭﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ ﻗﻮﻳًّﺎ ﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻟﻜﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ، ﻭﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻓﺮﺻﺔً ﻟﻬﻢ ﻻﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ .. ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻓﺘﺪﺭﻳﺠﻴًّﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﺣﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺗﺠﻠﺐ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺨﺘﻠﻒ .. ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺷﺪ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ .. ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ ".. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ."
ﺫﻛﺎﺀ ﺣﺴﻦ ﻭﻟﺒﺎﻗﺘﻪ ﻭﺩﻣﺎﺛﺔ ﺧﻠﻘﻪ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺪﻳﺮًﺍ ﻟﻠﺘﺴﻮﻳﻖ، ﺃﻣﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺒﻨﻰ ﺑﻘﻮﺓ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺣﺴﻦ ﻭﺳﺎﻟﻢ ﺍﻋﺘﺎﺩﺍ ﻓﻮﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ، ﺑﻞ ﻭﺑﺮﻋﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﺳﻢ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ .. ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ .. ﻓﻘﻂ ﺩﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﻣﻮﺍﻟًﺎ ﻻ ﺗُﻌﺪ ﻭﻻ ﺗُﺤﺼﻰ .. ﺍﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻸﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻣﻴﻚ ﻭﺍﺣﺘﻜﺮﻭﺍ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺳﻌﺪ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ .. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﻳﺘﺠﺮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﻫﻰ ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﺖ ﻣﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺪﻳﻜﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﺳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﺻﺮَّ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻛﻠﻴﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻫﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ﻭﺧﺼﺺ ﻟﻬﺎ ﺳﺎﺋﻘًﺎ ﻟﻴُﻘﻠﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻨﻘﻼﺗﻬﺎ ..
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻟﺮﺳﻢ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺳﻢُ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔُ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﺒﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻤﺲ ﺷﻐﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .. ﻭﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﻠﺤﻮﻅ .
ﺃُﺳﺪﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭُ ﺃﺧﻴﺮًﺍﻋﻠﻰ ﻣﺎﺿﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤُﺸﻴﻦ .. ﺗﺠﺎﻫﻠﻮﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﺝ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﻣﻴﺘًﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺿﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ..
ﻣﺮﺕ ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .. ﻣﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺃﻗﻨﻌﺖ ﺳﻌﺪًﺍ ﺑﺼﻮﺍﺏِ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺘﻬﺎ ..
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋُﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓٍ ﺑﻌﺪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﺳﻢ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ .. ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀُ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔِ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻭﻗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭﺗﺪﺭﺟﺎﺕ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻘﻬﺎ ﺑﺒﺮﺍﻋﺔ ..
ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ .. ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻟﻸﻟﻮﺍﻥ ﻭﺟﺮﺍﺀﺗُﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻂ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺃﺳﻠﻮﺏٌ ﺧﺎﺹٌ ﺑﻬﺎ .. ﻟﻤﺴﺔٌ ﺷﺮﻗﻴﺔٌ ﺗﻤﺰﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪﻩ ..
ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﺘﺼﻤﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﺻﻔَّﻰ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﺷﻐﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺪ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻌﺮﺽ ﻟﻸﺛﺎﺙ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠًﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻓﻮﺭًﺍ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﺛﺎﺙ ﺃﺳﻤﺎﻫﺎ " ﻟﻴﻠﻰ ."
**********
- ﺁﻧﺴﺔ ﻟﻴﻠﻰ .. ﺁﻧﺴﺔ ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻧﺠﺪﻳﻨﻲ .
ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﺎﺳﻮﺑﻬﺎ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺑﺪﻫﺸﺔ :
- ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺎ ﻓﺮﺡ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺰﻋﺘِﻨﻲ .
ﺿﺤﻜﺖ ﻓﺮﺡ ﺑﺨﺠﻞ :
- ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ ﻟﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ( ﺻﺎﺭﻭﺥٌ ) ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻚ؟
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ :
- ﺻﺎﺭﻭﺥ؟
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﺠﻴﺐ ﺑﺎﻧﺒﻬﺎﺭﻭﺍﺿﺢ :
- ﻧﻌﻢ ﺻﺎﺭﻭﺥ ﺃﺭﺽ ﺟﻮ ﻟﻜﻦ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺮﺍﺳﺔِ ﺷﻘﻴﻘﻚِ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐُ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ .
- ﻓﺮﺡ .. ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ .
ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕٍ ﻫﺎﻣﺲ :
- ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺭﺟﻞٌ ﻭﺳﻴﻢٌ ﺟﺪًّﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻚ .
ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﻘﻠﻖ :
- ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ؟ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﻴﺮًﺍ؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﺿﺎﺣﻜﺔً :
- ﻻ، ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔُ ﻛﻲ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻣﻨَّﺎ .
" ﻇﺮﻳﻔﺔ ﺟﺪًّﺍ .." ﺿﺤﻜﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻀﺤﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
- ﺃﺩﺧﻠﻴﻪِ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺐ ﻛﻴﺎﻧﻚ .. ﻭﺗﺬﻛﺮﻱ ﺃﻧﻚِ ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ .. ﺳﺄﺧﺒﺮ ﺧﺎﻃﺒﻚِ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺸﻤﻲ .
ﻳﺎﻟﻠﻨﺴﺎﺀ !!
ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺮﺡ ﻓﻮﺭًﺍ ﺩﻭﻥ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﻫﻴﺎﻡ ..
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﺡ ﺑﻤﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ .. ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﺎﺩ ﻟﻴُﻔﺘﺢ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﺘﺸﺎﻫﺪ ﻓﺮﺡ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺭﺟﻞ ﺿﺨﻢ ﻣﻔﺘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ .. ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋُﻤﺮﻩ .. ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺳﻢ ﺭﺟﻞٍ ﺭﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﻴﺪﺓً ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻩُ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻏﺎﻣﻀًﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗُﺪﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺃﻟﻢ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺃﻧﺒﺄﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃُﺧﺮﻯ .. ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻟﻬﺎ ﻣﺪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻳﺪﻩُ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻂ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻌﺸﺖ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ .. ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻟﻔﺮﺡ ﻓﻬﻲ ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﺻُﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﻤﺢُ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻴﺪِ ﺃﺑﺪًﺍ ﻟﻜﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﺣﻮﺻﺮﺕ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔٍ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺻﺔ .. ﻗﺎﻝ ﺑﺄﺩﺏٍ ﺟﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻌﺘﺼﺮُ ﻛﻔﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ :
- ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ..
ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻧﺨﻠﻊ ﺑﻌﻨﻒ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻼ ﻟﻮﻥ ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﻛﺎﻟﻤﺤﻤﻮﻡ .. ﺃﻣﺎ ﻛﻔﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺜﻠﺞ .. ﺭﺩﺩﺕ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻬﻠﻊ :
" ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ .. ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ .." ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻣﺠﺪﺩًﺍ .. ﻓﺮﺝ ﺳﻮﻑ ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺠﺪﺩًﺍ .. .
ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ ﻻﺣﻆ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻬﺎ .. ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻘﻠﻖ :
- ﺁﻧﺴﺘﻲ .. ﻫﻞ ﺃﻧﺖِ ﺑﺨﻴﺮ؟
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕُ ﺗُﺠﺎﻫﺪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝِ ﻣﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻟﻪ :
- ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺭﺳﻠﻚ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻬﺰﻭﺯﺓً ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ، ﺯﺍﺩﺕ ﺯﺍﺋﺮﻫﺎ ﺣﻴﺮﺓً .. ﺃﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻘﺪ ﻟﻮﻧﻪ ﻭﺍﺭﺗﺴﻢ ﻓﻘﻂ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ .. ﺣﺮﺭ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺳﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ .. ﺭﺍﺋﺤﺔُ ﻋﻄﺮﻩِ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻧﻄﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﺍﻛﺮﺍﺗﻬﺎ .. ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﺭﺗﺠﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺤﺐ .. ﺑﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
- ﺃﻧﺖِ ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻣﺘﻌﺒﺔً ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚِ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ .. ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻓﻲ ﻭﻗﺖٍ ﺁﺧﺮ ﺑﺸﺮﻁِ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺒﻲ ﻓﻮﺭًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﻛﻠﻤﺔُ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻟﻮﺟﻨﺘﻴﻬﺎ .. ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ :
- ﻋﻤﻞ؟
ﻟﻴﻌﻠﻖ ﻛﺮﻳﻢ ﺑﺨﻔﺔ ﺩﻡ ﻭﺍﺿﺤﺔ :
- ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ .. ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ ﻟﻠﺪﻳﻜﻮﺭ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻫﻞ ﺃﺧﻄﺄﺕُ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺗﺠﻤﻴﻞ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ؟
ﺇﻧﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻬﺎ؟ !! ﻻ ﻻ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻟﻄﻴﻒ ﻭﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ .. ﺭﺩﺕ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ :
- ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .. ﺃﻧﺎ ﺑﺨﻴﺮ .. ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ .
ﺭﺩ ﺑﺸﻚ :
- ﻫﻞ ﺃﻧﺖِ ﺃﻛﻴﺪﺓ؟ ﺃﻧﺖِ ﺳﺒﺒﺖِ ﻟﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ .. ﻓﺄﻧﺖِ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺭﺅﻳﺘﻲ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻋﻔﺮﻳﺘًﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺖٍ ﺁﺧﺮ .. ﺿﺤﻚ ﺑﺨﺒﺚٍ ﻭﺃﻛﻤﻞ :
- ﻓﺮﺻﺔ ﻷﺷﺎﻫﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺗﻨﻔﺴﺖ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺡ ﻭﺯﻓﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻛﻞ ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ .. ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﺝ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﻏﺜﻴﺎﻧًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ، ﻓﻜﺮﺓ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗُﺮﻋﺒﻬﺎ .. ﻫﻮ ﻳﺮﻋﺒﻬﺎ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ .. ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻘﻴﺄ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ .
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ " ﻛﺮﻳﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ﺃﻭ ﺃﻳًّﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺃﻣﺮٍ ﻣﺎ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺮﺝ .. ﺍﺳﻢ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺃﻟﻤًﺎ ﻋﻨﻴﻔًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻮﺭًﺍ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻟﻬﺎ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﺘﺤﻤﻞ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ، ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺛﻢ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻃﻠﺒﻪ .
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ :
- ﻣﻄﻠﻘًﺎ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻚ .. ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺠﺪﻳﺔ :
- ﺍﺳﻤﻌﻴﻨﻰ ﺁﻧﺴﺘﻲ، ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺃﻛﺮﻩ " ﺍﻟﻠﻒ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ " ﻭﺗﻨﻤﻴﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. " ﺩﻭﻏﺮﻱ " ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ .. ﺍﺳﻢ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻼﻣﺔً ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ، ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻰ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ ﺻﻤﻤﺖِ ﺃﻧﺖِ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ .. ﻭﺍﺳﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ " ﺍﻟﻔﺸﺨﺮﺓ " ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﺎﻫﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ " ﺳﻌﺎﺩ ﻫﺎﻧﻢ " ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﻦ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺭﺳﻠﺘﻨﻰ ﻛﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚِ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ .. ﻫﻲ ﺑﺎﻋﺖ ﺃﺭﺿًﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﻜﺘﺒﻚ .. ﻓﻤﻌﺮﻭﻑ ﺟﺪًّﺍ ﻛﻢ ﻳﻜﻠﻒ ﺗﺼﻤﻴﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ .. ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﺨﺒﺚ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺑﻤﺮﺡ :
- ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻌﺸﻤﺖ ﺃﻧﻚِ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻳﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔَ ﺳﺤﺮﻱ ﻭﺳﺘﻘﻮﻣﻴﻦ ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺟﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻮﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃُﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺫﻛﺮﺗﻚ ﺑﻮﺣﺶ ﻣﺎ ﺭﺑﻤﺎ؟
ﻟﻠﺤﻈﺎﺕٍ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﻪ ﺑﺼﻤﺖ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓِ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔٍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﻼﻣﻪ .. ﺗﺴﻠﻠﺖ ﺿﺤﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻀﺤﻚ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﻓﻌﻠﻴًّﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻣﻨﻚ .. ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻟﻦ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻵﻥ .
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻼﻋﺘﺬﺍﺭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻔﻀﺢ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﺳﻢ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﻓﻤﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮ ﺍﻻﺳﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻟﻠﻘﻔﺰ ﻋﺒﺮ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .
ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ .. ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺧﺒﺮﻫﺎ .. ﻫﻞ ﺗﺮﺿﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﺩﻱ ﺃﺳﺮﻩ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ؟
ﺭﺩﺕ ﺑﺬﻫﻮﻝ :
- ﻣﺎﺫﺍ؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ :
- ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻓﻀﻴﻦ ﻃﻠﺐ ﺃﻣﻲ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﺘﻨﻐﻴﺺ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .. ﺃﻧﺖِ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ " ﺑﻮﺯ " ﺳﻌﺎﺩ ﻫﺎﻧﻢ .. ﻭﺃﺑﻲ ﺳﻴُﻄﻠﻘﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ، ﻭﺃﺧﺘﻰ ﺳﺘﺘﺸﺮﺩ ..
ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ :
- ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ .. ﺳﺄﺻﻤﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ .
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔً ﺷﻌﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻮﺧﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻌﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺟﺴﺪﻫﺎ
- ﺷﻜﺮًﺍ .. ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺒﺪﺃﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟
ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﺭﻳﻄﻬﺎ ﺑﺨﻔﺔ ﺩﻣﻪ .. ﻣﻤﻴﺰ ﺟﺪًّﺍ .. ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﺜﻠﻪ ..
ﻗﻮﺗﻪُ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﻔﻴﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀٍ ﻣﻦ ﺧﻔﺔ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻤﺮﺡ ..
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻡ :
- ﻏﺪًﺍ ﺳﺄﻋﺎﻳﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .
أنت تقرأ
ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ : ﺩﺍﻟﻴﺎ ﺍﻟﻜﻮﻣﻰ
Romanceﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎﺭٍ ﻣﻦ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻠﻔَّﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ .. ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻬﺰُّﻫﺎ ﺑﻘﺴﻮﺓ .. ﺃﻗﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﻌﻨﻒ، ﺩﻋﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .. ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﺨﻔﻖ ﻛﻘﺮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ، ﻓﻤﺎﺯﺍﻝ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳُﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .. ﺗﻌﺜَّﺮ...