ندم وحزن هز كل كياني
فانساب دمعي واستكان لساني
النفس حيرى والذنوب كثيرة
والعمر يمضي والحياة ثواني
يا نفس كفي عن معاصيك التي
كادت تميت الحس في وجداني
أنسيت أن الموت آت، فاجمعي
يا نفس من طيب ومن إحساني
أنا لست أخشى الموت بل أخشى الذي
بعد الممات، وعسرة السؤلاني
ماذا أقول إذا فقدت إرادتي
وتكلمت بعدي يدي ولساني
ماذا.. وكل جوارحي تحكي بما
صنعت.. ولست بعالم النسياني
أخشاك يا شمس الشتاء فكيف لا
أخشى العذاب وحرقة النيراني
أنا يا الهي حائر فتولني
ولأنت تهدي حيرة الحيراني
أنا إن عصيت فهذا لأني غافل
ولقد علمت عواقب العصياني
أنا إن عصيت فهذا لأني ظالم
والظلم صنع من يد الإنساني
لكنك الغفار فاغفر ما جنت
نفسي على نفسي فأنت الحاني
أشكو إليك ضآلتي ومذلتي
فارفع بفضلك ما أذل زماني
أدعوك في صمتي، وفي نطقي
وفي همسي بقلب دائم الخفقاني
أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها
شأني، وكن لي يا عظيم الشاني
لك في الفؤاد مهابة ومحبة
يا من بحبك يستضيء كياني
أنا يا إلهي عائد من وحدتي
أنا هارب من كثرة الأشجاني
من لي سواك يجيرني ويعيدني
من عالم الأهواء.. والشيطاني
سدت بوجهي كل أبواب المنى
فأتيت بابك طالب الغفراني
يارب إني قد أتيتك تائبا
فاقبل بعفوك توبة الندماني
أنت تقرأ
ياباغي الخير أقبل
Non-Fiction✍ قال ابن السّماك رحمه الله : إن الموتى لم يبكوا من الموت ؛ ولكنهم يبكون من حسرة الفوت! فاتتهم واللهِ دارٌ لم يتزودوا منها، ودخلوا دارًا لم يتزودوا لها ! فأيّةُ ساعةٍ مرّت على من مضى ؟! وأية ساعة بقيت علينا ؟! والله إن المتفكر في هذا لجدير أن يترك...
