ج١-الفَصلُ الأول

7.5K 361 634
                                    

٢٠٢٥/٠٣/١٧

" قُطعٌ أثريةٌ عثر عليها مَجموعةٌ من علماءِ الآثار في مدينة بابل العراقية. "
تحدثت المُذيعة الاخبارية على احدى قنوات التلفاز العربية بصوتها الرتيب المُتزن، عقدت حاجبيها ثم اكملت على عجبٍ:
" الغريب في أمر تلك القطع أنها قد كُتِبَت بلغات جميع حضارات العالم، من بينها الآشورية، الأكدية، السومرية، الفرعونية، الفارسية القديمة، الحيثية، المايا وغيرها الكثير "

تابعت حديثها بعدما مالت بجذعها الى الأمام قليلًا وتعابيرها الجادة تقطُن وجهها :
"وعلى ضوء هذا تعمل وزارة الثقافة العراقية على التواصل مع اهم علماء الآثار في العالم؛ لغرض ترجمة تلك القطع ومعرفة كيفية تواصل حضاراتها مع بعضها على الرغم أن ما بينها آلاف السنين!" 

ارتخت ملامحها حينما قالت وهي تومئ برأسها :
" ثم ادراجها ضمن اهم مُكتشفات هذا العصر، وتحت رعاية الحكومة العراقية "

---*---

٢٠٢٦/١١/٢١

" وبعد مرور أشهر عديدة تجاوزت مدتها السنة، اعلن اتحاد الآثار العالمي الذي تم إنشاؤه في بغداد الشهر الماضي.. أنهم قد نجحوا اخيرًا في ترجمة القطع الغامضة التي تم اكتشافها في بابل، إليكم ما ورد في مقال اتحاد الآثار "
تحدثت ذات المُذيعة بملامحها الهادئة وثيابها الرسمية، ثم حولت نظرها لشاشة تقبع خلف كواليس موقع التصوير؛ لغرض مُتابعة ذلك المقال.

أمر المُخرج بعرض الصور التي تم التقاطها لتلك القطع بأشكالها المُربعة مُتآكلة الزوايا، تبرق تحت عدسات آلات التصوير بذهبيتها الآسِرة وتُبهر كُل من يتأمل تفاصيلها، تتجلى فيها كافة رموز الحضارات القديمة بفخامةٍ تنبضُ لأجلها القلوب بدهشة.. لم يرى العالم بأسرهِ أشياءً كهذه ابدًا!

تحدث مذيعٌ ما برز صوته دون شكله قائلًا :
" اجدادنا لا يكفون عن ابهارنا بعبقريتهم، وهذه القطع الأثرية هي احدى عجائبهم التي لم يفهمها أحدٌ بعد..
جاء في مقال اتحاد علماء الآثار أنهم لم يعلموا حتى الآن كيف تواصل أجدادنا حول العالم مع بعضهم خلال الزمن، لِمَ تحديدًا اختاروا بابل لدفن احدى دلائل دهائهم؟
وجاء ايضًا أن العلماء استطاعوا ترجمة ما ذُكِرَ على تِلك القطع وإليكم ما كُتِبَ فيها :

حينما خلقكم الإله، وضع الكون على كفةِ ميزان الخطايا
ما أن تُثقلُ كفة خطاياكم، حينها..
سينقلب الحب الى ضغينةٍ
الرحمةُ الى عذاب
الرغدُ الى شقاء
السكينةُ الى رعب
والنِعمةُ الى بؤس
تجري دماؤكم حَيز أنهاركم
فَتُصبِحونَ وتُمسون على وصبٍ
مجدوا المولى دائمًا، صلوا له واطيعوه
فإن تَخليتُم عنه، تَخلى عَنكم
عَرضتُم عن سماعه، لن يستمع لصرخاتكم أحد
والويل لِمن أجرم بحق مولاه

خطاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن