ج٢-الفَصل الرابع

1K 120 143
                                    

أمسك جونغكوك بذراع أتالا وسحبها خلفه يركض إلى الباب الخلفي للمنزل؛ كي يهربا منه إلى الخارج.
فَتَح الباب وأطلق ساقيه للريح راكضًا وتركض خلفه أتالا، ضوء البرق وَمض في السماء فرافقه صوت الرعد مُعلنين سقوط قطرات المطر.
هَبت الرياح بنفحاتٍ سريعة مُشكِلَةً صفيرًا نَجم عن إحتكاكها بأوراق الشجر وتخللها ثنايا الأغصان.

دخل جونغكوك الغابة ومعه أتالا مُبتعدين قدر الإمكان عن المنزل، حاولا بجهدٍ ألا يتركا خلفهما أثرًا من خلال الركض فوق برك المياه الصغيرة التي اخذت تتجمع نظرًا لهطول قطرات المطر أرضًا.

داخل المنزل.. كان مالك قد سحب سيفه توًا من بين أضلع فاوسيليوس وهو يجول بنظره في المنزل، كان يُبصر طريقه عن طريق ومضات البرق التي تسبق زلزلة صوت الرعد الخفيفة.

اغمض عينيه وصب جُل تركيزه في من كان لا يزال داخل المنزل ولم يغادره، عقد حاجبيه مُحاولًا تتبع رائحة الخطايا التي كانت لا تزال تنبعث في المكان.
بسمةٌ جانبية رُسِمَت على شفتيه حينما أدرك بُعد مسافة الخطاء القريب منه.
بحدةٍ فتح عينيه ثم اتبع المسار الذي رسمته له حاسة شمه.
خطواته الساكنة سلكت دربها إلى الطابق الثاني من المنزل، صعد درجةً درجة وهو يتقصد أن يُسمِعَ الآخر صوت خطواته.

كان تايهيونغ في غرفته قد اقفل الباب وسحب بهدوءٍ واضعًا أمامه دولابه الخشبي؛ وهو يظن أن مجموعة من القطع الخشبية ستردع الزاينيل الفرعوني عن إنجاز مُهمته.

وقف تايهيونغ عند زاوية الغرفة وبيده بندقيته، يزدرد رمقه بين الفينة والأخرى منتظرًا وصول مالك.
نبضات قلبه أوشكت أن تفضح موقعه نظرًا لصخب ضرباتها وخوفها هي الأخرى.
أنفاسه أوشكت أن تسابق نبضاته في أيٍّ منهما هي المسموعة الأكثر والأسرع.
شَحُب وجهه وشُخِصَ بصره وعيناه تنتظران لحظة لقائه بالموت.

ذلك الانتظار لم يدم طويلًا.. فالزاينيل أصبح عند الباب!
توقف مالك عنده وابتسم ابتسامةً ساخرةً وهو يستمتع بإقتراب رائحة خطايا الكوري، بالطبع لم تكن تلك الرائحة مُحببةً لدا الزاينيل عمومًا؛ فهي تذكرهم بغضب المولى لعصيان خَلقِه.. لكنها كانت بطريقةٍ ما مرغوبةً لدا مالك؛ أحب ذلك الشعور الذي يُطهر لأجله الأرض من الخطائين.

 رفع مالك سيفه ثم هبط به بكل قوته على الباب الخشبي واخترقه منتصفًا إياه..
وجه تايهيونغ سلاحه ناحية الباب بنظراتٍ شاخصة مُنتظرًا دخول الزاينيل إلى داخل الغرفة.

ومضةٌ من البرق سمحت لتايهيونغ أن يرى الزاينيل وهو يُبعد عن طريقه قطعتي الدولاب التي انشرختا لنصفين بسبب سيفه الحاد.
صوتُ عيارٍ ناري صدح في المكان مصدره بندقية تايهيونغ المصوبة ناحية الزاينيل.
قهقهةٌ ساخرة سُمِعَت من جوف الزاينيل وكأنه يسخر من هُزأة سلاح الآخر.

خطاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن