ج١-الفَصلُ الثاني

1.9K 204 511
                                    

وَضع احمد ملعقته جانبًا ثم التفت برأسهِ يُراقب المارة من خلال نافذة المطعم الزجاجية.
فبعدما نالت قلوبهم الطمأنينه على مارسيلا، غادر الثلاثةُ المستشفى الى مطعمٍ قريب لتناول وجبةِ الغداء.

كان بيكهيون وزوجته يتناولان الطعام ويتحدثان عن موضوعٍ ما لم ينتبه له أحمد، قهقه بيكهيون بخفةٍ ثم التفت ناظرًا لأحمد، راقب تفاصيل ملامحه الهادئة ويبدو عليه التفكير بأمرٍ ما..

ابتلع بيكهيون لُقمته ثم رفع منديله ماسحًا شفتيه وهو يسأل :
" احمد؟! هل من خطب؟! "

التفت من ناداه بعينيه إليه مُتأكدًا إن كان هُناك فعلًا من يُناديه، رسم على شفتيه بسمةً مُتكلفة ليقول :
" لا ابدًا، كل شيءٍ على ما يُرام "

" إذن ما سبب شرودك هذا؟ "
تساءل بيكهيون مُقطبًا حاجبيه

اوشك احمد على الاجابة إلا أنه لمح شيئًا ما قد مَرَ سريعًا من يسار خارج النافذة حتى يمينها، ثوانٍ حتى عبرت سيدةٌ ما تركض بكل سرعتها ويبدو الذُعر على ملامحها.

تساءلت يولاند حينما اشارت الى رَجلٍ ما يحمل بندقيةٍ ويوجهها الى رأسه :
" ما الذي يفعله ذلك الرجل؟ "
كان يقف على الجانب الآخر من الشارع وينظر إليهم بعينيه العسليتين اللتين توسعتا بشكلٍ غريب دَب الرُعب في قلوبهم.

مرت مجموعةٌ من الأشخاص وهم يركضون بسرعةٍ ولا يختلفون بملامحهم عن السيدة السابقة.
قفزت يولاند عن كُرسيها وفزع احمد وبيكهيون حينما اطلق صاحب البُندقية النار على نفسه.

هُنا تحديدًا حينما تحدث احمد قائلًا على عجلٍ وهو يبحث عن سماعاته الشخصية ماسكًا بهاتفه :
" بسرعة ارتديا سماعتي هاتفيكما وارفعا الصوت لدرجةٍ لا تستمعان فيها لأي شيءٍ غير الموسيقى! "

" ما الذي يجري؟! "
تساءل بيكهيون والدهشة غزت ملامحه

نظر له احمد قائلًا بينما يربط سماعاته بهاتفه :
" الامر يحدث! إنه يحدث! بسرعة! سأشرح لكما لاحقًا! "

تبادل الزوجين النظرات فيما بينهما حتى صرخ بهما احمد قائلًا :
" اسرعا وإلا مُتما! "

انتفضا سويًا واخذا يبحثان سريعًا عن سماعاتهما الشخصية بينما اخذ احمد يتحدث بنبرةٍ سمحت للجميع أن يستمعوا إليه :
" ارجوكم استمعوا إلي! لا تنظروا الى عيني الكائن! ولا تدعوا الوحوش تراكم! ارتدوا سماعاتكم وارفعوا نسبة الصوت ولا تستمعوا لأي شيءٍ ابدًا! "

ثم التفت الى الزوجين فوجدهما نفذا ما اوصاهما به، اشار لهما باللحاق به بعدما هسهس بخفوت:
" كُن عونًا لنا يا الله، ارحمنا من غضبك وانقذنا من جحيمك! "

خطاياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن