STRAWBERRIES & CIGARETTES

to

أنا لا أخوضُ الشّجارات بِلا سَبب، ولكنّهم نطَقوا بإسّمك ولَم أتردّد بإستِعمال قبضَتي.

" اللّعنه "
فرَك جونقكوك وجهُه بعدَما أغلق حاسوبِه
قضَى وقتُه بالمكتَبة المحليّة يحاوِل إنهاء واجِب الرّسوم الرقميّة خاصتُه
ولكِن بعدَما أنجز مُهمّته أدرَك بأن السّاعة قَد تجاوَزت الثامُنة مساءً

خرَج في الهواءِ البارِد قبل أن يُخرج فردةً مِن تِلك العصيانِ المُميّتة الّتي يحمِلها دائمًا
كلّ مكانٍ مِن حوله كان مُظلمًا بإستِثناء مَصابيح الشّوارِع ذاتَ النوّر المُتوهّج الّتي يُصاحِبها أزيزٌ طفيف مِن الحَشراتِ الصّغيرة حائِمةً حوّلها
أشعَل سيجارتِه وأخَذ يسّحب مابِها مِن سُموم
رنّ هاتِفه ليَشخر أثنَاء إخراجِه من جيّبه
أجابَ على المُتصل ليُتمتِم ب " ماذا؟ "

" أنتَ شقيٌ وقِح! "
صاحَ بِه المُتصل بغضَب
" لاتقُل 'ماذا' وأخبِرني أيّن أنتَ واللّعنه؟ إنّها التاسِعه تقريبًا! كان مِن المُفترض أن تُحضر البيتزا بالثامِنه؟ "

" سأعُود للمنزِل في وقتٍ مُتأخّر جون هيونق "
أخَذ جونقكوك يُكمِل جولتِه مَع سيجارتِه مُحبًا لرائِحة الدّخان المُحيطة بوجهِه
" لقَد أنهيّت واجِبي للتوّ ونسيتُ البيتزا خاصّتك، اسِف، سَوف أتجوّل برحلةٍ قصيّرة حول المَدينة وأعودُ بعدَها "

تمكّن جونقكوك من سماعِ تنهيدَة الطّرف الآخَر مُجيبًا
" حسنا جونقكوك ايًا كان لاتَتورّط في أيّ مُشكله أرجوك، أخيك سوّف يبتُر حَلقي إن عادَ ورأى أيّ كدَماتٍ تملأُك مرةً أخرى! أنت تعرِف مالّذي يحصُل لسوكجين عِندما يتعلّق الأمرُ بِك "

يعرِف جونقكوك كيّف يكون قَلق شقيقِه عليّه
عندِما كان بالصّف الخامِس مزّق أحد الفتيَه دفّتر مُلاحظاتِه
حينَها عاد إلى المنزِل بعيونٍ حمراء دامِعه ممّا تسبّب الأمرُ بهيجانِ سوكجين، حتّى يومِنا هذا جونقكوك لايعرِف مالّذي قاله سوكجين للفتَى ليجعلُه يرتجِف بكلّ مرةٍ يرى فيها جونقكوك بعدَ لِقاءه بأخيه

" أعرِف هيونق، سأُحاوِل "

" مالّذي تقصِده أيّها الشّقي بالمُحاوَله، من الأفضَل أ- "

أنّهى جونقكوك المُكالمه ساخِرًا حينَما إستشّعر نبرَة الذّعر بِصوت نامجون
كيم نامجون شَريك غرفتِه وحَبيب أخِيه مُنذ عاميّن
وقَد كان الأمر غريبًا بالفِعل
يُشارك الغرفة مع شخصٍ أكبر مِنه بثلاثِ سنوات ومَع عِلمه بأن هذا الشّخص قَد أقام عِلاقةً مع أخيه

يحمِل جونقكوك السيجارةُ بيّن صفوفِ أسنانِه ويَكادُ يوشِك على ربطِ حِزام خوذتِه حتّى لمِح ظلّ مألوفٍ بالنّسبة له يخرُج مِن الزقاقِ المُجاوِر للمَكتبه
تلك الأعيُن المُحمره كانت واضِحه تمامًا في نظَر جونقكوك