(١)
حدق حسن في الحائط الخرساني الكئيب شابكا يديه خلف رأسه وهو ينتظر مصيره المحتوم .... انها مجرد دقائق قبل أن تتعرف الشرطة على هويته ! عندها سيقضي بقية حياته في السجن لجرائم بشعة لم يرتكبها .
أحس حسن بغصه في حلقه و ابتلع النار التي احتقنت في راسه وهو يفكر بحل سريع.
الشرطي ياخذ بصمات جميع المشردين، الذين تم ضبطهم ينامون تحت الجسر و حسن الآن على مسافة أربع مشردين من السجن مدى الحياة .
لقد نجى من مواقف صعبة كثيرة حتى وصل هنا لكن هذه المرة هو بحاجة لمعجزة .
احس حسن بارتجاج هاتفه في جيبه الخلفي بالتزامن مع أصوات رنين هواتف و انذار حريق و سيارات و غيرها من الأصوات التي انطلقت في نفس التوقيت . ميز حسن الصوت القادم من الهاتف يناديه باسمه وكذلك كل من في المكان من شرطه و مشردين ؛ هواتفهم تناديهم !
(٢)
بدا الارتباك واضحا على وجوه رجال الشرطة الأربعة وهم ينظرون في هواتفهم و يهزون أكتافهم باستغراب و يتهامسون فيما بينهم . تجراء حسن و أخرج هاتفه من جيبه ونظر اليه ليفهم حيرة رجال الشرطة الذين بدأوا يتراجعون الى سياراتهم و عيونهم مسمره على شاشة الهاتف.
على الشاشة : عد تنازلي من أحد عشر ساعة و احدى عشر دقيقة مضت منه حتى الآن ثلاثون ثانيه .... و هناك موسيقى في الخلفية من إيقاع منتظم يحاكي دقات قلب مع عزف منفرد على الكمان يكاد السامع يود لو أن يقترب منه صوت الكمان و فعلا يبدا الصوت بالارتفاع تدريجيا و تتسارع دقات الإيقاع .
في ذات اللحظة كانت سارة تنظر من نافذة الطائرة تتأمل الأضواء الرائعه لدبي قبل ان يقوم الطيار بمناورته الاخيره للهبوط . كانت ساره تحاول تركيز افكارها كي تسقط الطائره و تنتهي الحياة .
(٣)
"ان الموت بتحطم طائرة ارحم و اهون من ان اقضي حياتي زوجه ذلك العجوز الخبيث الذي ينتظرني الآن في المطار " فكرت ساره .
ولكن على الرغم من هاتفها بوضعية الطيران فإنه بدأ بالرنين و علت ضجه كبيره في الطائره انتهت بان عرضت الشاشات جميعها نفس العد التنازلي .
مرت دقيقه و شعرت ساره بالطائره ترتفع مجددا وكان الطيار تخلى عن فكرة الهبوط كليا !
مع بداية الدقيقة الثانية ظهرت عيون رجل على الشاشة و ما زال العد التنازلي يتناقص ....
كانت العيون تنظر بثبات و جديه ! من الصعب جدا ان تتمكن من الاستمرار في التحديق بتلك العيون دون ان تدمع عيناك .
ابتعدت الكاميرا تدريجيا ليظهر وجه الشخص صاحب العيون .
كانت جبهته مسمره بعمق و انفه دقيق و طويل . الشيء الأغرب كان شعر وجهه المجدول باتقان . كانت لحيته و شاربه مجدولة و كأنها قطعه من النسيج الفاخر .
أنت تقرأ
ايليمنوس
Horrorتطرح الروايه تصور لنهايه العالم بضربه اقتصاديه تسقط كل الحكومات و تنتشر الفوضى ! القوى العالميه تقوم بتغييرات سريعه للسيطره على الموقف ! تكشف القوى الخفيه عن تكنلوجيات جديده ...