الحلقه ٣

246 15 1
                                    

(١٣)

بدأ حسن بالركض عند الدقيقه العاشره من البث باتجاه سيارته التي قبض عليه الشرطه نائما فيها و الشرطة ما يزالون خلفه . وكأَنَّهُ ينفذ خطه معينه ، وضع كل اجهزته الالكترونيه في كيس بلاستيكي بما فيه هاتفه ، جهز حقيبه ظهر صغيره شبه جاهزه مسبقا تحتوي ادوات للتعايش من سكاكين و حبل و راديو تقليدي صغير و بعض الطعام المعلب و الماء .

الشرطة غادروا المكان عندما خرج حسن من السياره وركض باتجاه النهر ورمى كل الكترونياته ، رمق السيارة بنظره من بعيد " فعلا ! يستحيل قيادة السيارة في الشوارع الان ! " فكر حسن . لقد كانت الفوضى عارمه ، السيارات توقفت او تصدم بعضها البعض حتى المشردين الذين كانت الشرطة قد جمعتهم يركضون باتجاهات مختلفة و كأنه نهايه العالم ، ما زاد من هذا الشعور لدى حسن هو رؤيته لأشعة ذهبية تسطع وراء مآذن اسطنبول وناطحات سحابها في الأفق

(١٤)

قفز حسن بعض الحواجز بخفه حتى وصل الى مكان اصطفاف القوارب الفاخرة و دخل من الباب دون ان يوقفه أحد .... بدأ حسن ينظر من حوله كمن يبحث عن شيء بعينه .

لم يكن البث بالنسبه لحسن جرعة موت ! لقد كان فعلا المعجزة التي صلّى من اجلها ! بل و أكثر .

منذ هروبه من السعودية قبل ثلاث سنوات و لجوئه السياسي لثلاث دول حيث يتم قبول اللجوء ولكن في بريطانيا اتهمته إحداهن بالاعتداء عليها . في ألمانيا اتجار بالبشر و اخيرا اليونان جرائم قرصنة الكترونية قبل أن يدخل تركيا بشكل غير رسمي و يعيش فيها منذ أكثر من عام ينام في سيارته و يعيش على ما يتمكن من قرصنته من الانترنت كان يشتري الكترونيات و ساعات من امازون ببطاقات بنكية مقرصنة و يستقبلها في صندوق بريد وهمي في محطة القطار ثم يبيعها في السوق السوداء مقابل المال .

(١٥)

لطالما شعر حسن بغصه في حلقه لم تزل إلا منذ لحظات قليلة!

حسن الشبح الرقمي و ملك الشبكه العنكبوتيه المظلمه الذي لم يستطع ان يبقى مكتوف الايدي عندما وجد بين يديه ملفات تكشف شبكه تهريب مخدرات و سلاح ضخمه في الشرق الاوسط ، تورَّطَ فيها سياسيين و رجال اعمال في اكثر من دوله .

لقد عوقب على ذلك بشدة و إن لم يتمكنوا من سجنه ! فكر حسن ان العزلة التي عاشها في السنوات الماضية قد غيرته للابد و انه لن يتمكن من الثقة بأحد .... و لكن انه يضع ثقته بهذا البث الغامض الآن !

وقعت عينه على اليخت الذي يبحث عنه فك وثاقه و صعد الدرج إلى غرفة التحكم ، فتح الباب برمز عرفه من المحاولة الاولى و تفاجىء هو نفسه !

دخل الى الغرفه الفارهة نظر من حوله ليقيم ما يمتلكه من تكنولوجيا في هذا اليخت المترف من رادارات و لاسلكي و راديو و شاشات اضافة الى الى الاثاث الفاخر . حتى أن رائحة الغرفة كرائحة سيارة جديدة !

(١٦)

والان هو ليس بحاجة إلى حقيبة التعايش التي كانت معدة للخطه (ب) فيما لو لم يفتح باب اليخت .

حينها كان عليه سرقه قارب سريع الى مرفأ آخر وكل ذلك تحت ستار الفوضى التي سببها البث . ترى ماذا يحدث من امور مريعه تحت ستار الفوضى فكر حسن و جائته قشعريره في جسده .

في لحظات كان حسن قد اخترق أنظمة اليخت و تمكن من تشغيله بدأ القارب بالتحرك فتناول حسن قبعة القبطان المعلقة و اعتمرها على رأسه ثم مد يده في حقيبته ليتناول شطيرة برغر من يوم أمس ويبدأ في التهامها بشراهة

(١٧)

كانت تلك الشطيرة اشهى ما تذوقه حسن منذ زمن طويل ! على الرغم انه حاول أكلها ليلة امس قبل ان ينام و صده طعمها . 

ايليمنوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن