عُلّقتُ قلـباً قاسيـــاً

111 5 0
                                    

عُلّقتُ قلباً قاسيـــاً، أنّى لمن
جعلَ القساوة طبعَه أنْ  يعشقا؟!

لوقلتُ شعري في الجبال تصدّعت
أو كان في صخرٍ أصمّ تشقّقـــا

أو قلتهُ في المعصراتِ، لأنزلـــتْ
ثجّاً يكادُ من الجوى أن يُغرِقـــا

لو أنّني نحو الدجى، سَيّرتـــهُ
قدّ الدُجى، وبكفّ نورٍ مزّقـــا

أو أنني أودعته بُوراً، ربـــَتْ
أو أنّه في مَيْتِ عودٍ، أورقــَا

وببحرِ قزوين العظيم مزجتُـــه
لغدا زلالاً،  ثمّ فاض وأغدقــَا

من أنت حتّى يستفيق لكَ الهوى
من أنتَ، حتّى تستبدّ وتُؤرِقــا

من أنتَ حتى تحتويكَ أضَالعي
كيما تسعّرَ بالجفاءِ، تشوّقــــا

قلْ لي بربِكَ من تكونُ، أسرتني
فأضعتُ فيك رزانتي والمنطقــَا

وبأيّ حقٍ  هكذا،  أغويتنـِــي
بل كيف أوهمتَ الفؤادَ فصدّقا

ماكان قلبي قبل حبّك أحمقاً!!
صيّرْتهُ القلبَ الجهولَ الأحمقَا!

أتظنني، أنثى تكبّل نفسهَــا
وتعودُ تشكو، للحبيب ليُعتقــا

إنّي التي إن مسّ عشقٌ عقلَها 
هيهاتَ ينفعها وقد سُحِرتْ رُقَى  

يا أيّها الرّجلُ الرفيعُ، مقامُـه
سأظلّ أرْقبُ فِي غرامي الموثِقا

ووصيّتي روحي التي عذّبتها
حتّى تُردّ إليّ إنْ كُتِبَ الّلقــا

_ عفاف عطاالله

اشعارWhere stories live. Discover now